• العرابى: لا أرجح حصول إسرائيل على صفة مراقب بالاتحاد الأفريقى • جاد: مصالح تل أبيب لها الأفضلية عن القاهرة داخل القارة السمراء • مى: دعم إثيوبيا لإسرائيل يستهدف تقويض دور فلسطين اعتبر عدد من نواب مجلس النواب، جولة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الأفريقية، التى زار خلالها أربع دول فى شرق القارة، بمثابة جنى لثمار تجاهلنا لدول القارة لفترة طويلة، فى وقت عملت فيها تل أبيب على نسج خيوط علاقاتها وتمتينها بهذه الدول، وهو ما يستدعى منا بذل المزيد من الجهد لاستعادة علاقاتنا الأفريقية إلى سابق عهدها. قال السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، فى مجلس النواب، إن الزيارة التى أجراها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، لعدد من الدول الأفريقية أخيرا، تمثل قفزة إسرائيلية كبيرة فى أفريقيا، وتحمل مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة، غير أنه أكد فى الوقت ذاته، على أن الزيارة التى تمت بشكل علنى لا تعكس أى اضرار مباشرة على الأمن القومى المصرى. وأشار العرابى إلى أن التنافس قائم فى أفريقيا منذ وقت طويل، وهناك دول فى أفريقيا سلمت نفسها بشكل كامل لدولة كبيرة مثل الصين. وبشأن دعم إثيوبيا لحصول إسرائيل على صفة مراقب فى الاتحاد الأفريقى، قال العرابى ل«الشروق»: «لا أعتقد أن إسرائيل ستحصل على صفة المراقب، والإعلان الإثيوبى يحمل قدرا من المجاملة السياسية نتيجة تواجد نتنياهو فى بعض العواصم الأفريقية»، مشيرا إلى أن القضية ستكون مطروحة فى اجتماعات القمة الأفريقية المقبلة». ولفت إلى أن تحركات إسرائيل فى إطار الضغوط على مصر لإيجاد نوع من توزان المصالح فى أفريقيا وتحديدا إثيوبيا مع القاهرة. وبشأن تحركات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب فى هذا الصدد، أعلن العرابى أن اللجنة طلبت الاجتماع بوزير الخارجية المصرى سامح شكرى، والذى وعد بتلبية الطلب، وذلك لمناقشة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى لأفريقيا، فضلا عن قضية مقتل الباحث الإيطالى ريجينى. وأكد العرابى على ضرورة التحرك بشكل قوى فى ظل هذا التنافس الواضح والصريح والمعلن؛ اعتمادا على رصيدنا التاريخى هناك . ومن جانبه، قال عماد جاد، عضو مجلس النواب ل«الشروق»، إن دول شرق أفريقيا تعاملت مع رئيس وزراء إسرائيل كممثل لدولة من القوى العظمى، بعد الاستقبال الحافل له، فضلا عن دعم كينيا وإثيوبيا لإسرائيل كعضو بصفة مراقب فى الاتحاد الأفريقى، مشيرا إلى أن إسرائيل تجنى ثمار تعاون عشرات السنين مع الجانب الأفريقى، وتجاهل من جانبنا. وأضاف جاد، أن إسرائيل دخلت بآليات عملية ومباشرة فى دول أفريقيا وليس بالكلام فقط، حيث تقدم لعدد من الدول معدات الرى بالتنقيط ومستشفى لعلاج المرضى، فضلا عن إنشاء معهد لتدريب حرس رؤساء دول أفريقيا؛ لمنع الانقلابات، كما أن تقوم ببيع السلاح، متسائلا باستنكار: «ماذا قدمنا نحن؟». وتابع :«تل أبيب نجحت فى بناء شبكة مصالح كبيرة فتم مكافأتها»، واعتبر أن مصالح إسرائيل مفضلة داخل أفريقيا على مصالح مصر. من ناحيتها، قالت مى محمود، عضو مجلس النواب، وأمين سر لجنة الشئون الأفريقية، إن زيارة نتنياهو وتحركات إسرائيل داخل القارة الأفريقية ليست الأولى من نوعها ونتيجة لغياب مصر عن التواجد داخل دول القارة، ما أعطى الفرصة لإسرائيل. وأضافت ل«الشروق»: «الزيارة تعكس الخشية الإسرائيلية من التواجد المصرى الموجود الآن هناك والذى يسير بخطى ثابتة تجاه قضايا القارة، لكنى أعتقد أن الزيارة غير مقلقة بشكل كبير لمصر». وأشارت مى، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى تحدث عن اتفاقيات خاصة بالزراعة أو الاستثمار، بينما مصر تسير بكل خطاها نحو الاستثمار فى القارة، والبرلمان المصرى ولجنة الشئون الأفريقية يحملان عبء التواصل مع دول القارة، وتواجدنا داخل البرلمان الأفريقى والترحيب بالوفد المصرى بعث برسالة قلق لإسرائيل، ودفعها لهذا التوجه. واستكملت، «وفقا لاتفاقية الكوميسا، فإن مجال التجارة مع القارة ودولها مفتوح، ويستلزم بعض التفعيل الذى يتم، ويتم فتح مجالات للتبادل التجارى، ولا مجال للتخوف من زيارة إسرائيل، لأن مصر جزء من القارة الأفريقية، أما دعم إثيوبيا لإسرائيل للحصول على وضع مراقب فى الاتحاد الأفريقى، فهو بهدف تقويض دور فلسطين الموجودة فى الاتحاد، والتوجه لإسرائيل هدفه فلسطين وليست مصر». وأكدت: «موقف مصر داعم للقضية الفلسطينية، وتحرك مصر وتصويتها معه 53 دولة، ونتنياهو جلس مع 6 دول فقط، لكن على أى حال الوضع فى التصويت قد يكون بحاجة لمزيد من الحرص المصرى وتوخى الحذر خلال التحرك، ونحن لدينا جلسة فى شهر أغسطس فى جنوب أفريقيا للبرلمان الأفريقى، ووجودنا يمكننا من متابعة الوضع عن كثب». وعن تأثير الزيارة على مفاوضات سد النهضة، قالت عضو البرلمان، هذا الملف تقوم به وزارات مصرية وجهات مختلفة، وما يهمنا هو الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل، وتواجد إسرائيل لن يؤثر على المفاوضات». وأشارت أمين سر لجنة الشئون الأفريقية، «الأسبوع الحالى، ستجتمع لجنة الشئون الأفريقية وتناقش الزيارة للخروج برؤى وتصورات وتوصيات خاصة للتعامل مع هذه القضية».