• أول شركة «تاكسى» بالدراجات النارية بقيادة نسائية لتوصيل السيدات بالإسكندرية • السائقات: الناس بيستغربونا وبيشجعونا وهناك من يدعو علينا.. والمناطق الشعبية بيفتكرونى رائدة فضاء ما بين مؤيدين ومُتحفظين، استقبل الشارع السكندرى، مطلع الأسبوع الحالى، أول تجربة موتوسيكل «أجرة» بقيادة نسائية لتوصيل للبيوت، دشنتها إحدى الشركات الخاصة «كابى» بموجة من التباين فى الآراء والتساؤلات حول مدى قابليته المواطنين ونظرة المجتمع الشرقى لقدرة الجنس اللطيف قيادة الدراجات النارية وتعامل كسائقات. تعايشت «الشروق» مع أول تجربة لعمل سائقات موتوسيكل «أجرة» بلقاء عدد من السائقات كانت إحداهن دينا حجاب، 35 عاما، بكالوريوس تربية رياضية قالت ل«الشروق»: عانيتُ كثيرا من عقبات إيصال أولادى كل صباح من المنزل إلى المدرسة والعكس، خصوصا فى ظل عدم امتلاكى سيارة خاصة، وارتفاع أسعار السيارة «التاكسى» واستغلالنا فى أوقات الذروة، ليُقرر زوجى شراء «موتوسيكل» مكننى من قضاء جميع «مشاويرى» وسط راحة تامة زمنيا وماديا. وأضافت حجاب، فى بداية تجربتى مع الموتوسيكل كانت نظرات الذكور فى الشارع كلها عجب واستغراب؛ لدرجة أن كثيرا منهم ارتكب حوادث «سير» بسبب انشغالهم بالنظر لى كشىء غريب وغير معتاد لهم، بينما الإناث أبدى بعضهن الرغبة فى تقليدى لكن يفتقدن الشجاعة والجرأة لذلك؛ خشية العادات والتقاليد ونظرة أفراد مُجتمعنا الشرقى لهُن. وعن تجربتها فى العمل كسائقة موتوسيكل «أجرة» قالت حجاب عندما سمعت عن الشركة، رأيتُ أن من واجبى دعم المبادرة «الجديدة» وأن أكون قدوة لإناث الإسكندرية فى استخدام «الليموزين» وتشجيعهن على دخول المجال لما له من فوائد مُتعددة، أبرزها التغلب على مشكلة الزحام المرورى، وتقليل التلوث، وخلق فرص عمل لهُن. وحول طبيعة العمل فى الإسكندرية قالت «حجاب»: شوارعها واسعة ومريحة، مما ساعدنى على تقبل الفكرة ودعمها، كما أنها فرصة جيدة لزيادة دخلى المادى، خصوصا أن الشركة تتمتع بالمرونة فى التعامل معنا، حيث أتواصل مع عملائها بالتليفون وتطبيقات الإنترنت، ولست مضطرة إلى الذهاب لمقر الشركة لبدء العمل. وبالنسبة للمواقف الطريفة التى واجهتها ذكرت حجاب عندما أدخل منطقة شعبية أشاهد كثرة الأصابع تُشير إلى، لدرجة أن البعض يعتقد أنى أرتدى زى رواد فضاء، وعلى الرغم من ذلك انصح كل شخص بتوجيه أنظاره نحو استخدام الموتوسيكل «الأجرة» للاستمتاع بالتجربة؛ والاستفادة بتوفير الوقت والجهد والمال. وأما منى عطا الله، ليسانس آداب «ألمانى»، فتقول: استقل الموتوسيكل بالإيجار منذ طفولتى، وما ساعدنى على ذلك أن أصدقائى كانوا دائمى تنظيم «رالى عبور مصر السنوى» وفكرت كثيرا فى شرائه إلى أن تحقق ذلك عام 2013، وبعدها انضممت لمجموعة «راكبى السكوتر فى الإسكندرية» وحتى الآن ما زلت عضوة فى المجموعة. وعن تجربتها فى القيادة الشخصية للموتوسيكل قالت: فى البداية كنت استغرب نظرات الناس لى، إلى أن تلاشى هذا الأمر تدريجيا، وأصبحت قيادة «الإناث» للموتوسيكل حاجة طبيعية فى مجتمعنا وبخصوص التعامل مع رجال المرور، قالت «عطا الله»: يعاملوننى بكل تقدير واحترام، مُتابعة: صادفنى مواقف طريفة أغربها «كنت أشترى مأكولات من كشك على طريق البحر فسمعت سيدة مُسنة تدعو علىّ بعبارة (منك لله) إزاى أهلك يسيبوكى تعملى كده»، مستطردة: «وقت الزحمة كثيرا ما يحدث شد وجذب مع سائقى السيارات، وبعضهم لما بيسمع صوت ناعم وسط الدوشة يستغرب مصدره، لدرجة أنه ذات مرة قال لى سائق: «ارحمونا بقى... كل حاجه عايزين تقاسمونا فيها». ومن جانبه قال طارق الفوال مدير عام شركة كابى: إن الفكرة حققت نجاحا ملحوظا؛ كون المشروع يتوافر فيه مزايا عدة، أهمها أننا نُساعد الحكومة فى حل مشكلة الزحام المرورى، وتوفير الوقود، وتشغيل الشباب، كما أنها فكرة يمكنها الإسهام فى تنشيط السياحة، خصوصا أن الأسعار تُعد أرخص شركة خدمات «توصيل» فى مصر، حيث تعمل على مدى ال24 ساعة، فضلا عن توافر سائقات ليموزين «إناث» لدينا؛ فى حال طلب العميل لذلك. يُذكر أن «كابى» أطلقت الخميس الماضى، بادرة، تُعد الأولى من نوعها فى مصر، والعديد من دول العربية؛ حيث توفر «ليموزين» على شكل دراجة نارية، تُتيح التحرك بمرونة، خصوصا فى أوقات الذروة وأماكن الزحام المرورى.