• بدء التصوير قبل أيام بعد تحضير 4 سنوات.. والعرض يناير المقبل • عارضة أزياء إيطالية تشبه المطربة الراحلة بطلة للفيلم • شقيق المطربة الراحلة للبطلة: من الآن أنت أختى الصغيرة تواصل المخرجة ليزا آزويلوس تصوير فيلمهما عن حياة الأسطورة الراحلة داليدا، بعد 4 سنوات من التحضير، وتقوم ببطولة الفيلم عارضة الأزياء والممثلة الشابة سفيفا الفيتى، التى تجسد شخصية داليدا. وانطلقت بدايات الأسطورة الراحلة من ملهى صغير فى باريس قبل أن تبلغ الحادية والعشرين، وكان والدها عازف كمان إيطالى يعيش فى القاهرة، سحرت داليدا الجمهور الفرنسى منذ أول إطلالة لها بأغنية «بامبينو»، التى ساعدها على تسجيلها فى ليلة واحدة مدير البرامج فى الملهى الذى كانت تغنى فيه ليلا، وكانت المفاجأة الكبرى، ففى اليوم الأول لم تتوقف الأغنية على جميع الإذاعات الفرنسية حتى أصبحت حديث العاصمة الفرنسية عام 1957. وبدأت المخرجة ليزا آزويلوس تصوير الفيلم بعد تحضير وتأجيل استمرا لمدة 4 سنوات، وقد تم اختيار سفيفا الفيتى للدور بسبب الشبه الكبيرة بينها وبين داليدا خاصة من حيث وجهها وشعرها وحتى طولها (متر و77 سم)، وهى بالتمام مقاييس الفنانة الراحلة. وقالت سفيفا مع بداية التصوير إنها تعتبر فوزها بالدور بمثابة المعجزة بعد الكثير من الوعود الكاذبة التى تلقتها من مخرجين ومنتجين، إذ هى معروفة فى إيطاليا كعارضة أزياء وممثلة مبتدئة فى أدوار صغيرة. وكانت على وشك التخلى عن السينما والمسرح نهائيا لتعود لعرض الأزياء خاصة أنها تخطت الثلاثين (31 عاما) لانطلاقة سينمائية قوية، وكانت قد طلبت أكثر من مرة لمشروع فيلم عن داليدا من جهات أخرى، وكانت المنافسات قوية على الدور من قبل ممثلات فرنسيات وإيطاليات شهيرات، وكانت مرشحة للدور أخيرا الممثلة الفرنسية ناديا فارس، لكن ظروفها المهنية وارتباطها بعقود عمل أخرى منعها من ذلك فكان الخيار الأخير لسفيفا الفيتى الإيطالية. وتقول الفيتى عن تفاصيل العمل إنها تعيش حلم حياتها، وتمضى كل يوم نحو 3 ساعات مع إخصائى التجميل ليضع اللمسات الأخيرة على تقريب الشبه بينها وبين النجمة الراحلة، والتصوير سيستمر 52 يوما ولكن الحلقة الأصعب فى الموضوع لم يكن وجه الشبه بين الاثنين بل فى ضرورة أن تتقن الفيتى كل ما تجهله وهو: الغناء والرقص والتحدث باللغة الفرنسية. وتحدثت أصوات من كواليس التصوير إلى أن ما تقدمه هذه العارضة الإيطالية التى لم يراهن الكثيرون على نجاحها بالدور هو أكثر من مذهل، فهى اليوم تتقمص شخصية داليدا إلى درجة لا يتصورها خيال. حتى إن أورلاندو أخ داليدا، الذى ما زال على قيد الحياة، والذى كان قد رفض العديد من المشاريع السينمائية لتصوير حياة شقيقته الراحلة، وافق على المشروع بل اتصل بالفيتى فى اليوم الثانى لحضوره التصوير فى اليوم الأول، وقال لها: «ابتداء من اليوم، أنت أختى الصغرى»؟ وقال للمخرجة، وكذلك لعدد من وسائل الإعلام: إن «داليدا امرأة مميزة، كانت لها حياتها الفنية والشخصية والعاطفية الصاخبة والمؤثرة، باعت 170 مليون أسطوانة حول العالم وتلقت 70 أسطوانة ذهبية، لكن حياتها كانت أشبه بتراجيديا أغريقية، وهى «فايدر» عصرها.. لذا لم أتوقع أن يفهمها سوى مخرجة امرأة قد تفهم مشاعر أنثى مثلها أكثر من أى مخرج رجل». وكذلك تحدث المنتج جوليان مادون عن العمل، قائلا: إنه شاهد المخرجة ليا تبكى مرارا، وهى تكتب السيناريو. وقالت «ليا»، مخرجة الفيلم: إنها ابنة مطربة وهى مارى لافوريه، مشيرة إلى أن أول لقاء لها مع داليدا وهى كانت تعتبرها منافسة صعبة لوالدتها كان فى استعراض متلفز فسحرتها واعتبرتها خارج كل المنافسات. وأضافت: يبقى أن الشق العاطفى فى حياة داليدا هو الأصعب فى تصوير حياتها وقد استمرت وقتا طويلا لاختيار الممثلين المناسبين لتقديم أدوار الرجال الذين أحبتهم داليدا فى كل مراحل حياتها، قبل أن تقول: اخترت لوسيان موريس ويجسد شخصية الممثل جان بول روف، وقد التقته فى إذاعة «اوروبا 1»، ومات منتحرا بعد سنوات قليلة على طلاقها منه. كذلك يجسد شخصية لويجى تينكو الممثل اليسندرو بورجى وكلن حب حياتها الذى انتحر بإطلاقه النار على نفسه فى غرفة الفندق، التى كان يتقاسمانها فى «سان ريمو»، أما لوسيو الشاب الذى يصغرها سنا والذى أحبته بشغف ورغبة فى إنجاب طفل منه فيقوم بدوره الممثل برينو بلاسيدو، إلى جانب ممثلين وممثلات آخرين فى الفيلم، نذكر منهم: ريكاردو سكامارسيو فى دور أورلندو مدير أعمالها، وباتريك تيمسيت وفانسان بيريز ونيكولا دوشوفال ونيلز شنايدر ومايكل كوهن وغيرهم. وينتقل فريق العمل فى الأشهر المقبلة إلى الأمكنة التى عاشت فيها داليدا أو أقامت فيها حفلاتها إلى جانب ديكورات كثيرة اختصرت التنقلات وصورت المشهديات كما هى، ومن المتوقع أن يعرض الفيلم فى دور السينما 17 يناير 2017. وداليدا صاحبة أسطوانات خالدة فى أذهان الفرنسيين، وكل محبيها فى العالم، غير أن هذه الحياة الحافلة بالنجاحات الفنية والحفلات والأسفار والجوائز والثروة تقاطعت مع الحظ السيئ الذى لاحق داليدا فى حياتها العاطفية مع انتحار حبيبها ثم مطاردة شبح الانتحار لحبيب آخر مات فى ظروف مأساوية، وأدى ذلك إلى عدم قدرتها على الإنجاب، فشعرت وهى فى الرابعة والخمسين بأنها «لم تعد قادرة على الاستمرار» بحسب رسالتها الأخيرة فوضعت حدا لحياتها عام 1987. جدير بالذكر أن حياة داليدا كانت صاخبة ومتنوعة وكانت مادة غنية للدراما، فشخصيتها متعددة الانتماءات والثقافات، فهى من أصول إيطالية وترعرعت فى مصر وعاشت حياتها المهنية فى فرنسا.