على خلفية التوقعات الإعلامية والسياسية بقرب إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن خطته للسلام فى الشرق الأوسط فى وقت لاحق هذا الشهر، تحدثت «الشروق» مع ثلاثة من الخبراء فى شئون الشرق الأوسط بواشنطن، وأجمعوا، رغم اختلاف توجهاتهم الأيديولوجية، على عدم علمهم بأى ترتيبات أمريكية لطرح خطة سلام، واستبعادهم حدوث ذلك فى وقت قريب. وقال مايكل دان الباحث بمعهد الشرق الأوسط إن «وجود حكومة إسرائيلية على رأسها بنيامين نتنياهو يجعل من الصعب الحديث عن أى تطور أو انفراجة قريبة فى عملية السلام»، مستبعدا حدوث أى تطورات قريبة فى «ملفات الشرق الأوسط الحساسة». وهو ما أكد عليه أيضا ديفيد بولاك الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المعروف بقربه من دوائر اللوبى اليهودى فى الولاياتالمتحدة. وقال بولاك: «لا أتوقع أى انفراجة كبيرة قريبا فى عملية السلام، لكن ستستمر المناقشات الجادة، وهى مهمة لتحقيق تفاهم أفضل بين إسرائيل والفلسطينيين حول العيش المشترك فى الضفة الغربية». واعتبر أن «حركة حماس مازالت تمثل معضلة كبيرة، فلا توجد إجابة حول كيفية التعامل معها.. حماس تفقد دعما شعبيا كل يوم، وهذا شىء جيد». ودعا إلى حشد الجهود ضد حماس بقوله: «يجب أن تتوصل مصر وإسرائيل لتنسيق أكبر مع وجود إستراتيجية عربية موحدة ضد حماس، بما يهمشها، وهو ما سيكون له انعكاس كبير على الانتخابات التشريعية الفلسطينية بداية العام المقبل». وحماس هى الفائز فى الانتخابات الأخيرة يناير 2006. وشدد بولاك على أن «السلام بين مصر وإسرائيل يمثل حجر الأساس للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، كما تلعب مصر دورا مهما بالنسبة للولايات المتحدة فى مواجهة الطموحات الإيرانية، وكبح المتطرفين، واحتواء حماس وحزب الله، إضافة إلى المساعدة فى عملية السلام». ورأى أنه «قبل البدء فى مفاوضات سلام سورية إسرائيلية يجب أولا معالجة عدة قضايا، من بينها علاقة سوريا بحماس وبحزب الله والمتطرفين فى العراق». بدوره، قال ناثان براون من مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى: «لدى شكوك فى إمكانية حدوث انفراجة فى عملية السلام المُجمدة». وشدد على أن «إدارة أوباما تعتمد بصورة كبيرة فى سياستها بالشرق الأوسط على تحالفها مع مصر والسعودية». وأضاف أن «هناك اهتماما واضحا من إدارة أوباما بتحريك ملف المفاوضات الإسرائيلية السورية، إلا أنه من الصعب القول بحدوث تقدم حتى الآن». أما دان فيرى أن «التقارب السورى السعودى هو أهم ما يدعم حظوظ سوريا فى إصلاح علاقاتها مع الولاياتالمتحدة». ويبدو أن انخراط إدارة أوباما فى قضايا داخلية جدلية، مثل إصلاح برامج الرعاية الصحية، وقضايا تعذيب المعتقلين ودور المخابرات الأمريكية فيها، ستلقى بظلالها على قدرته على التركيز على ملف عملية السلام بالشرق الأوسط، خاصة فى وقت تتدهور فيه الأوضاع الأمنية والسياسية فى أفغانستان والعراق، وهما الملفان ذوا الأولوية فى السياسة الخارجية الأمريكية، بسبب تزايد عدد القتلى فى صفوف القوات الأمريكية، إذ منى الأمريكيون فى الشهر الماضى بأكبر خسائر بشرية فى أفغانستان خلال شهر منذ الغزو فى أكتوبر 2001.