فى حكم عادل مستنير وللمرة الأولى أكدت محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة أن الدولة ملزمة بتشكيل فريق طبى متكامل يضم طبيب أطفال وطبيب نفسى وطبيب تخاطب إلى جانب العلاج الطبى المتاح لأطفال مرضى اضطراب التوحد. بطلة القضية طفلة فى الثالثة من عمرها مصابة باضطراب التوحد اختصم والدها العامل باليومية التأمين الصحى ووزير الصحة حال كونه غير قادر على علاج ابنته لم يكتف القاضى بإلزام الدولة بعلاج الطفلة بل بعرضها دوريا لمتابعة تقدم حالتها وأمر بتنفيذ الحكم بمسودته بدون إعلان وإلزام هيئاتها بمصروفات القضية. أتابع باهتمام دائم أحكام المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى الذى فيما يبدو قائدا لكتيبة من رجال الحق نذروا أنفسهم لنصرة المريض وتأكيد حق الإنسان المصرى البسيط فى العلاج والصحة. تابعت له أحكاما عادلة كثيرة كان الخصم فيها دائما وزير الصحة والتأمين الصحى للمواطن المصرى لكن تلك القضية كانت تحديا حقيقيا له وإن لم يفاجئنى حكمه الذى جاء على بينة أظن قضى فى استجلائها وقتا غاليا واستعان فيها فيما يبدو بأهل علم من الأطباء. جاء حكمه مستندا إلى حقائق علمية حديثة عن اضطراب التوحد: أعراض وتداعيات وضرورة أن يبدأ علاجه فى مرحلة مبكرة من عمر الطفل بل وضرورة أن يأتلف على علاج الطفل أطباء متخصصون فى طب الأطفال والنفس والتخاطب. إلزام الدولة برعاية أطفال التوحد حكم ينحاز للإنسان والعلم والنفس البشرية وإن كنت أتمنى أن ينضم للدولة الجهد التطوعى لمن تلمس قلوبهم آلام الآخرين. الطفل المتوحد ألم إنسانى عميق فى نفس الأسرة ومصدر للقلق الدائم فلا علاج حاسم حتى الآن للتوحد وإن كانت البرامج التأهيلية لتنمية المدارة ومتابعة مراحل النمو النفسى والعقلى الالتجاء للرعاية الخاصة فيما يعرف ب«المعلمة الظل» التى ترافق الطفل كظله تؤدى لتحسين واضح فى الأعراض وبالتالى تحمل نتائج إيجابية فى المستقبل. إضافة إلى تلك البرامج يلجأ الأطباء للمكملات الغذائية والفيتامينات وجملة غذائية خالية تماما من مادتى الجلوتين والكازيين. اتباع تتلك الحمية الغذائية بلا شك يزيد من أعباء اللأسرة المادية والمعنوية. كيف يمكنك أن تحرم طفلا من تناول ما يحبه ويأكله الآخرون فى نفس عمره من أنواع الجانوه والبسكويت، إضافة لأنها تفتقد عناصر غذائية مهمة كالكالسيوم والبروتينات والفيتامينات. غياب منتجات الألبان والقمح والشعير والشوفان يعنى غياب الكالسيوم وفيتامين د وعناصر طبيعية وفيتامينات ومعادن وألياف لذا يجب عند اتباع تلك الحمية الغذائية تعوض كل تلك العناصر المفتقدة. قراءات كثيرة تشير إلى تحسن الأطفال عند الالتجاء لتلك الحمية الغذائية لكن على الجانب الآخر هناك دراسات جادة تشير إلى أنه لا فائدة ترجى منها فى مقابل ما تسببه من ؟؟؟ للطفل والأسرة لذا أطن أن التجديد لفترة من الزمن قد تحسم الأمر، إما أنها بالفعل حمية مفيدة أو أنها غير مجدية لحالة الطفل التى غالبا ما تختلف من طفل لآخر. لواقع أن الأكاديمية الأمريمية لطب الأطفال قد حسمت الموقف معلنة أنه ليس هناك سند علمى يؤكد أهمية اتباع تلك الحمية الغذائية لأطفال التوحد أو نقص الانتباه وفرط النشاط والحركة. لكن هناك أيضا العديد من الجمعيات المهتمة بأطفال التوحد وبعض المراكز البحثية تشير إلى نجاحها فى اختفاء بعض الأعراض. • ماذا يحتاج الطفل المتوحد من مكملات غذائية؟ يعتقد الكثير من الآباء أن الأطفال بحاجة دائمة وملحة للمكملات الغذائية والفيتامينات خاصة أن الأطفال الذين يعانون من أى من أطياف التوحد عادة ما لا يقبلون على طعامهم ويحتاجون جهدا دائما لإقناعهم بالطعام. بلا شك هناك حاجة للمكملات الغذائية والفيتامينات وقد يقترح عليك الأطباء أنواع معينة وربما فى جرعات كبيرة. هنا يجب الانتباه إلى ألا تزيد الجرعات إلى الحد الذى معه ينقلب السحر على الساحر فتبدو مؤذية بدلا من فائدة لها مرجوة. 1) فيتامين ب6 مع الماغنسيوم: فيتامين ب6 b6 Pyridoxini يعرف بأثره فى تكوين مادة السيرتونين والنورانيفرين فى نسيج المخ. تلك المواد المكافحة للاكتئاب بصورة طبيعية إلى جانب مشاركته فى عمليات التمثيل الغذائى هامة وحيوية. النقص فى نسبته فى الدم تجعل الإنسان عرضة لمشاكل عصبية وأقرب إلى مشاعر الاكتئاب. الماغنسيوم معدن بالغ الأهمية يدخل فيما لا يقل عن ثلاثمائة عملية حيوية فى الجسم لها علاقة بسلامة وظائف المخ والعضلات وله شأن فى دعم العظام وتفاعلات المناعة. يعمل الماغنسيوم أىضا على إنتاج السيرتونين المسئول عن اعتدال المزاج وتوافق المشاعر. تناول جرعة كبيرة من ب6 مع الماغنسيوم وارد لكن فى حدود يجب ألا تصاحبها أعراض جانبية خطيرة مثل عدم انتظام إيقاع القلب أو التهاب الأعصاب المؤلم أو الإسهال غير المبرر. 2) الأموميجا 3 الأحماض الدهنية الجيدة خاصة الأوميجيا (3) قد تحمل فائدة حقيقية فى علاج التوحد كتلك التى تحملها فى أمراض شرايين القلب ومقاومة الاكتئاب. دراسة علمية حديثة رغم محدوديتها تشير إلى أثر لها طيب على بعض أعراض التوحيد القاسية مثل تكرار ذات الحركة التى يلجأ إليها الطفل أحيانا بصورة تزعج من حوله. الأوميجا (3) مفيدة فى جرعة متوازنة يجب ألا تزيد إلى الدرجة التى تتسبب فى إسهال للطفل أو متابع فى الجهاز الهضمى. 3) البروبايوتك أو الباكتيريا الحميدة ذات الفائدة التى تعيش فى الأمعاء آمنة تسهم فى عمليات هضم الطعام وإنتاج فيتامين ك. تحظى بقبول وافر لذا يوصى بها الأطباء للأطفال الذين يعانون من التوحد نظرا لأثرها على عمل الجهاز الهضمى وجهاز المناع والجهاز العصبى. يمكن تناولها كمكل غذائى فى صور متعددة: بودرة، أقراص، شراب أو كبسولات يمكن أيضا الحصول عليها من منتجات الألبان المتخمرة مثل اللبن الزبادى، اللبن الرايب أو الخميرة. 4) مجموعة الفيتامينات مجموعة الفيتامينات بالطبع مفيدة طالما كانت فى جرعة معقولة غير زائدة خاصة تلك الفيتامينات التى تذوب فى الدهون ولا تذوب فى الماء (فيتامين أ، د، ه، ك). 5) فيتامين (ج) فيتامين (ج) يذوب فى الماء يلعب دورا هاما فى دعم جهاز مناعة الجسم ويسرع بعمليات التئام الجروح ويسهم فى عمليات امتصاص الحديد من الأمعاء يدخل فى تركيب السيرتونين ؟؟؟؟ الموصلات الكيميائية المهمة فى المخ والمسئولة عن اعتدال المزاج والتوازن النفسى أهميته بلا شك أيضا ؟؟؟؟ خاصة إذا ما كانت هناك أى أعراض لنقصانه هو فيتامين آمن لكن جرعات منه زائدة قد تتسبب فى متاعب الجهاز الهضمى خاصة نوبات الإسهال. إذا ما فكرت فى أمن تتبعى لطفلك حمية غذائية خالية من الجلوتين والكازينين فاحرصى على أن تحتوى: فيتامين (د)، الكالسيوم، الحديد، البروتينيات، الألياف. العناصر التى تغيب عن تلك الحمية على سبيل المثال: العنصر الغذائي مصادره الأخرى المحتملة فيتامين (د): البيض، زيت كبد الحوت، أنواع من الأرز مضافا لها فيتامين (د) خاصة بتغذية الأطفال، التعرض لأشعة الشمس لفترات قصيرة، مستحضر فيتامين (د) أقراص أو شراب مستحضرات الصويا أو لبن اللوز. الكالسيوم: الصويا ولبن اللوز، أنواع الأرز مضافا لها فيتامين (د) عصير البرتقال، البروكلى، السبانخ، الحبوب ومنها اللوبيا والفاصوليا والفول، الكالدسيوم كمكمل غذائى. الحديد: اللحوم الحمراء، لحم الدجاج خاصة الداكنة منها، المأكولات البحرية القشرية مثل الجمبرى، الكابوريا، صفار البيض، السبانخ، المكسرات، لبن الصويا، الزبيب، القراصيا. البروتينات:البيض، المكسرات، اللحوم قليلة الدسم، الحبوب كالفول واللوبيا والفاصوليا، زبدة الفول السودانى. الألياف: كل أنواع الخضروات والفاكهة والبقوليات والمكسرات، الألياف فى صورة مكملات غذائية.