نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، اليوم الإثنين، نصوص لرسائل هاتفية متبادلة بين أحد قتلى حادث أورلاندو ووالدته، قبيل دقائق من قتله ضمن 50 شخصا راحوا ضحية الهجوم المسلح على ملهى Pulse الليلي للمثليين، في مدينة أورلاندو التابعة لولاية فلوريدا، أمس الأحد. ووفقا لما نشرته «جارديان»، فإن والدة أحد قتلى حادث أورلاندو بفلوريدا، قالت إنها أصيبت بكرب، بعد أن تلقت رسالة من ابنها وصفتها ب"المرعبة"، في الساعات الأخيرة قبيل مقتله، حيث قال الابن لوالدته في الرسالة إنه "محبوس في مرحاض الملهى الليلي"، وقت حدوث الواقعة. تقول الأم مينا جاستيس، إنها كانت نائمة وقت أن أرسل ابنها، إيدي جاستيس، الرسالة الأولى لها عبر هاتفه، وكان الابن في الملهى الليلي، في الوقت نفسه الذي دخل فيه الرجل المسلح وأطلق النيران على مرتادي النادي، مخلفا 50 قتيلا وأكثر من 50 جريحا. وقال "إيدي" البالغ من العمر 30 عاما، في الرسالة الأولى التي أرسلها لوالدته، في الساعة 2:06 فجرا: "أحبك يا أمي"، وأعقبها رسالة أخرى: "إنهم في النادي ويطلقون النيران". حاولت الأم الاتصال بابنها الذي يعمل محاسبا، إلا أنه لم يرد عليها، فأرسلت رسالة للاطمئنان عليه، فأجابها في حدود 2:07 فجرا: "أنا محبوس في مرحاض النادي"، وحين سألته الأم عن اسم النادي، أجابها الأبن "بالس، بوسط المدينة، اتصلي بالشرطة"، ثم أرسل رسالة أخرى كتب فيها "أنا سأموت". فقامت الأم بإرسال عدة رسائل لابنها، وقالت "أنا اتصل بالشرطة الآن". وبعد دقائق رد الابن برسالة قائلا: "اتصلي بهم يا أمي، الآن" وأبلغها بأنه مازال محاصرا في مرحاض النادي الليلي، وأرسل رسالة لها قال فيها "إنه قادم، سأموت". وفي الساعة 2:49 فجرا، قالت الأم لابنها إن الشرطة وصلت، وطلبت منه أن يبلغها حين يراهم. ليرسل الابن رسالة لأمه قائلا "أسرعي، هو معنا في المرحاض". لتعود الأم وتسأله "هل الرجل المسلح معك في المرحاض"، ليرسل الابن الرسالة الأخيرة لوالدته "نعم". بعد تبادل الرسائل بينهما لفترة طويلة، لم تسمع مينا جاستيس أي شئ من إيدي جاستيس ابنها، وظلت كباقي العائلات والأصدقاء تتابع الحادث واستقبال الأخبار، حتى أعلنت السلطات، في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، أن إيدي جاستيس ضمن قتلى حادث أورلاندو. وأعلنت الشرطة الأمريكية مقتل 50 شخصا وإصابة 53 آخرين بهجوم نفذه مسلح على ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو التابعة لولاية فلوريدا، والذي وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه "هجوم استهدف كل الأمريكيين".