نعرض فى هذا الباب لونا جديدا، ومنهجا فريدا فى عرض السيرة النبوية الشريفة ضمن موسوعة مشروع السلام عليك أيها النبى، لصاحبها ومؤسسها الدكتور ناصر بن مسفر الزهرانى المشرف العام على المشروع، وهو مشروع علمى عالمى حضارى إنسانى، للتعريف الشامل بالنبى وشريعته السمحة بالعلم والحكمة، بأحدث الأساليب والتقنيات، معتمدا على القرآن الكريم والسنة الشريفة، مقره مكةالمكرمة، بداية تأسيسه فى: عام 1428ه 2007 م، بقصد التجديد فى كتابة السيرة النبوية الشريفة، ثم تطورت إلى هذا المشروع العالمى الكبير، الذى يشتمل على موسوعة النبى التى يقدر أن تتجاوز (500) مجلد، ومعارض ومتاحف النبى الحضارية العالمية، بالإضافة إلى قناة فضائية وجامعة ومكتبه، والمشروع بجميع أقسامه مؤسسة وقفية عالمية. وقد اختص مشروع السلام عليك أيها النبى «الشروق» لعرض 30 حلقة من السيرة النبوية الميسرة والتى اشتملت على موضوعات جديدة، ومواقف فريدة، سيتعرف عليها القارئ لأول مرة مثل: روائع الذوق والأناقة، روائع المحبين، سيرة الجسد النبوى الشريف، سيرة النبى فى الدار الآخرة، أساليب النبى التربوية، والنبى والظواهر الكونية، النبى يتحدث عن نفسه. واشتملت السيرة النبوية على تعريف موجز لجميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام الوارد ذكرهم فى القرآن الكريم والسنة الشريفة، وخلت من الروايات الضعيفة والنصوص التى لم يثبت صحة نسبتها إلى النبى صلى الله عليه وسلم، كما حظيت بالتدقيق والتحقيق والتوثيق لكل النصوص الواردة فيها. إن قارئها يكاد يكون قد اطلع على مجمل الدين، وشرائع الإسلام وأحكامه، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيلها، وعرضت الشعائر التعبدية والأحكام الشرعية فى أسلوب قصصى بديع كأجزاء من السيرة النبوية، بعيدا عن الخلافات الفقهية والآراء المذهبية. وهى ثمرة لتأمل دقيق، واستقراء شامل للسنة الشريفة لأكثر من خمس سنوات، ضبطت فيها ضبطا كاملا وحظيت بقراءة وتدقيق أكثر من ثلاثين عالما وباحثا متخصصا، واشتملت على تعريفات دقيقة للكلمات الغريبة، وعلى تعريفات للأماكن والقبائل الوارد ذكرها. أجداد النبى هم سادات قريش وأشرافها وذوو المكانة العالية فيها: جده لأبيه هو: عبدالمطلب بن هاشم. وجده لأمه هو: وهب بن عبدمناف، وجدته لأبيه صلى الله عليه وسلم هى: فاطمة بنت عمرو بن مخزوم. وجدته لأمه صلى الله عليه وسلم هى: برة بنت عبدالعزى. والد النبى هو: عبدالله أحد أبناء سيد قريش؛ عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصى، وقد توفى شابا حين كان النبى صلى الله عليه وسلم حملا فى بطن أمه. [مسلم: 1771]. وتشير الآثار الواردة إلى أن عبدالله كان يحظى بمكانة كبيرة عند والده عبدالمطلب، وكان أحب أبنائه إليه وأحظاهم عنده. والدة النبى صلى الله عليه وسلم هى: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهى من أفضل نساء قريش نسبا ومكانة. النسب النبوى الشريف قضى الله عز وجل أن يكون هذا النبى من أشرف نسب، وأكرم حسب؛ فعن واثلة بن الأسقع رضى الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشم» [مسلم: 2276]. وعن أبى هريرة رعنه، أن رسول الله، قال: «بعثت من خير قرون بنى آدم، قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذى كنت فيه» [البخارى: 3557]. فالنبى هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [البخارى: كتاب مناقب الأنصار، باب مبعث النبى صلى الله عليه وسلم]، وينتهى نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم إلى جده النبى إسماعيل عليه السلام ابن الخليل إبراهيم عليه السلام. ولقد سأل هرقل أبا سفيان رضى الله عنه عن نسب النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: «كيف نسبه فيكم؟»، فقال أبوسفيان رضى الله عنه: «هو فينا ذو نسب»... فقال هرقل: «سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث فى نسب قومها» [البخارى: 7 واللفظ له، ومسلم: 1773].