نستكمل فى هذا اليوم المبادئ التى رسخها الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى المجتمع المسلم: 16. التأكيد على مبدأ الشورى والتناصح: قال تعالى: «وَالَذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِهِمْ وَأَقَامُوا الصَلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ» [الشورى: 38]، وقال تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَهِ لِنْتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنْتَ فَظا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَلْ عَلَى اللَهِ، إِنَ اللَهَ يُحِبُ الْمُتَوَكِلِينَ» [آل عمران: 159]. وعن تميم الدارى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» [البخارى معلقا قبل حديث: 57، ومسلم: 55]. وعن جرير بن عبدالله(رضى الله عنه) قال: «بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» [البخارى: 57، ومسلم: 56]. 17. احترام المرأة وتقديرها وأداء حقوقها. 18. بناء القوة الإسلامية، والاهتمام بكل ما من شأنه أن يجعل من المجتمع المسلم مجتمعا قويا شجاعا مهيبا محترما. 19. التأكيد على العدل والإنصاف، وأن الناس سواسية أمام قانون الشرع، والتحذير من الظلم أو الاعتداء على الآخرين. وقد أخبر بعض الصحابة (رضوان الله عليهم) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «ألا من ظلم معاهدا (من له عهد مع المسلمين بهدنة من سلطان أو أمان من مسلم)، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة» [أبوداود: 3052]. وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» [البخارى: 3475، ومسلم: 1688/8 (3/1315)]. 20. بناء الأسرة المسلمة وإقامتها على شرع االله تعالى، وإشاعة روح المحبة والمودة وتقوى الله عز وجل، وبث أريج التعاون والصبر والعفو والتسامح والوفاء بين أفرادها: قال تعالى: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا إِنَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَ اللَهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» [التغابن: 14]. وعن عائشة (رضى الله عنها) أنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا، أدخل عليهم الرفق» [أحمد: 24427]. وعن الأسود بن يزيد ررحمه، قال: سألت عائشة رضى الله عنها: ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يصنع فى بيته؟ قالت: «كان يكون فى مهنة أهله» تعنى: خدمة أهله. [البخارى: 676]. وعن عائشة رضى الله عنها، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى» [الترمذى: 3895، وابن ماجه: 1977]. وعن أبى هريرة رعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته فى سبيل الله، ودينار أنفقته فى رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك» [مسلم: 995]. وعنه رضى الله عنه، قال: قال رسول الله: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح فى وجهها الماء. رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت فى وجهه الماء» [أبوداود: 1308 واللفظ له، والنسائى: 1610، وابن ماجه: 1336].