يوسف: خسرت مصدر رزقى الوحيد وكيف أصرف على أسرتى؟.. وإسلام: كنت مستعدًا للتضحية بحياتى لإنقاذ المخزن الذى أعمل به وسط تصاعد النيران ومحاولات قوات الحماية المدنية بوزارة الداخلية والقوات المسلحة للسيطرة على حريق سوق الرويعى بمنطقة العتبة استطاع عدد من أصحاب المحال التجارية الإفلات من الطوق الذى فرضته قوات الأمن المركزى بمحيط موقع الحريق فى محاولة يائسة لإنقاذ بضائعهم التى طالتها النيران.. حالة من الحسرة والحزن انتابت كل من شاهد النيران تلتهم محتويات 4 عمارات تحوى محالا تجارية ومخازن.. وانخرط عدد من أصحاب المحال فى البكاء حسرة على احتراق بضاعتهم التى كانت مصدرا لأرزاقهم. «بيوتنا اتخربت.. عليه العوض ومنه العوض.. وحسبى الله ونعم والوكيل فى بتوع الحى».. بهذه العبارة بدأ محمد يوسف 52 عاما صاحب محل محترق حديثه ل«الشروق»، مشيرا إلى أنه يمتلك محلا للأحذية وهو مصدر دخله الوحيد لأسرته التى تتكون من 4 أبناء وزوجته، مضيفا ان النيران التهمت جميع محتويات المحل مقدرا خسارته بنحو 150 ألف جنيه. وحمل المسئولية لمسئولى حى الموسكى لإهمالهم الشديد فى منع الباعة الجائلين من افتراش الشارع وتوصيل الكهرباء من أعمدة الإنارة، مشيرا إلى أن ذلك كان السبب فى احتراق قرابة 220 محلا تجاريا، مؤكدا بصوت تقطعه الدموع: «من النهارده معنديش جنيه واحد أصرفه على أكل ومدارس عيالى». أما إسلام صلاح فكان يحمل كمية كبيرة من الأقمشة فوق ذراعيه وملابسه مبتلة بالمياه خرج لتوه من أحد الأبنية المحترقة اثناء إطفاء قوات الحماية المدنية الحريق وقال ل«الشروق» انه يعمل فى مخزن للأقشمة منذ أن ترك مسقط رأسه المنيا قبل عام ونصف العام للعمل فى القاهرة، مشيرا إلى انه يعلم تماما انه يعرض حياته للخطر ولكن حياته أيضا فى خطر كبير بدون مصدر للرزق. وأوضح انه اثناء نومه داخل المخزن سمع صوت صراخ فخرج من المخزن فشاهد النيران تتصاعد بكثافة على بعد خطوات قليلة منه وبدأت تنتقل من محل إلى آخر فأسرع بالاتصال بمالك المخزن لإخباره بالأمر وبعدها بدأ فى اخراج كميات من الأقشمة وسط تصاعد النيران، مشيرا إلى ان النيران التهمت الجزء الأكبر من البضاعة التى كانت داخل المحل. واضاف أنه شاهد من نافذة الطابق الخامس حيث مقر فندق الأندلس خرج 3 أشخاص ببشرة سمراء تبين فيما بعد انهم سودانيو الجنسية يصرخون من وسط النيران فى هذه اللحظة صاح عدد من المتجمعين من الأهالى والمارة أسفل مبنى الفندق وتحركت قوات الحماية المدنية بسلالم هيدروليكية وتمكنت من انقاذهم وتبين انهم مقيمون داخل الفندق منذ قرابة الشهر ولم يستطيعوا الهرب بعد ان حاصرتهم النيران وتم نقلهم إلى المستشفى بعد ان معاناتهم من الاختناق. وبالقرب من ركام ما تبقى من بضاعته جلس محمد مصطفى 28 عاما بائع متجول باكيا قائلا: انه لم يمر شهر على زواجه، مشيرا إلى انه قرر النزول إلى فرشته التى تعتبر مصدر رزقه الوحيد بعد 15 يوما منذ زواجه ليوفر له ولزوجته لقمة العيش الحلال. وعلى بعد خطوات وبالقرب من المحال المحترقة جلس قرابة 50 عاملا بعيون ملؤها الدموع بعد ان التهمت النيران محال عملهم قائلين انهم فى انتظار قرار أصحاب المحال بإعادة ترميمها وإعادة فتحها مرة أخرى لكنهم اكدوا صعوبة العودة إلى محلاتهم بعد ان التهمت النيران البضاعة.