بعد (115 عاماً) على تأسيس نادي برشلونة ، فقد أصبح من الصعب جداً اختيار شخص واحد لعب دوراً في كل النجاحات التي تحققت على مدى السنوات الطويلة الماضية ، ومع ذلك فإن هناك عدد قليل من الأشخاص الذين ساهموا بنسبة كبيرة للغاية في جميع الانجازات المحلية والأوروبية والقارية وإعلان إسم برشلونة علامة تجارية مرتفعة الثمن في سوق المال العالمي. ومن يبحث في القائمة فسوف يجد أن الأسطورة الهولندية يوهان كرويف يقف على رأس القائمة حتى الكتفين بفضل فكرته التي أحدثت ثورة في أسلوب برشلونة الذي أصبح منذ ذلك الحين نادٍ للنجاحات ، بينما كان تأثير المدرب بيب جوارديولا على المدى القصير مخيفاً للغاية نظراً للألقاب التي حققها بالتعاون مع الأرجنتيني ليونيل ميسي ، إلا أن كرويف يبقى صاحب التأثير في تاريخ النادي. 1- خوان جامبر يحتل رجل الأعمال السويسري خوان جامبر المرتبة الأولى في الشخصيات الأكثر تأثيراً في نادي برشلونة ، كيف لا وقد أسس العديد من الأندية في وطنه بما في ذلك بازل وزيورخ ، قبل أن يسافر في عام (1898) إلى مدينة برشلونة التي كانت من المفترض أن تكون ممراً في رحلته إلى قارة إفريقيا. ومع ذلك ، فقد أعلن خوان جامبر الحب الأبدي للعاصمة الكاتالونية ومكث فيها قبل أن ينشر في (22) أكتوبر / تشرين الأول من عام (1899) إعلاناً يؤكد فيه تأسيس نادي برشلونة لكرة القدم بمساعدة من مجموعة الأصدقاء السويسريين ، فيما تم الإعلان الرسمي عن انطلاق البارسا في (29) نوفمبر / كانون الأول من ذلك العام. وبدأ خوان جامبر مسيرته مع برشلونة كقائد للفريق وعضو في مجلس الإدارة قبل انتخابه رئيساً للنادي في عام (1908) ، فيما عرفت الفترة خلال رئاسته تأسيس أول ملعب للنادي والتوقيع مع اللاعب الأسطوري باولينو ألكانتارا ، بينما يؤكد المؤرخون أن حقبة جامبر في سدة الرئاسة كانت بمثابة "العصر الذهبي" الأولى للبارسا. وعلى الرغم من النهاية المأساوية لحياته في عام (1930) ، إلا أن خوان جامبر لا يزال اسماً مألوفاً لأي مشجع لنادي برشلونة بسبب المناسبة السنوية التي تقام تحت إسم كأس خوان جامبر ، فضلاً عن إطلاق اسمه على شارع في حي لي كورتس وهو ما يؤكد أنه من الرجال المؤثرين ، وأن النادي من دونه لا يمكن أن يكون عليه كما هو اليوم. 2- يوهان كرويف عندما نتحدث عن نجاح برشلونة فإنه من الصعب استبعاد اسم كبير يدعى يوهان كرويف الذي يعتبر الحمض النووي وأحد أسباب الثورة الكروية التي يمتد نسيجها حتى الوقت الحالي ، حيث قام الأسطورة الهولندية منذ مجيئه إلى برشلونة بالاشراف على مدرسة تكوين الناشئين "لا ماسيا" ، كما قام بتغيير فكرة أن لاعبي كرة القدم الصغار عديمي الفائدة ، وليس ذلك فحسب ، بل أنه أقنع العالم بفلسفته الهجومية. وبدأ المدرب الهولندي مسيرته في نادي أياكس وفاز بثمانية ألقاب في الدوري وثلاثة كؤوس أوروبية ، ثم جاء إلى برشلونة وفاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا في أول موسم له بعد تحقيق لقب الدوري الإسباني ، ثم عاد إلى أياكس ولكن كمدرب في عام (1985) قبل أن يتولى مسؤولية تدريب برشلونة في عام (1988). وقام يوهان كرويف بتجميع فريق الأحلام الذي ضم الكثير من نجوم لعبة الكرة مثل تشيكي بجيريستاين، رونالد كومان، مايكل لاودروب، روماريو، ستويتشكوف وبيب جوارديولا ، في حين فاز برشلونة مع المدرب الهولندي في الدوري الإسباني أربع مرات في أربع سنوات متتالية ومسابقة كأس الاتحاد الاوروبي في ملعب ويمبلي. وساهمت أفكار كرويف الذي حصد أول لقب في دوري أبطال أوروبا في عام (1992) في إنشاء سلسلة متكاملة في مدرسة تكوين الناشئين "لا ماسيا" منذ إنشائها قبل (36 عاماً) والتي تعتبر أعظم أعماله حتى الآن ، حيث قامت فكرته على تعزيز الفريق الأول بكوكبة من اللاعبين الشباب والعمل على تنمية مواهبهم وصقلها. وحدث هذا الشيء مع الكثير من اللاعبين وأبرزهم تشافي هرنانديز ، أندريس إنيستا ، فيكتور فالديس ، سيرجيو بوسكيتس وليونيل ميسي ، في حين ساهمت ثورة وفلسفة كرويف في ابراز اسم مدرسة لا ماسيا على أنها من أفضل المدارس الكروية في تاريخ لعبة كرة القدم بفضل العناية في كل التفاصيل المتعلقة بتنمية المواهب. 3- بيب جوارديولا عندما أعلن الرئيس السابق خوان لابورتا عن تعيين مدرب برشلونة (ب) بيب جوارديولا مدرباً للفريق الأول فقد كان هناك شكوكاً كبيرة حول إمكانية نجاحه بعد فترة خالية من الألقاب مع المدرب الهولندي فرانك ريكارد ، خصوصاً أن هذا الرجل كان يتمتع بالخبرة والتدريب لمدة سنة واحدة فقط ، ولهذا فقد كثر الحديث عن إعطاء هذا الشخص واحدة من أكبر الوظائف حساسية في عالم كرة القدم. وتعتبر قصة تعيين بيب جوارديولا مدرباً لنادي برشلونة مثيرة للغاية ، حيث اجتمع مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بالتعاقد مع جوزيه مورينيو ، إلا أن سيدة كانت تعمل نائبة للرئيس السابق خوان لابورتا اقترحت عليه التعاقد مع جوارديولا الذي حقق في المواسم الأربعة التي عمل بها عهداً هو الأكثر نجاحاً في تاريخ النادي. واتبع جوارديولا خلال فترة توليه مسؤولية برشلونة طريقة الأسطورة يوهان كرويف من خلال إعادة كرة القدم الشاملة بالسيطرة على الكرة في أكبر وقت ممكن وعدم المركزية في مراكز اللاعبين ، وهو ما منحه الفوز في الموسم الأول الثلاثية التاريخية وبناء أفضل فريق على الإطلاق في لعبة كرة القدم. وكان تأثير جوارديولا كبيراً بعد أن ترك النادي الكتلوني ، حيث احتفظ برشلونة بلقب الدوري الإسباني مع مدرب جديد ولكن الفريق لم يكن قادراً على تكرار النجاح الذي حصل عليه تحت قيادة بيب ، وذلك بسبب عدم وجود الحافز والتكتيك رغم وجود كوكبة من النجوم مثل ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز وأندريس إنيستا. 4- رونالدينيو "اللعب لنادي برشلونة كان لحظة سحرية" .. هذا ما قاله رونالدينيو الذي كان نجماً ولاعباً مبدعاً من عهد المدرب الهولندي الأسبق فرانك ريكارد ، حيث قرر برشلونة التعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي كجائزة ترضية بعد فشله في التعاقد مع لاعب خط الوسط الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي قرر الذهاب إلى ريال مدريد ، ومنذ تلك اللحظة فقد أصبح روني واحد من أفضل اللاعبين في العالم وساحر في عيون مشجعي البارسا. وتمكن النجم البرازيلي رونالدينيو من قيادة نادي برشلونة خلال الفترة التي لعب بها من الألف إلى الياء وقاد زملاءه للفوز في بطولة الدوري الإسباني ولقب دوري أبطال أوروبا في عام (2006) في العاصمة باريس ، قبل أن تفتح الأبواب بعد ذلك أمام ليونيل ميسي الذي حصل على المشعل لقيادة الفريق نحو المزيد من الألقاب. 5- ليونيل ميسي عند ركوب موجة البحر فإنه من المستحيل أن نفهم تماماً حجم تلك الموجة حتى يتم الانتهاء منها ، وهو شيء ينطبق على ليونيل ميسي الذي قال عنه المدرب بيب جوارديولا : "لا تكتب عنه ولا تحاول أن تصفه ، فقط استمتع بمشاهدته" ، ويدل هذا التصريح على أن الأرجنتيني من عظماء كرة القدم على مر العصور على الرغم من أنه في سن (27 عاماً) فقط وما زال أمامه الكثير. ليس هناك شك في أن ميسي كان له تأثير كبير على نهوض إسم برشلونة وهو ما يدل على فوزه أربع مرات متتالية في جائزة الكرة الذهبية وبجميع الألقاب الممكنة بما في ذلك دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات ، وهو الشيء الذي جعل نفوذه ينتشر في جميع أنحاء العالم ويصبح مثالاً كبيراً للأطفال الذين يحاولون تقليد ليونيل في شتى الطرق. Loading ...