- حياتنا الشخصية كانت خارج الأضواء.. ولابد من الفصل بين السياسة والاقتصاد - أحمد هيكل: والدي ترك جوابا مؤثرا وعاطفيا لوالدتي لم نفتحه إلا بعد وفاته - والدي أصيب بالسرطان 3 مرات.. وتعامل بقوة مع المرض - «الأستاذ» حرص دائمًا على قضاء الإجازات معنا سواء كانت أعياد كبيرة أو صغيرة أو رأس السنة - أحمد هيكل: والدي بكى بشدة عندما أخبرته عن إصابتي ب«السرطان» - كنا ننتظر خطابات «السادات» بقلب ثقيل لهجومه على والدي بالاسم - علاقة والدي ب«السادات» كانت جيدة جدا قبل اعتقالات سبتمبر لدرجة أنهم كانوا أصدقاء - «الأستاذ» كان متسامحا و«دمّع» في المعتقل عند سماعه خبر اغتيال «السادات» - «جيهان السادات» سيدة هائلة لكن علاقتنا توترت لفترة بعد اعتقال والدي - أحمد هيكل: والدي كان مرتبطا بمزرعة «برقاش» وتمنى لو دُفن هناك - «الأستاذ» أوصى أن يكون صوت محمد رفعت أول صوت يكون بجانبه بعد وفاته وأن تخرج جنازته من الحسين - علاقتنا بأبناء «السادات» دخلت «الفريزر» بعد اعتقال والدي - «الأستاذ» لم يرغب في تضخيم حادث «برقاش» نظرا لظروف البلد بعد فض اعتصام «رابعة» حل رجل الأعمال أحمد هيكل، نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل ورئيس شركة القلعة للاستشارات المالية، ضيفًا على الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها «معكم»، الذي يعرض على فضائية «سي بي سي»، مساء الخميس. وتطرق «هيكل» في هذا اللقاء التليفزيوني، لعدد من الموضوعات التي تتعلق باللحظات الأخيرة في حياة والده، ووصيته، وعلاقته بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، وغيرها من الموضوعات الأخرى التي تلخصها «الشروق»، في عدة محاور. علاقة «الأستاذ» بأبنائه قال أحمد هيكل، إنه كان يحدث تبادل للآراء بين الأستاذ وأبناءه، مضيفًا: «أمتع حاجة بالنسبة لنا كانت الجلوس مع والدنا». وأضاف أن «الأستاذ كان يحرص دائمًا على قضاء الإجازات معنا، سواء كانت أعيادا كبيرة أو صغيرة أو رأس السنة، لدرجة أن البعض كان يتعجب من ذلك». وأوضح أن «الحياة الشخصية لأسرتنا كانت دائمًا خارج الأضواء، فنحن كانت لدينا مصالح اقتصادية، ووالدنا كانت له آراء ومواقف سياسية، وكنا حريصين دائمًا على الفصل بين ما هو اقتصاي وما هو سياسي». وأضاف أنه «في العالم الثالث، وفي مصر بالذات، لابد من الفصل بين أربعة أشياء وهي السياسة والاقتصاد والإعلام والدين؛ لأنه لو تم الجمع بينهما، سيؤدي ذلك إلى نتائج غير صحية». وروى موقفًا مؤثرًا عن والده، قائلًا: «في عام 2008 عملت بأني مصاب بمرض السرطان، ووقتها كنت أحمل هم شيء واحد فقط، وهو كيف سأخبر والدي بذلك». وأضاف متأثرًا «عندما ذهبت إليه، أخبرته بشكل صريح بمرضي، بكى كثيرا جدا، لدرجة أني لم أره في حياتي يبكي بهذه الطريقة، وأصر على السفر معي إلى أمريكا للعلاج، رغم أن السفر كان يرهقه». علاقة «هيكل» ب«السادات» قال أحمد هيكل، إن «علاقة والدي بالرئيس الراحل أنور السادات كانت جيدة جدًا قبل اعتقالات سبتمبر، لدرجة أنهم كانوا أصدقاء». وأوضح أنه « عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التشكيل الوزاري، كان والدي لا يريد أن يكون وزيرًا، ورفض حلف اليمين، ووقتها ذهب إليه السادات ليقنعه بحلف اليمين». وأضاف أن والده كان متسامحًا لأقصى درجة، مضيفًا أنه دمع في المعتقل عندما سمع خبر اغتيال الرئيس الأسبق، أنور السادات، متابعًا: «هذا الأمر طبيعي عندما يكون هناك صداقة بين شخصين، حتى لو كان هناك خلافات بينهما». اعتقال «هيكل» قال أحمد هيكل إن «والدي تلقى تحذيرات من اعتقاله أثناء تواجده بفرنسا، والبعض طالبه بعدم العودة، إلا أنه رفض، وأصر على العودة إلى مصر». وأضاف «كنت متواجدًا بالمنزل وقت اعتقاله، وأنا من فتحت الباب للقوة التي أتت للقبض عليه، وودعته بالسلام بالأيدي فقط، ولم أقبله»، متابعًا: «بعد الإفراج عنه قال لي إن عدم انهياري عند توديعه كان أكثر شيء ساعده في السجن». وأوضح أن «القوة التي جاءت للقبض على والدي ليلة 3 سبتمبر كانت تنفذ تعليمات، وأعتقد أنها لم تكن مقتنعة وقتها بما كانت تفعله، وبالتالي ليس من الإنصاف الإدعاء بأنهم تصرفوا بطريقة ليست جيدة». وتابع حديثه، قائلًا: «ما استغربته يومها هو حجم القوة التي جاءت للقبض على والدي، حيث وصل عدد سيارات الشرطة التي جاءت لمنزلنا يومها 12 سيارة، بكل سيارة ستة عساكر». علاقة أبناء «هيكل» بأسرة السادات قال أحمد هيكل إن «علاقة أبناء هيكل بأبناء السادات كانت جيدة جدًا، لكنها دخلت الفريزر بعد اعتقال والدي، ولكنها مع مرور الوقت عادت مرة أخرى». وأعرب عن احترامه وتقديره لجيهان السادات، قائلًا: «السيدة جيهان سيدة هائلة، ونكن لها كل احترام وتقدير، لكن في وقت ما علاقتنا توترت معها لفترة بعد اعتقال والدي». وأضاف: «منذ عام ونصف عزمتني على الغذاء في منزلها، وعندما ذهبت أكدت لي أنها تكن لوالدي لكل احترام، وأنها حاولت في وقت ما الصلح بين والدي والسادات، لكن السياسة حالت دون تحقيق ذلك». كيف تعامل «هيكل» مع مرض السرطان وحريق «برقاش»؟ قال أحمد هيكل إن والده أصيب بالسرطان ثلاث مرات في حياته، في أواخر التسعينيات وعام 2004، مضيفًا أنه تعامل مع المرض بقوة، ولم يستسلم. وعلى صعيد آخر يتعلق بحريق «برقاش»، أضاف أن «والدي كان يحاول دائمًا عدم تضخيم هذا الموضوع؛ نظرًا للظروف التي كانت تمر بها البلد، بعد فض اعتصام رابعة العدوية». وأوضح «كنت خائفًا جدًا على والدي بعد وقوع هذا الحريق؛ لأن برقاش بالنسبة له كانت تمثل شيئًا كبيرًا جدًا»، مضيفًا: «ما حدث وقتها كان شيء يدعو للأسى». وصية «هيكل» قال أحمد هيكل، إن ما تركه والده ليس وصية بل جوابًا موجهًا لوالدته، موضحًا: «هذا الجواب الذي كان موجهًا لوالدتي كان عاطفيًا ومؤثرًا للغاية»، مضيفًا: «لم نقم بفتحه إلا بعد وفاته». وأضاف «والدي أوصى بأن يكون صوت محمد رفعت أول صوت يكون بجانبه بعد وفاته، وأن يتم وضع وردة حمراء بجانبه، وأن تخرج جنازته من الحسين، وألا يتم إقامة عزاء له؛ لأنه كان يرى أن العزاء تحول إلى ظاهرة اجتماعية». وتابع حديثه، قائلًا: «خالفنا وصيته في شيء واحد فقط، وهو مسألة العزاء؛ لأنه كان من الصعب استقبال كل هؤلاء الناس بمنزلنا». علاقة «هيكل» بالسيدة زوجته وصف أحمد هيكل، نجل علاقة والده بزوجته بأنها كانت علاقة حب عظيمة، قائلًا: «لم أرهما يومًا مختلفين، فبالتأكيد هناك اختلافات بين أي زوجين لا يعلمها أبنائهما، لكننا لم نشعر لوهلة بوجود أي مشكلات بينهما». وعن طريقة تعارفهما ببعضهما ، أوضح أن «والدتي كانت تعمل بشكل تطوعي في جمعية خيرية تُسمى النور والأمل، وذهبت في يوم إلى أخبار اليوم لكتابة شيء عن الجمعية، والتقى بها والدي، وأثار إعجابها». وأضاف «والدتي سيدة بديعة، وكانت متماسكة لأقصى درجة في عزاء والدي، لدرجة أنها كانت تستقبل المعزيين بابتسامة». علاقة «هيكل» ب«مبارك» قال أحمد هيكل، إن علاقة والده بالرئيس الأسبق حسني مبارك، لم تكن قوية، موضحًا أن والده التقى ب«مبارك» مرة أو مرتين فقط خلال أول ستة أشهر في حكمه. هل فكر «هيكل» في إقامة مقبرة له داخل منزله؟ قال أحمد هيكل إن «والده كان مرتبطا للغاية بمزرعة برقاش، وكان يتمنى أن يُدفن في هذا المكان». وأوضح «هيكل» أن «الحد الجنوبي لمزرعتنا ببرقاش كان به مقابر، واقترح والدي على الدولة التبرع بقطعة أرض من مزرعته بحيث يتم ضمها لهذه المقابر، على أن يكون لها باب من داخل المزرعة الخاصة بنا، بالإضافة إلى الباب الأصلي للمقابر». وأعرب عن استيائه من الهجوم الذي تعرض له والده وقتها، وتصوير البعض للأمر بأنه يريد أن يكون من الأولياء، قائلًا: «هذا الأمر أغضب والدي بشكل كبير».