يعد الحليب من أفضل المصادر للحصول على الكالسيوم اللازم لبناء النظام فى الصفر والحفاظ عليها فى الكبر، لكن أيضا عالى المحتوى فى المواد الدهنية والكوليسترول مما قد يساهم فى أخطار تتعرض لها شرايين القلب التاجية، لذا فقد حرص العلم على توفير وسيلة تمكن الإنسان من تناول اللبن وفقا لمحتوى منخفض من الدهون بنزعها منه. يحتوى الحليب الطبيعى كامل الدسم على نسبة تقدر بنحو 3.25٪ دسم Whole Milk، بينما الأنواع قليلة الدسم تتراوح النسبة فيها بين 2٪ دسم ويعرف بقليل الدسم أو Reduced Fat Milk و1٪ دسم أو منخفض الدسم Low Fat أما ما يقل عن ذلك فيصل 0.5٪ فيطلق عليه منخفض الدسم جدا Very Low Fat Milk. من أيضا منزوع الدسم الذى لا توجد فيه نسبة تذكر من الدسم Skimmed Milk. الحليب له قيمة غذائية عالية، لذا فهو غذاء الإنسان منذ ولادته. لا يقتصر على كونه مصدرا هاما للكالسيوم فتناول كوب واحد من اللبن يضمن لك الحصول على 30٪ من مجمل احتياجاتك من الكالسيوم اليومية ويوفر لك أيضا ثمانية جرامات من البروتين الصافى، إضافة لذلك تتوافر فيه باقة من الفيتامينات الهامة: مثل فيتامين د اللازم لنمو العظام، فيتامين ك الهام لتجلط وسيولة الدم وفيتامين ب12 اللازم لتصنيع خلايا الدم الحمراء والريبوقلاتين والبوتاسيوم والماغنسيوم وكلها هامة لصحة القلب وشرايينه، يأتى أيضا فيتامين أ اللازم لصحة العين وسلامة الإبصار إلى جانب دوره فى رفع مناعة الجسم فى مواجهة عدد من الميكروبات عليه. والفيتامين اللازم لأداء المخ وقدرات الذاكرة. كوب من الحليب كامل الدسم تساوى 150 كالورى فى حسابات وحدات الطاقة بينما كوب من اللبن يحتوى على 1٪ من الدسم تمثل مائة كالورى إذن الفائدة إذ أننا نتخلص من الدهن الزائد ونحتفظ بعطايا الحليب كاملة وسعرات حرارية أقل. لكن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للأطفال خاصة الرضع قبل عامين من العمر. من الواجب أن يتناول الطفل وحتى بداية عامه الثالث اللبن كاملا الدسم إذ أنه بحاجة ماسة لتلك الدهون والكوليسترول لاستكمال بناء جهازه العصبى. الكبد فى الإنسان البالغ يمده بكل ما يحتاج من كوليسترول فما يستهلكه فى طعامه إنما هو إضافة لما يحصل عليه أم الطفل لكبده لا ينتج كل ما يحتاجه من كوليسترول لذا يجب أن يعتمد على مصدر خارجى يوفر له الحليب سواء من الأم بالرضاعة الطبيعية أو اللبن الطبيعى المعقم. تناول الحليب منزوع الدسم لا يقلل من فوائده للإنسان العادى فالذى يستثنى منه هو المواد الدهنية فقط والكوليسترول أما كل مكوناته من الفيتامينات والمعادن فتبقى على حالها. عنصر واحد يمكن اقتصار أيضا فى اللبن منزوع الدسم هو حامض اللنيولنيك Conjugated lunolenic Acid والذى تحدثت بعض الدراسات الهامة عن كونه أحد العناصر المكافحة للسرطان إذا صح التعبير. أيضا عن أهميته لبناء العضلات خاصة لمن يتبعون برنامجا رياضيا خاصا ومنتظما لبناء العضلات كأبطال كمال الأجسام مثلا الواقع أن الاهتمام ببناء العضلات أمر حيوى وهام للرجل والمرأة معا. بناء العضلات باستخدام أوزان متدرجة فى الثقل أصبح جزءا أساسيا الآن فى برامج اللياقة البدنية التى يلجأ إليها كل من يهتم بالجهد البدنى خاصة فى برامج التأهيل المختلفة التى يتبعها مرضى القلب بعد إجراء عمليات القلب المفتوح. المعروف أن كتلة العضلات تقل مع السن فإن لم تهتم ببنائها حل التسمم محلها فبدأت السمنة وقلت القدرة البدنية. بناء عضلات قوية يحمى من هشاشة العظام لدى المرأة ويجعل الرجل فى أفضل حال. عضلات قوية تخفف من سرعة الإجهاد والشعور بالتعب لبذل أقل مجهود كما أنها تحمى من مخاطر مرض السقوط أو التعثر لكبار السن وما تحمله من مخاطر عديدة. تناول كوب من اللبن قليل الدسم يوميا هدية مقبولة من الطبيعة فلا ترفضها برغم أنك شربت منه ما يكفى فى طفولتك.