قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن أكبر الأزمات التي أصبحت سمة عامة بين الناس في الوقت الراهن، هي انتشار الإحباط واليأس. وأضاف "خالد" خلال برنامجه "الإيمان والعصر"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، الثلاثاء، أن هناك مبدأ إيماني للقضاء على الشعور بالإحباط، ألا وهو ترديد عبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله، نؤكدًا أن هذه العبارة تعد دواءً ل 99 داءً، أبرزهم الشهور بالهم. وأوضح كيفية سير الإنسان في حياته معتمدًا على هذا المبدأ، قائلا: "يجب العمل بكل قوة وجهد وعرق وإبداع، على أن يخرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته.. لاحول عن كل معوق في الحياة إلا بالله.. لاقوة على كل نجاح وإنجاز إلا بالله". وتابع: "لاحول ولاقوة إلا بالله، هي قوة دفع للأمام ضد الإحباط واليأس، وتجعل الإنسان يرى الحقيقة واضحة وليس الوهم، وهو أن الكون ملك الله فلماذا اليأس". وأضاف الداعية الإسلامى محفزًا كل مصاب باليأس والإحباط: "حتى لو كنت ترى الواقع صعبًا، وأن طاقتك لها حدود ونهاية، ضع هذا المبدأ نصب عينيك، واستعن بحول الله وقوته، قالله عز وجل قال (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)، فكلما عملت زادك طاقة وجهدًا، وحول الله وقوته طاقة لانهاية لها". وأعطى "خالد" على ذلك مثلا بقصة النبي يونس عليه السلام حين استثقل مهمة تغيير معتقدات أهل منطقة "نينوى"، التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 50 ألف نسمة، لأنه في تلك اللحظة لم يضع حول الله وقوته في المعادلة، قائلا: "عندما ابتلع الحوت سيدنا يونس، خرج من بطنه بقوة حول الله وقوته، ليرسله ربنا إلى قوم كان عددهم أكبر من تعداد السكان الأوائل بمقدار الضعف ويزيد، ومع ذلك نجح في إيصال رسالة الله إليهم، معتمدًا في ذلك على الله". وطرح "خالد" خطة عملية تمكن الإنسان من العيش بحول الله وقوته، من خلال ذكر "لا حول ولا قوة إلا بالله" 100 مرة في اليوم، وأن يعيش معنى هذه العبارة في كل حياته، وكلما صعبت عليه الحياة نادى الله: "يارب خرجت من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك". وشدد على أن "العقيدة ليست أفكار جامدة ولكنها لتفعيل الحياة، كما أنها ليست أداة للحكم على الناس وتكفيرهم ولكن لتحفيزهم وإسعادهم، داعيًا إلى معالجة الإحباط بزرع فكرة (لا حول ولا قوة إلا بالله) داخل النفس، لأن الإيمان يحيي الحياة".