يعتقد البعض أن السياسة عندما تدخل على أي مجال تفسده ومن الطبيعي عند دخول السياسة على الرياضة أن تتسبب في إفسادها والبعض يرى العكس ويقول إن الرياضة تسهم في حل المشكلات السياسية بين البلدان المختلفة فكثيراً ما نشبت مشكلات سياسية بين دول مختلفة في الأراء والأفكار وجمعت بينها الرياضة سواء على ملعب كرة قدم أو ألعاب الصالات المغطاة أو حتى طاولة تنس وإزاء ما تشهده مصر من تغير سياسي مهم خلال هذه الأيام ومنذ اندلاع ثورة 25 يناير وتأثير هذه الثورة على الرياضة المصرية حاولنا رصد بعض من المحطات المهمة. كانت مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد منتخب إيران ضمن منافسات كأس العالم 1998 بفرنسا من أشهر المباريات التي أقيمت وسط توتر سياسي بين الدولتين وحالة انقطاع للعلاقات الدبلوماسية بينهما وتبادل للاتهامات بين البلدين، وشهدت المباراة العديد من الأحداث المثيرة وانتهت بفوز ثمين للمنتخب الإيراني بهدفين لهدف واحد لتعم الفرحة كل شوارع إيران لفوزهم على عدوهم السياسي الأول. وفي كأس العالم 1954 دخلت ألمانياالغربية البطولة بعد هزيمة مذلة بالحرب العالمية الثانية وبدأت مباريات البطولة بهزيمة ثقيلة أمام منتخب المجر بثمانية أهداف ولكنها انتفضت بعد هذه الهزيمة ونجحت في مواصلة المشوار والوصول للدور النهائي لمقابلة الفريق المجري مجدداً وانتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم المجر بهدفين نظيفين وأيقن الجميع أن خسارة ألمانية جديدة قادمة؛ ليدخل مدرب ألمانيا بين الشوطين ويقول للاعبي ألمانيا إنهم يجب أن يحققوا الفوز من أجل إسعاد الشعب الألماني بعد الهزيمة في الحرب وقيادنه من جديد لبناء بلاده، وبالفعل نجح المانشافت في تحويل تأخره بهدفين إلى فوز بثلاثة أهداف. وعلى الجانب الآخر نجد أن السياسة كثيراً ما أفسدت الرياضة وأدت إلى زيادة الاحتقان بين الدول فمثلاً تعطلت بطولة كأس العالم ودورة الألعاب الأوليمبية لسنوات بسبب الحربين العالميتين، واستغل "موسيليني" استضافة إيطاليا لكأس العالم عام 1934 للدعاية لنظامه الفاشي، وكذلك فعل "هتلر" في أولمبياد برلين عام 1938، وعوقبت ألمانيا المنهزمة في الحرب بتغييبها عن البطولات العالمية التي تلتها، وفي السبعينيات عادت السياسة لتطل برأسها على الرياضة سواء عبر الهجوم الفدائي الفلسطيني على البعثة الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ أو عبر المقاطعة الإفريقية لدورة موريال عام 1976 بسبب التعامل مع جنوب إفريقيا العنصرية، وتصاعد الأمر إلى ذروته بالمقاطعة الأمريكيةوالغربية لأولمبياد موسكو في سنة 1980، ورد الروس وحلفاؤهم بمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس بعد أربع سنوات، ورغم محاسن الرياضة التي أعادت العلاقات بين أمريكا والصين عبر دبلوماسية كرة الطاولة، كما أعادت الدفء للعلاقات الأميركية الإيرانية عبر لقاءات المصارعة وكرة القدم بين البلدين، فقد لعبت السياسة دوراً سيئاً فكثيرا ما تأجلت دورات عربية بسبب المعاناة من الخلافات السياسية البينية وكثيرا ما تكررت الغيابات والانسحابات بغير سبب، وكثيرا ما تحولت ملاعب الرياضة وقاعاتها إلى فضاءات لتفريغ الاحتقان السياسي العربي، وكثيرا ما تدخلت القرارات والرغبات السياسية في العمل الرياضي واستخدمت الأنشطة الرياضية لغايات شتى مثل التلميع والإلهاء وما شابه من مفردات. والسؤال الآن هو: هل السياسة تفسد الرياضة أم أن الرياضة قادرة على إصلاح السياسة؟؟ وبعيدا عن هذا الخبر، نذكركم بعهدنا الذي قطعناه وهو أننا مع كل خبر نكتبه مهما كان هذا الخبر، سنذكر بثورتنا التي ستبقى حتى النهاية، وحتى يتنفس كل منا الحرية (SHOOTHA.COM) وثورة الغضب تقرير.. الرياضة والسياسة.. 1- الرياضة تحمل شعلة الإنقاذ