- حارس عقار: النيران بدأت بماس كهربائى فى أحد أعمدة الإنارة واشتعلت فى «فرش» الباعة - الشهود: وصلات الكهرباء أشعلت المنطقة.. والحى متقاعس فى عمله ولم يشن حملات لإجلاء الباعة من المنطقة - تشييع الضحايا الثلاثة والنيابة تستدعى رئيس الحى لسؤاله شيع أهالى الضحايا الثلاثة الذين التهمتهم النار فى حريق منطقة الرويعى بالعتبة، أمس، بعدما أمرت نيابة حوادث وسط القاهرة بدفنهم، وأمرت كذلك باستدعاء رئيس حى الموسكى، العميد أحمد عبد ربه، للاستماع إلى أقواله، وتشكيل لجنة من محافظة القاهرة، لتقدير قيمة الخسائر النهائية للحريق ولجنة هندسية لدراسة حالة العقارات الأربعة التى طالتها النيران، وهل باتت آيلة للسقوط. كما طالبت النيابة مباحث القاهرة، أمس، بإجراء تحرياتها حول الدور الرقابى لحى الموسكى على الباعة الجائلين، وأسباب تقاعسه فى منع التوصيلات الكهربائية المخالفة، كما أمرت بانتداب المعمل الجنائى لإجراء المعاينة التصويرية لمكان الحريق وبيان أسبابه. وعلى مدى 10 ساعات متواصلة، استمع المستشار أحمد معاذ، مدير نيابة حوادث وسط القاهرة، إلى أقوال عدد من شهود عيان الذين أرجعوا سبب الحريق إلى التوصيلات الكهربائية المخالفة التى يستخدمها الباعة الجائلون أمام فندق الأندلس، ما أدى إلى حدوث ماس كهربائى، فاشتعلت النيران بسرعة فى أرجاء المنطقة، مؤكدين أن مسئولى حى الموسكى تقاعسوا فى منع تلك التوصيلات. ومن بين شهود العيان التى استمعت إليه النيابة حارس عقار بالمنطقة، أقر فى التحقيقات بأنه أثناء جلوسه أمام العمارة، شاهد حدوث ماس كهربائى فى أحد أعمدة الإنارة الملاصقة لمكان تواجد للباعة الجائلين والمواجهة للعمارة رقم «7 أ» والتى تتكون من 6 طوابق 3 منها محال تجارية و3 أخرى مقر لفندق الأندلس، أعقب ذلك تصاعد النار من داخل «فرش» أحد الباعة الجائلين ثم انتقلت النار إلى باقى بضائع الباعة الجائلين الملقاة على جانبى الشارع بسرعة ومنها إلى العقار رقم «7 أ». وأشار شاهد العيان فى التحقيقات إلى أن منطقة الرويعى تحولت بسرعة البرق إلى كرة لهب، وبدأت النيران تنتقل من عقار إلى آخر ومن محل تجارى إلى آخر، وقتها بدأ عدد من المواطنين بالاتصال بالحماية المدنية ومنهم من ترجل حتى وصل إلى مقر قوات الحماية المدنية بالموسكى التى لا تبعد سوى أمتار قليلة من موقع الحريق. وتابع حارس العقار قائلا: إن «قوات الحماية المدنية حضرت عقب الحادث بدقائق معدودة وحاولت السيطرة على الحريق إلا أن محاولتها باءت بالفشل بعدها تدخلت قوات الحماية المدنية بالقوات المسلحة حتى تم السيطرة على الحريق بعد أن التهمت النيران قرابة 220 محلا تجاريا و4 عقارات»، مؤكدا على أن مسئولى حى الموسكى هم من يتحملون مسئولية هذا الحريق جراء تقاعسهم الشديد فى شن حملات مستمرة سواء لإجلاء الباعة الجائلين أو لرصد مخالفاتهم المتكررة مثل تلك التوصيلات الكهربائية المخالفة. واستمعت النيابة أيضا إلى أقوال خفير مكلف بحراسة بضائع الباعة الجائلين، وأكد أن الباعة الجائلين دائما ما يقومون بإجراء توصيلات كهربائية من أعمدة الإنارة القريبة منهم سواء لإنارة «الفرش» أو توصيل مكبرات الصوت لترويج بضاعتهم. وأشار الخفير فى أقواله أمام النيابة إلى أن ماس كهربائى حدث بأحد أعمدة الإنارة فى تمام الساعة الثانية عشرة من صباح الاثنين ما أسفر عن اشتعال النيران بالمنطقة. وداخل مستشفيى أحمد ماهر وصيدناوى، استمعت النيابة إلى أقوال عدد من المصابين باختناقات من جراء الحريق، وأكدوا أنهم فوجئوا بالنيران تحاصرهم من جميع الاتجاهات حتى تمكنت قوات الحماية المدنية من إنقاذهم، وإخراجهم من وسط النيران، ولكنهم لم يدلوا بمعلومات عن سبب الحريق. وقال أحد المصابين، صاحب محل تجارى بسوق الرويعى، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أقاربه يبلغه فيه باشتعال النيران بالسوق فقرر الذهاب إلى السوق لإنقاذ بضاعته قبل أن تطالها النار، مشيرا إلى أنه أثناء ذلك أصيب بكسر فى القدم جراء تدافع أصحاب المحال والعاملين، تم نقله للمستشفى لتلقى العلاج اللازم نافيا علمه بسبب الحريق.