ارتفعت الأسهم الأمريكية والجنيه الاسترليني وأسعار النفط، اليوم، وسط مشاعر ارتياح إثر مؤشرات على أن الناخبين البريطانيين سيصوتون في وقت لاحق هذا الأسبوع لصالح البقاء بالاتحاد الأوروبي. وصعد الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته في 7 أسابيع أمام الدولار، مدعوما باستطلاعات رأي أظهرت في الآونة الأخيرة تقدم المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من جديد، وهو ما قلص شهية المستثمرين لشراء عملات الملاذ الآمن. وأظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما، أمس الأول، أن معسكر المؤيدين لبقاء بريطانيا استعاد بعض قوته قبل الاستفتاء على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي، لكن استطلاعا ثالثا أظهر تقدما طفيفا لمؤيدي الخروج من الاتحاد. وزاد الاسترليني 0.4 % أمام العملة الأمريكية إلى 1.4747 دولار مسجلا أعلى مستوى له منذ أوائل مايو. وكانت العملة البريطانية قفزت يوم الاثنين الماضي بنسبة 2.1 % أمام الدولار لتحقق أكبر مكاسبها اليومية منذ أواخر 2008 مع تقليص المستثمرين والمضاربين مراهناتهم على انخفاض الجنيه. واستقر اليورو أمام العملة البريطانية، اليوم، عند 77 بنسا ليظل قريبا من أدنى مستوى له في نحو ثلاثة أسابيع الذي سجله أمس الأول عند 76.925 بنس. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.2 % أمام الدولار إلى 1.1330 دولار مقتفية أثر الاسترليني. ويتوقع بعض المتعاملين أن يرتفع اليورو أمام معظم العملات الرئيسية مثل الدولار والين إذا اختار البريطانيون البقاء في الاتحاد الأوروبي. واستقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية عند 93.488 ليحوم فوق أدنى مستوى له في شهر البالغ 93.425 الذي سجله في وقت سابق هذا الشهر، بينما ارتفع الدولار أمام العملة اليابانية بنسبة 0.6% ليصل إلى 104.55 ين. من جهة أخرى قفزت مؤشرات الأسهم الأمريكية، أمس، إذ صعد المؤشر داو جونز الصناعي 129.78 نقطة بما يعادل 0.73% إلى 17804.94 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 12.03 نقطة أو 0.58% ليسجل 2083.25 نقطة، وتقدم المؤشر ناسداك المجمع 36.88 نقطة أو 0.77% إلى 4837.21 نقطة. كما قفزت أسعار النفط بنسبة 3% لتغلق مرتفعة للجلسة الثانية على التوالي، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع احتمالات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتحدد سعر التسوية لعقد أقرب استحقاق لخام برنت تسليم أغسطس على ارتفاع 1.48 دولار بما يعادل 3% عند 50.65 دولار للبرميل، وصعد العقد 7% منذ تسوية الخميس الماضي بعد أن تراجع 10% في الجلسات الست السابقة. وارتفع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.39 دولار أو 2.9% إلى 49.37 دولار للبرميل في عقد أقرب استحقاق تسليم يوليو. وتدعمت الأسعار أيضا ببيانات من شركة جينسكيب لمعلومات السوق تشير إلى تراجع المخزونات بنقطة تسليم العقود الآجلة الأمريكية في كاشينج بولاية أوكلاهوما 568 ألفا و213 برميلا على مدى الأسبوع المنتهي في 17 يونيو، حسبما ذكر متعاملون اطلعوا على الأرقام. وقفزت العقود الآجلة للبنزين 5% في أكبر مكاسبها على مدى ستة أسابيع مع امتداد أثر موجة صعود النفط الخام إلى المنتجات المكررة. وأشار المتعاملون إلى قيام المضاربين بالشراء في البنزين قبيل عطلة يوم الاستقلال في الرابع من يوليو التي تتزامن مع بدء موسم الرحلات الصيفية في الولاياتالمتحدة. يُشار إلى أن جريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني (حزب المعارضة الرئيسي) ، أكد أمس، دعمه للبقاء في الاتحاد الأوروبي "غير المشروط بأي وسيلة"، لكنه قال إن على الاتحاد الأوروبي أن يتغير بشكل كبير إذا صوت البريطانيون للبقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء الخميس المقبل. وقال زعيم حزب العمال إن على الاتحاد الأوروبي أن يصبح "أكثر ديمقراطية وخضوعا للمساءلة.. وأن يتم تقاسم الثروات وتحسين مستويات المعيشة، وظروف العمل في جميع أنحاء القارة ". وأوضح كوربين "أعارض الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسي، التي يجري التفاوض بشأنها إلى حد كبير في السر بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة لأنها ستستورد ظروف أسوأ للعمل من الولاياتالمتحدة إلى أوروبا". وأضاف زعيم حزب العمال أنه يعارض طريقة حماية "أوروبا للملاذات الضريبية"، مشددا على أن الشركات الكبيرة "تستغل الثغرات في قوانين العمل". وقال كوربين إنه إذا أصبح رئيسا للوزراء بعد الانتخابات العامة عام 2020، فانه سيتحدى قواعد الاتحاد الأوروبي وحماية صناعة الصلب في المملكة المتحدة وإعادة تأميم السكك الحديدية، وسيدافع عن هيئة الصحة الوطنية لأنها "أكثر شيء حضاري في هذه البلاد"، طبقا له. ومن جهة أخرى، أظهر مسح أجرته رويترز تنامي الثقة بين شركات قطاع الصناعات التحويلية باليابان في يونيو من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر الذي جرى تسجيله في الشهر السابق، مع توقعات بنمو طفيف فقط في مستوى الثقة في الوقت الذي تتجه فيه بريطانيا لاتخاذ قرار بشأن البقاء في عضوية الاتحاد الأوروبي أو مغادرته. ويأتي المسح الشهري الذي شمل 509 شركات كبيرة ومتوسطة الحجم خلال الفترة من السادس إلى السادس عشر من يونيو استجابت منها 258 شركة قبل أيام فقط من الاستفتاء الذي سيجرى على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يوم 23 يونيو مما دفع عملة الملاذ الآمن الين إلى الصعود مع انحسار الإقبال على المخاطرة.