المسحراتى يحيى خليل: أقول اصحى يا نايم لكل الناس لأننا فى حاجة لبناء وطن.. ورمضان كريم لجمهورى.. وللمتشددين وحدوا الدايم

المسحراتى فى شكله التقليدى، رجل يمسك بطبلة أو دف ويرتدى جلبابا ويتجول بين حارات وأزقة وممرات وشوارع العالم الإسلامى والعربى. هو غالبا ما يتمتع بحلاوة الصوت، والفصاحة، والبلاغة والحكمة، لأن مهمته ليست إيقاظ الناس فقط لتناول السحور، لكنه فى أحيان كثيرة يتولى أيضا إيقاظ الضمائر بما تحمله كلماته من دروس ومواعظ وعبر وحكم سواء كانت من بنات أفكاره أو نقلها عن أحد الشعراء أو الحكماء المعروفين. هو شخص يظهر مع هلال رمضان ويختفى باختفائه. بلال بن رباح كان أول مسحراتى فى الإسلام، وفى ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول «بلال ينادى فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن مكتوم» وهو المؤذن الذى كان يتولى إقامة أذان الفجر»، وفى مصر أخذت مهنة المسحراتى بعدا فنيا بدأ على يد الفنان محمد فوزى ثم انتشرت بشكل أكبر على يد الفنان الكبير سيد مكاوى والشاعر فؤاد حداد. واللذين أعطياها بعدا سياسيا واجتماعيا. وبعد رحيلهما حاول البعض تقديمها وكان أكثرهم تأثيرا هو الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعى، الذى قدمه العام مع الشاعر الكبير جمال بخيت.
الأسئلة مستوحاة من مسحراتى فؤاد حداد وسيد مكاوى
اليوم يقوم فنان الجاز العالمى يحيى خليل بدور المسحراتى
• سألته فى البداية لمن يقول اصحى يا نايم؟
- قال لكل الناس لأننا محتاجون أن نستيقظ بالفعل ونقوم ببناء وتطوير وطننا، وهذا الأمر يتطلب مشاركة الجميع، لأننا جميعا فى حاجة إلى أن نعيش بشكل جيد. أما النوم فهو أمر لا يليق بمصر مطلقا، وتكاسل واحد فقط عن أداء عمله يؤدى إلى تراجع مؤشر الإنتاج وتعطيل مصالح الناس ولك أن تتخيل لو أكثر من شخص فعل هذا ماذا يحدث، فى حين لو أن الجميع حرص على العمل بالتأكيد ستحدث نهضه نحن فى حاجة إليها. وأتمنى أن يعى الناس أن الاستيقاظ ليس للسحور فقط لكن أيضا للعبادة والعمل.
• لمن تقول وحد الدايم؟
- أقولها للمتشددين والذين يريدون فرض أمور معينة بالقوة، أقول لهم إن الله سبحانه وتعالى هو من يحاسب الناس وليس هم، وتلك المشاهد التى نراها من قتل وتعذيب للأرواح البريئة ليس من الإسلام، بل أنتم بأفعالكم أسأتم للإسلام ولكل المسلمين. وأقول وحد الدايم للفتايين الذين يطلقون فتاوى ليلاو نهارا وكأنهم هم ملاك الدين، أتمنى أن يتركوا الأمر لمن يملكون الدراية الكافية بالدين.
• لمن تقول رمضان كريم؟
- لجمهورى الكبير الذى وقف خلفى على مدى نصف قرن منذ أن بدأت مشوارى مع الموسيقى فى مصر ثم ذهبت إلى أمريكا وعدت لتقديم أفكارى لتطوير الساحة الغنائية أقول لهذا الجمهور رمضان كريم ولولاكم لما وصلت لما أنا فيه. أعطيتونى الحياة والاستمرارية، وأتمنى منكم أن تعلوا أكثر وأكثر من شأن الموسيقى الجادة بدفاعكم عنها وتدعيمكم لها.
• ناس كانوا قبلى قالوا فى الامثال: الرجل تدب مطرح ما تحب هذه إحدى الشطرات التى قالها الراحل الكبير فؤاد حداد فى كلماته ما هو المكان الذى تحب التردد عليه؟
- المكان الوحيد الذى أعشق التردد عليه وأعتبره بيتى هو دار الأوبرا المصرية، رغم اننى لست من كادر الموظفين فيها لكننى أعتبرها بيتى من 30 سنة وأنا أتردد عليها مقدما فنى للناس، وأتصور أنها المكان الوحيد فى مصر الذى يحترم الفن والفنان ويقدر تجارب الكبار.
• المسحراتى دائما يختار قضية للكلام عنها كموعظة للناس ما هى القضية التى تختارها؟
- الأمل والحب والتفاؤل ثلاث كلمات لها مفعول السحر فى الحياة. دائما أنحاز للتفاؤل والأمل ولولاهم ما أصبحت يحيى خليل قابلت عواصف وواجهت حروبا كبيرة ولولا الأمل ما اجتزت تلك المحطات الصعبة، وأتصور أن وطننا أيضا فى حاجة إلى أن نحبه أكثر ونعلى قضاياه على الشأن الشخصى وبالحب يعود أفضل وأفضل.
• لو عرض عليك العمل مسحراتى لليلة واحدة هل تقبل ذلك؟
- ليه لأ هى مهنة جميلة وأتصور ستكون تجربة ثرية.
• ما المكان الذى تختاره للقيام بهذه المهمة؟
- أختار دار الأوبرا لأنها كما قلت لها فى قلبى الكثير وأحب كل العاملين فيها وتربطنى بهم علاقة جيدة جدا، وأتصور أن المسحراتى يختار المكان الذى يكون فيه حالة حب بينه وبين الناس.
• من تختار من الأصدقاء ليكونوا معك فى هذه التجربة؟
- سوف أستدعى من الماضى بليغ حمدى وكمال الطويل وأحمد فؤاد نجم، ومن الحاضر سيد حجاب ومجدى نجيب والدكتورة إيناس عبدالدايم.
• هل تتذكر أول مسحراتى؟
- كان فى مصر الجديدة وكنت أنتظره كل يوم.
• أفضل مسحراتى فى رأيك ظهر على الشاشة؟
- أكيد سيد مكاوى لأنه يحمل مواصفات كثيرة منها الصوت وقدرته على الارتجال فى الغناء وشكله وثقافته هو كاريكتر يعطى هذا الإحساس. وكل هذه الصفات يجب أن تتوافر فى أى مسحراتى.