قبل سنوات قليلة كان ساوثهامتون يلعب في الدرجة الثالثة الإنجليزية، قبل أن يصبح رقماً صعباً في البرميرليج ويصارع حالياً من أجل مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، قصة مميزة لساوثهامتون لكن نجاحه لم يكن بتلك السهولة التي يمكن أن نظنها. في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، قام الوسط الفرنسي مورجان شنايدرلان بنشر تغريدة على موقع التواصل الجتماعي "تويتر" كتب فيها "6 سنوات من رحلة مذهلة لساوثهامتون تم تدميرها في ساعة واحدة"، كلمات شنايدرلان أتت بعد بيع لوك شاو، كالوم تشامبرز، أدم لالانا، ديان لوفرين وريكي لامبرت من طرف ساوثهامتون في صيف 2014. فقط ست أشهر بعد ذلك سيصبح النادي مرتبطاً ببيع لاعبيه أمثال شنادرلان وجاي رودريجيز للأندية الكبير المهتمة بهم، وربما لن يطول الأمر قبل أن يرتبط جرازيانو بيلي ودوزان تاديتش بالانتقال لنادي آخر بحكم تألقهم هذا الموسم. لكن مع ما شهدناه من الفريق في السنوات الأخيرة، يمكن القول بأنه سينجو رغم الظروف التي يمكن أن يعيشها. شنايدرلان انضم لساوثهامتون في 2008 من ستراسبورج الفرنسي مقابل 1,50 مليون يورو عندما كان النادي في الشامبيونشيب –دوري الدرجة الأولى-، وعاصر الأزمات المالية التي عانى منها النادي وجعلته يضطر لبيع بعض لاعبي أكاديميته مثل جاريث بيل نجم ريال مدريد قبل أن يعاني مجدداً من مشاكل مالية بعد ذلك. لمواجهة الإفلاس، اضطر المسؤولون لبيع النادي لشركة يملكها ويديرها ماركوس لييبر. ومن ذلك الوقت تغيرت أمور النادي، تولى نيجل أدكينز مهمة تدريب الفريق بدلاً من ألان باردو الذي تمت إقالته ثم قاد الفريق للشامبيونشيب ثم الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز بعد عام واحد فقط. تمكن النادي من الحفاظ على أفضل لاعبيه، بما في ذلك الهداف ريكي لامبرت مع القيام بأغلى تعاقدين في تاريخ النادي آنذاك بالتعاقد مع جاي رودريجيز (8,65 مليون يورو) وجاستون راميريز (15,20 مليون يورو). وعلى الرغم من قيادته النادي للصعود المتتالي، إلا أنه قد تمت إقالة أدكينز من منصبه كمدرب لساوثهامتون في يناير|كانون الثاني عندما كان النادي في المركز الخامس عشر في ترتيب البرميرليج وحل محله ماوريسيو بوتشيتينو. ساوثهامبتون أنهى هذا الموسم في المركز الرابع عشر، ولكن كان الموسم الذي أعقبه موسمهم الأول المميز. أنهى ساوثهامتون موسم 2013|2014 مع بوتشيتينو في المركز الثامن في البرميرليج، مما جعل المدرب الأرجنتيني مطلوبا في كرة القدم الإنجليزية قبل أن ينتقل لتوتنهام هوتسبير مع نهاية الموسم. أندية ليفربول، مانشستر يونايتد وآرسنال استهدفت النادي أيضاً مما جعله يفق خمسة من نجومه مقابل أكثر من 100 مليون يورو. ظن الكثيرون أنه سيكون من الصعب على القديسين النجاة هذا الموسم، ولكن النادي قد أظهر لماذا كان ناجحاً جداً باستراتيجية تعاقدات في وقت متأخر. تعاقدات تحت قيادة مدرب جديد هو الهولندي رونالد كومان يقود النادي للمنافسة على مركز مؤهل لدوري الأبطال وهو أمر غير وارد أو ضمن الأهداف الحالية للنادي الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري الممتاز. وعلى الرغم من ارتباط شنايدرلان ورودريجيز بالانتقال في كانون الثاني/يناير، إلى مانشستر يونايتد وتوتنهام على التوالي (من بين آخرين)، فإن على مشجعي ساوثهامتون عدم التخوف من المستقبل لأن النادي في أيادي أمينة. ساوثهامبتون سوف يواصل المعاناة من نجاحه وسيشهد انتقال بعض نجومه في الصيف مثلما حدث الموسم الماضي، ومع ذلك، فالهدف الآن لم يعد النجاة بقدر ماهو تجهيز الفريق ليصبح قويا ويسير على الطريق الصحيح.