جول يحلل قمة الأولمبيكو التي حسمها الذئاب على حساب الأفاعي.. واصل روما ملاحقته لليوفنتوس بعد فوزه المُثير على ضيفه الثقيل "الإنتر" برباعية مقابل اثنين في قمة الجولة الثالثة عشر للسيري آ التي جرت على ملعب "الأولمبيكو"، ليؤمن فريق الذئاب المركز الثاني بالوصول للنقطة 31 على بعد ثلاثة نقاط من المتصدر، فيما تجمد رصيد الأفاعي عند 17 نقطة وفي المركز الحادي عشر. روما | الذئاب "المجنحة" أظهرت شخصية بطل لا نعرف إن كان لاعبو الذئاب ليظهروا نفس الروح ضد الأفاعي لو لم ينتصر اليوفنتوس على تورينو، لكن حقيقة أن البيانكونيري ابتعدوا عن الصدارة شحنت فريق العاصمة بشكل كبير وهو ما بدا واضحًا منذ الدقيقة الأولى، فقد بذل رفاق المحارب رادجا ناينجولان جهودًا فاقت معدلاتها الطبيعية لتحقيق الفوز ولم تُحبَط عزائمهم رغم تمكن الضيوف من التعادل مرتين خلال اللقاء. الفارق الواضح للغاية بين وسط روما ووسط الإنتر كان مفتاح الجيالٌُّوروسِّي لتحقيق الفوز، فقد أظهروا تجانسًا واضحًا بينهم فنيًا وبدنيًا وقد ساهم انعدام التفاهم بين عناصر وسط الضيوف في سيطرتهم التامة على مجريات اللعب دفاعًا وهجومًا عدا نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني. كما لم يكتفِ ميراليم بيانيتش وناينجولان بأدوارهما في الاختراق وصناعة اللعب من القلب، بل ساعدا على فتح جبهتين ناريتين على طرفي الملعب مع آدم لياييتش ومن بعده أليساندرو فلورينزي من جهة ومن جهة أخرى جيرفينيو ومن بعده خوان إيتوربي، وهو ما منح أداء روما الهجومي تكاملًا أكبر عجز الضيوف عن صده. مثلما كان للوسط دوره، كان للهجوم دوره على الأطراف كما أسلفنا الذكر استغلالًا لبطء هوجو كامبانيارو من جهة وضعف أداء دودو الدفاعي من جهة أخرى، وبينما وجدت الجبهة اليُسرى دعمًا قويًا من خوسيه هوليباس، بدا أن البرازيلي مايكون كان مكلفًا فقط بالقيام بالأدوار الدفاعية فلم يتقدم للأمام رغم أن جبهة الإنتر اليُسرى كانت مخترقة أكثر من الجهة اليُمنى. ربما كانت لجهود زدرافكو كوزمانوفيتش - العشوائية في معظم الأحيان - دورها في ذلك، لكن المؤكد أنه لم يستعد كامل لياقته بعد عودته للتو من الإصابة. تبقى لمسات قيصر روما لا غنى عنها للذئاب طالما تمكن من مجاراة إيقاع لعب الفريق، وإن كان بيانيتش هو مايسترو الوسط، فضد الإنتر كان فرانشيسكو توتِّي ضابط إيقاع ممتاز في الصفوف الأمامية بتحركات ولمسات بسيطة لكنها جاءت في الأوقات والأماكن المناسبة. الإنتر | يناير حل مانشيني لتطبيق أسلوبه لا شك أن روبيرتو مانشيني ينوي فرض أسلوبه وأفكاره على الإنتر وهي التي تتعارض إلى حد كبير مع أسلوب المدرب المقال والتر مادزاري التقليدي وأفكاره التحفظية، لكن إن كانت هذه المباراة قد أكدت حقيقة فهي أن "إل مانشيو" بحاجة ماسة للُّجوء لسوق يناير من أجل دعم صفوفه وخاصة الأطراف لتتناسب مع نهجه الهجومي وميله لرفع إيقاع اللعب. خاص مانشيني اللقاء بخطة 4-2-3-1 لكن دون وجود جناح وسط هجومي واحد لا في تشكيله الأساسي ولا على دكة البدلاء، فبدا كوزمانوفيتش عشوائيًا في تحركاته رغم اتسامه بالنشاط وهو ما سبب بعض المشاكل لدفاع روما، فيما لم يتمكن فريدي جوارين من القيام بأي شيء يذكر سوى إرسال بعض الكرات العرضية غير الدقيقة بغرض التخلص من الكرة لا بغرض إيصالها لبابلو أوسفالدو أو رودريجو بالاسيو. بالنسبة للأخير، فمن الصعب أن يواصل مانشيني الاعتماد عليه بعد أن واصل تقديم العروض المخيبة وفشل اليوم في اللعب خلف المهاجم، وهو مركز كان من الأفضل لماتيو كوفاشيتش أن يبدأ فيه منذ الدقيقة الأولى نظرًا لقدرة الكرواتي على توزيع اللعب بكفاءة ودقة، إضافة لقدرته على ربط الخطوط ببعضها البعض والتفاهم مع زملائه في الوسط أكثر من الأرجنتيني. على ذكر الوسط، فقد تسبب أداء يان مفيلا المخيب للغاية سواء بسبب البطء أو السذاجة التكتيكية في كشف دفاع الإنتر في العديد من المناسبات، وكان طبيعيًا للغاية أن يخرجه مانشيني ويشرك كوفاشيتش ويعيد كوزمانوفيتش مكانه. لكن ما كان غير طبيعي هو عدم البدء بتلك الطريقة والمراهنة على اللاعب المعار من روبين كازان دون فائدة. وبينما جمع مفيلا بين البطء والسذاجة الدفاعية والتكتيكية، كان البطء سمة كامبانيارو والسذاجة الدفاعية والتكتيكية سمة أداء دودو أمام غزوات الذئاب عبر الأجنحة، ودون دعم من جوارين وكوزمانوفيتش كان صعبًا على الضيوف أن يحققوا الفوز في ظل سهولة وصول فريق المدرب رودي جارسيا لعمق منطقة جزاء سمير هاندانوفيتش عبر الأطراف .. كل تلك العوامل ببساطة أظهرت فريقًا مفككًا لا تجانس ولا ترابط بين صفوفه.