يعقد مجلس الأمن الدولى، غدا الجمعة، جلسة طارئة لبحث إلقاء مساعدات إنسانية من الجو للمناطق المحاصرة فى سوريا، وذلك رغم سماح النظام السورى بدخول قوافل مساعدات إنسانية إلى مدينة داريا لأول مرة منذ عام 2012، فى الوقت الذى طالبت فيه المعارضة السورية الأممالمتحدة بالضغط على النظام وحلفائه للالتزام بهدنة خلال شهر رمضان، تستثنى تنظيم «داعش». واعتبر السفير الروسى لدى الأممالمتحدة، فيتالى تشوركين أن دخول القوافل إلى داريا يمثل خطوة إيجابية تستدعى فى الوقت الراهن تجميد مشروع إلقاء مساعدات من الجو على المناطق المحاصرة فى سوريا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. فى المقابل، قال السفير البريطانى، ماثيو ريكروفت إن خطوة النظام السورى «أتت متأخرة كثيرا جدا»، مضيفا «علينا التمسك بما أقرته المجموعة الدولية لدعم سوريا ألا وهو أنه فى ظل هذا السيناريو لابد من إلقاء مساعدات إنسانية من الجو». بدوره، قال السفير الفرنسى، فرنسوا ديلاتر «نرى جيدا أن حرية الوصول (إلى هذه المدن) ليست مؤمنة. فى هذا الوضع فإن فرنسا تطالب الأممالمتحدة وبالأخص برنامج الاغذية العالمى بتنفيذ عمليات إلقاء مساعدات إنسانية من الجو على كل المناطق المحتاجة اليها، وبالدرجة الأولى على داريا والمعضمية ومضايا، حيث يواجه السكان المدنيون، بمن فيهم الأطفال، خطر الموت جوعا». وكانت المجموعة الدولية لدعم سوريا التى تضم 17 دولة و3 منظمات إقليمية ودولية، حددت الأول من يونيو الحالى مهلة نهائية لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة تحت طائلة إصدار قرار أممى يجيز إلقاء المساعدات من الجو. ودخلت أول قافلة مساعدات إنسانية، تشمل أدوية وحليب أطفال بلا مواد غذائية، إلى مدينة داريا القريبة من دمشق والتى تحاصرها قوات النظام منذ العام 2012، وذلك تزامنا مع انتهاء مهلة الأممالمتحدة، وبعد ساعات على إعلان موسكو هدنة لمدة 48 ساعة فى المدينة لإفساح المجال أمام إيصال المساعدات إليها، فى خطوة اعتبرتها المعارضة السورية «غير كافية». فى غضون ذلك، قالت بسمة قضمانى، عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات، إن «الهيئة أرسلت خطابا للأمم المتحدة تقترح فيه هدنة على مستوى البلاد فى شهر رمضان باستثناء مناطق سيطرة تنظيم داعش»، مشيرة إلى أن «منسق الهيئة، رياض حجاب بعث بالاقتراح فى خطاب للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون». وأضافت قضمانى أن «هذا من شأنه أن يبدأ فى تهيئة الظروف المناسبة.. الأجواء المناسبة لعودتنا إلى (محادثات السلام) فى جنيف. هذا هو ما تنويه الهيئة العليا للمفاوضات».