الطواف ليلًا، ومناداة النائمين المتأهبين لصيام اليوم التالي في شهر رمضان، لإيقاظهم كي يتناولوا وجبات سحورهم، التي تعينهم على تحمل الصوم، مهنة شاقة، ودومًا ما يمتهنها رجل نطلق عليه «مسحراتي»، ولكن ماذا لو امتهنتها امرأة،.. دلال عبدالقادر، أول سيدة تعمل «مسحراتية»، بعد أن قررت خوض تلك المهنة، غير المعتادة للنساء، بعد وفاة شقيقها المسحراتي. قالت دلال عبدالقادر، أول سيدة مصرية تعمل «مسحراتية»، إنها بدأت العمل في تلك المهنة منذ 5 سنوات، بعد وفاة شقيقها، الذي كان يعمل «مسحراتي»، رغبة منها في عدم اختفاء أو انقراض المهنة، من المنطقة التي تعيش بها، مؤكدة أنها بدأت ترى الآن سيدات يقلدنها. وأضافت «عبد القادر»، في لقاء مع قناة «بي بي سي عربية»، أنها تبدأ في الخروج من منزلها، في الساعة 11 مساءً يوميًا، لتذهب إلى المكان الذي تنطلق منه، موضحًة أنها تستمر في الطواف يوميًا، بداية من الساعة 12 صباحًا وحتى الساعة 3 فجرًا. وتابعت: "اللى ماشي مع ربنا، وبما يرضي الله، وباحترامه وأدبه، الناس هي اللى هتدافع عنه، وتخاف عليه أكتر من نفسه". وتحدثت عن المشقة في عملها، قائلة: "لما بروح مبيكونش فيا صوت خالص، ومفيش مسحراتي في الدنيا مهما كانت قوته يقدر يشتغل 30 يوم متواصل ومشي متواصل ومناداة متواصلة، لازم يرتاح كل يومين لحد ما صوته يرجع، طبعًا الراجل صوته أعلى ولكن ميقدرش يستمر الأيام كلها وكنت بلاحظ كده في أخويا الله يرحمه". وأوضحت أول سيدة تعمل «مسحراتية»، أن الناس يحبون سماع أغاني شهر رمضان القديمة، مضيفًة: "لما بدخل على شارع ببدأ بأغنية وبعدين أنادي على ساكني الشارع". وأكدت أن مهنة المسحراتي موسمية وتُمتهن خلال شهر رمضان فقط والبعض يلجأ لها كوسيلة لتحقيق الكسب، مؤكدة أن وظيفتها الأساسية هي «مكوجية ديليفري»، بحيث تذهب إلى منزل أي سيدة ترغب في كي ملابسها، وتقوم بكيها بنفسها، إضافة إلى عملها في ملجأ أيتام.