وصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى بغداد يوم الاثنين في زيارة يحمل خلالها وجهة نظر الحكومة السورية لحل الأزمة الدبلوماسية بين دمشق وبغداد على خلفية اتهام الحكومة العراقية لسوريا بإيواء قيادات كبيرة في حزب البعث المنحل تقود العمليات المسلحة في أرجاء العراق. وذكرت صحيفة "الصباح" العراقية في عددها الصادر اليوم أن أوغلو يحمل "ثلاثة مقترحات لإزالة التوتر العراقي - السوري كما سينقل وجهة النظر السورية تجاه المطالب العراقية مع طرح مقترحات عدة ، من بينها عدم المضي باتجاه المحكمة الدولية وعقد لقاء عاجل بين وزير الخارجية هوشيار زيباري ونظيره السوري وليد المعلم برعاية تركية في انقرة". وذكر النائب عباس البياتي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن "اوغلو سيستمع إلى الحكومة والمسئولين وستعرض عليه الأدلة المقنعة على تورط التحالف البعثي - التكفيري وجناح محمد يونس الأحمد إضافة إلى المطالب المشروعة التي تتمثل بضرورة التعاون السوري مع الجانب العراقي في ملاحقة ومتابعة وطرد المسئولين عن التحريض والتخطيط للعمليات الإرهابية ودعم الجماعات المسلحة دون أن يعني ذلك المطالبة بتسليم المعارضين السياسيين الذين لهم وجهات نظر مختلفة من الحكومة". وقال البياتي لصحيفة "الصباح" إن بغداد على "استعداد لبحث كل الحلول التي من شأنها بعث رسالة واضحة للشعب العراقي من أن الحكومة لن تسكت مطلقا على قتل أي مواطن وستلاحق القتلة في أي مكان وسيتم تسليم الوزير التركي لائحة مطالب عادلة ، فبالإضافة إلى تشكيل المحكمة الدولية ، سيطالب العراق بنقل وجهة نظره الخاصة بتسليم المطلوبين عبر القنوات الدبلوماسية مع سوريا بعد تقديم الإدلة والوثائق ومحاكمتهم في العراق ، أو اتباع الطرق القانونية من خلال الذهاب لمجلس الأمن ودعوته إلى أن يتحمل مسئوليته الدولية بحماية الأمن والسلم الإقليمي وحثه على إيقاف التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي". من جانب آخر ، أبدى النائب نديم الجابري عضو البرلمان العراقي مخاوفه من أن "تؤدي تلك الوساطات إلى تعقيد القضايا بدلا من حلها إذ من المهم أن توضع هذه المشاكل من خلال التعامل المباشر والصريح عبر حوار مستمر يتم فيه طرح الملفات والهواجس كافة بشكل واضح لاسيما أن العلاقات بين البلدين قوية لوجود علاقات تاريخية بين كثير من الشخصيات في البلدين". وقال الجابري في تصريح صحفي إن "الوسيط الأفضل هو العراق وسوريا وليس طرفا ثالثا ، ولا أتوقع أن تصل الوساطة التركية إلى حل". كان وزير الخارجية الإيراني منو شهر متقي زار بغداد السبت الماضي حيث اجتمع بالرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري في إطار جهود إيرانية لحل الأزمة بين العراق وسوريا. وتتهم الحكومة العراقية القيادي البارز في حزب البعث محمد يونس الأحمد بالتورط في سلسلة الانفجارات التي هزت بغداد مؤخرا والتي أوقعت أكثر من 100 قتيل و1200 جريح ، حيث يقيم في الإراضي السورية منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام .2003