شارك معهد بحوث الموارد المائية، التابع للمركز القومي لبحوث المياه فى ورشة عمل بالعاصمة الأردنية عمان والتى نظمتها دولة اليابان من خلال برنامج JFIT وبالتعاون مع المكتب الإقليمى لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة بالقاهرة؛ وذلك بهدف تنمية قدرات إدارة مخاطر كوارث السيول بكل من مصر والأردن والسودان واليمن، بمشاركة خبراء من هيئة الاستشعار عن بُعد والهيئة العامة للأرصاد الجوية المصريتين. واستعرضت ورشة العمل الأدلة الاسترشادية الخاصة بإدارة كوارث السيول في مصر (والتي أعدها معهد بحوث الموارد المائية) والأردن واليمن والسودان؛ طبقا لطبيعة وأسلوب إدارة الأزمات الناجمة عن كوارث السيول في البلدان الأربعة، والتكامل ما بين الدول المشاركة؛ للوصول إلى أفضل الممارسات فى طرق معالجة الآثار السلبية للسيول. وأكد القائمون على ورشة العمل أن المنطقة العربية عُرضة لكوارث السيول، بشكل منتظم، وبخاصة المناطق الجافة وشبه الجافة، وذكروا أنه على الرغم من التأثير السلبي للسيول، المتمثِّل في خسائر مادية وبشرية، إلا أنها تعد أحد أهم مصادر المياه العذبة بالمناطق الجافة. كما تحدثوا عن ضرورة مراعاة تحقيق هدفين عند إدارة السيول: الحماية منها، وتعظيم الاستفادة من مياهها؛ وهو الأمر الذي يتم عن طريق توجيه وتخزين المياه فى بحيرات صناعية أو داخل خزانات أرضية، وشحن الخزانات الجوفية. واختيرت منطقة ممثِّلة لكل دولة من البلدان الأربعة، لتطبيق الدليل الاسترشادي عليها، وجاءت منطقة وادي أبو صبيرة بأسوان، ممثِّلة لمصر، وتضمنت مخرجات المشروع إعداد خرائط "المخاطر والخطورة" لكل منطقة؛ توضح المناطق، التى قد تتعرض لدمار كلي أو جزئي نتيجة مياه السيول، ويتم تحديد هذه المناطق من خلال حساب سرعات وأعماق المياه الناجمة عن السيول وتوزيعها داخل المنطقة محل الدراسة. كما تُعنى خرائط الخطورة بتحديد مدى احتمالية حدوث الكارثة الناجمة عن السيول. وتناولت الاجتماعات مناقشة العديد من المقترحات البحثية فى مجالات: درء أخطار السيول، ومجابهة الآثار السلبية المترتبة عليها، وتحسين الأداء الإداري والحكومي فى مجابهتها، وعرض المشكلات الفعلية التي تواجه المواطن البسيط فى التعامل مع هذه الأزمات، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بالقطاع الخاص خلال أزمات كوارث السيول.