يسأل الكثير عن الإسلام والإيمان والإحسان وعن السلوك المميز لكل من هذه المراتب وعن أعلى الدرجات وأولاها؟ ويقول الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: إذا نطق اللسان بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت إذا استطاع، فقد استوفى شرائط الإسلام مع الله وبقى عليه شرائط الإسلام فى المعاملة ومجملها أن يسلم الناس من لسانه ويده، وفى الحج تصوم حتى عن مجتمعك ووطنك وبيتك وتذهب إلى بيت الله الحرام. أما الإيمان فقد عرفه رسول الله (ص): أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقضاء خيره وشره وباليوم الآخر... فها هو الإيمان يزداد عن الإسلام أنه اعتقاد يملأ القلب اطمئنانا أنه يعبد إلها قويا عزيزا ولا يتسلط المؤمن على أحد ولا يخاف من أحد فالله هو القوى الرادع لكل ظالم، كما يطمئن القلب أن الله (ج) هو المحيى والمميت فلا يخف المؤمن على أجله وحياته كما أنه (ج) هو الرازق والرزاق فلا يخشى المؤمن فقرا ولا ذلة. أما الإحسان فهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن تحسن أقوالك لجميع الخلق فإن الله هو السميع يسمعك، وتحسن أفعالك مع جميع الخلق فإن الله هو البصير يراك حيث تكون، وأن تتقن الأعمال لأنه هو الرقيب المطلع وإن كنت لا تراه. ويذكرنا الشيخ قطب بالمرأة البدوية التى طلبت من ابنتها أن تمزج اللبن بالماء لتزداد كميته فيزداد كسبها.. وكان ذلك عند نهاية الليل وقبل الفجر فقالت الفتاة لأمها: إن أمير المؤمنين أمر ألا نمزج اللبن بالماء فقالت العجوز نحن فى ساعة لا يرانا فيها أمير المؤمنين، فقالت الفتاة المحسنة يا أماه إن كان أمير المؤمنين لا يرانا فرب أمير المؤمنين يرانا... وكان عمر يمر ليلا فسمع هذا الحوار فتأكد من البيت وعند الصباح دعا أبناءه وقال لهم: من كان يحدث نفسه بالزواج فإن فى ذلك البيت فتاة تخاف الله فهى محسنة تراقب الله، وأرى أنه قد يجىء من نسلها من يتولى أمر المسلمين.. وتقدم عاصم بن عمر بن الخطاب لهذه التقية بنت بائعة اللبن فتزوجها فولدت له فتاة فتزوجها مروان بن الحكم فولدت له عبدالعزيز ثم أنجب عبدالعزيز ولده خامس الراشدين عمر بن عبدالعزيز. فلنحاول الإحسان ونحسن الصيام ونصوم عن الشهوات فيفتح الله لنا من الخيرات ما لم نحسبه ولم يخطر ببالنا.