مؤيدو قطب العقارات المقارنات بين خطة ترامب والنازيون هدفها تشويه السمعة وتخويف الناخبين قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن «حملة المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أوجدت نقاشات محمومة حول سر جاذبيته، فضلا عن تزايد التحذيرات من قبل اليمين ومن اليسار حول احتمال صعود الفاشية بالولايات المتحدة، إذ ربط أشد معارضيه بينه وبين الزعيم النازى الألمانى أدولف هتلر والفاشى الإيطالى بينيتو موسولينى». وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها مؤخرا، أن «المقارنة التى ساوى فيها ويليام ويلد الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس الأمريكية بين خطة ترامب لوقف الهجرة ب«ليلة البلور»، التى حدثت فى نوفمبر عام 1938 عندما هاجم النازيون الغاضبون منازل اليهود ومحالهم فى ألمانيا، وقتلوا العشرات منهم، ولكن حتى إن كانت تلك المقارنة استفزازية، فإنها لم تكن الأولى من نوعها. ويرى مؤيدو ترامب، حسب الصحيفة، أن مثل هذه المقارنات ليست إلا محاولات لتشويه سمعته وسمعة المحافظين بغية تخويف الناخبين، كما يقولون إن الحزبين الرئيسيين فى البلاد (الجمهورى والديمقراطي) اللذين صدما بصعود نجم قطب العقارات، يعتقدان أن نزع شرعية التأييد الذى يحظى به أسهل من الاعتراف بالغضب الشعبى الجارف جراء فشل كلا الحزبين فى مواجهة التحديات التى تواجه الأمة. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المناقشات برزت إلى السطح جراء التساؤلات حول عودة ظهور الفاشية حول العالم، والتى يمكن تعريفها بصورة عامة أنها نظام حكم يحوز السلطة كاملة ويسعى نحو التأكيد على القومية حيث يصل الأمر فى الغالب إلى العنصرية. ونوهت الصحيفة إلى أنه فى روسيا وتركيا، يقود الدولتين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، اللذان يتبعان تيكتيكات رجل الدولة القوى، وفى النمسا، كان المرشح القومى اليمينى قريبا للغاية من الفوز بمنصب رئيس الدولة، والذى كان سيصبح أول رئيس منتخب ينتمى إلى معسكر اليمين المتطرف فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. أما الأحزاب الرئيسية فى فرنساوألمانيا واليونان، فقد خاضت تحديا أمام الحركات القومية فى غمار الأزمة الاقتصادية التى تسببت فيها أمواج اللاجئين التى ضربت أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مارك ليونارد، مدير المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية «إن الأزمة التى حدثت عام 2008 أوضحت الكيفية التى تخلق بها العولمة خاسرين مثلما تخلق رابحين». وأضاف ليونارد «فى كثير من البلدان، صارت قضية أجور الطبقات الوسطى مياها راكدة لا تتحرك، وتحولت السياسة إلى معركة حول كعكة يتقلص حجمها، فالقوميون استبدلوا المعركة بين الصفوة والوطنيين الغاضبين، بمعركة اليمين واليسار». ولدى الأمريكيين، حسب الصحيفة، فكرة راسخة مفادها أن البلاد الأخرى قد تكون ضعيفة أمام الحركات الفاشية، فرغم التأييد الذى حظى به المذيع الأمريكى الشهير الأب تشارلز كافلين، فى ثلاثينيات القرن الماضى وتشابه أفكاره مع تلك الحركات، إلا أنه لم يسبق تاريخيا أن قدم أى من الحزبين الديمقراطى أو الجمهورى مرشحا مثل ترامب. من جانبه، قال روبرت كاجان، الباحث فى مؤسسة بروكينجز وصاحب فكرة الأممية المتشددة «قد تكون تلك اللحظة من أخطر اللحظات، وسننظر للخلف فيما بعد ونتساءل، لماذا تعاملنا معها بهدوء فى الوقت الذى كان من الممكن إيقافها» فى إشارة إلى مضى ترامب فى طريقه نحو البيت الأبيض.