تحليل لقاء الأرجنتين والبوسنة الذي انتهى بفوز ضيق للمنتخب الألبيسيلستي... خطت الأرجنتين خطوة كبيرة نحو صدارة مجموعتها بعد أن هزمت أقوى منافس لها في تلك المجموعة بهدفين لهدف في مباراة ظهر فيها المنتخب الألبيسيلستي بمظهر باهت في أغلب فترات اللقاء سلبيات | فاصل من "العك" الكروي الأرجنتيني..! ■ اضطررت أن أبدأ بالسلبيات لأن الشوط الأول حمل طناً من الإيجابيات بينما حمل الشوط الثاني تحسناً واضحاً في أداء الأرجنتين. الحقيقة أن ما شاهدناه في الشوط الأول من قبل منتخب التانجو هو فاصل من العك الكروي الخالص والذي ذكرني بمنتخب مارادونا في 2010 والذي كان ينتصر انتصارات مدوية من دون النظر للتفاصيل حتى استفاق الفريق على ما حدث أمام ألمانيا. ■ ليس عيباً أن تلعب بطريقة 5/3/2 لكن العيب أن تلعب بها وأنت لا تمتلك أبسط أدواتها .. منذ متى يستطيع ماركوس روخو أن يلعب في طريقة كهذه تتطلب أن يكون الظهير خليطاً بين الظهير والجناح ؟ طريقة اليوفنتوس هذه لابد لها وأن تحتوي على لاعبين مشابهين لبيرلو ويورنتي .. صانع ألعاب بمثابة عقل مفكر للفريق -يتواجد ماسكيرانو في مركز بيرلو في خطة الأرجنتين وهو قاطع كرات مميز فقط بدون أي قدرات هجومية مميزة- أما في مركز يورنتي فهناك سيرخيو أجويرو اللاعب المتحرك الذي لا يستطيع أن يكون لاعباً خطيراً في الكرات العرضية خصوصاً إن كان يلعب وحده في الأمام في ظل اضطرار ميسي للتراجع واستلام الكرة وصناعة اللعب. لكن أن تلعب بخطة تستند بالأساس على الكرات العرضية ثم تفتقد أبسط وسائل التحضير لها فهو أمر مدعاة للتساؤل خصوصاً وأن سابيّا كان يحاول خلق جبهات بطرق قديمة جداً بأن يلعب دي ماريا وروخو بعض الثنائيات وكذلك نفس الأمر مع ماسكي رودريجيز وزاباليتا .. لماذا هي طرق قديمة ؟ لأنه لا يوجد أي لاعب ثالث في المساندة لأي ثنائي .. طريقة تذكرني ب4/4/2 الكلاسيكية القديمة التي لم تعد تجدي نفعاً سوى إرهاق لاعب كدي ماريا في مشاوير طويلة بدون فائدة تُذكر خصوصاً مع لاعب لا يجيد الهجوم كروخو وربما تساهم هذه الإحصائية في إظهار كيف وأن الأرجنتين كانت بدون قدرة على تطوير الهجوم من الجبهة اليسرى طوال اللقاء حتى بعد التحول ل4/3/1/2. ■ من الأشياء المثيرة للاستغراب هو أن تجد في التشكيل الأساسي لمنتخب كبير كالأرجنتين لاعباً لم يعد يلعب في أوروبا وكبير في العمر وقدم كل ما عنده تقريباً في عالم الكرة وهو بالأساس ليس باللاعب السوبر .. حديثي هنا عن لاعب كماكسي رودريجيز الذي لا أفهم ماذا يفعل في تشكيل الأرجنتين الأساسي فلا هو يقدم أداءً هجومياً معقولاً ولا هو بات قوياً في الواجب الدفاعي كما كان في السابق. .. بالطبع كان ذلك عاملاً في أن يكون تواجد الأرجنتين في الجانب الأيمن مجرد تواجد شرفي بدون خطورة كبيرة فاقتصرت الخطورة على انطلاقات ميسي أو دي ماريا من القلب أو تلك التي كانت تجمع تمريرات متبادلة بين ميسي ودي ماريا (اختر التمريرات المتبادلة بين ميسي ودي ماريا من الجرافيك ولاحظ تركزها في القلب) ■ يبدو وأن إدين دجيكو قد اعتاد اللعب في طريقة مانشستر سيتي والتي تجبر المهاجمين على الخروج من منطقة الجزاء والمساهمة في صناعة اللعب لكن السؤال هنا هو لماذا المساهمة من جانب المهاجم البوسني وهو رأس الحربة الوحيد ويحتاجه فريقه بشدة في منطقة الجزاء .. هذا الأمر جعلنا نشاهد فرصاً للبوسنة لكن لا يكون الرجل المناسب لها متواجداً فباتت تلك الفرص من جانب لاعبين آخرين ليسوا بمهاجمين من الأساس (لاحظ فرص البوسنة وكيف أن فرصة واحدة فقط من جانب إدين دجيكو) ■ سيرخيو أجويرو ظهر بمظهر باهت جداً .. صحيح أنه كان معذوراً بخطة الأرجنتين في الشوط الأول لكن جونزالو هيجواين أظهر وأن مهاجم السيتي مازال غير قادراً على استعادة مستواه قبل الإصابة وذلك بعد أن قدم البديل الأرجنتيني مستوى أفضل كثيراً من صهر مارادونا السابق. إيجابيات | لا يصح إلا الصحيح يا سابيّا ■ ليس عيباً أن تُخطئ، لكن العيب أن تُصر على الخطأ .. سابيّا لم يُصر على الخطأ وحسناً فعل أن تحرك مع بداية الشوط الثاني فأخرج السيء جداً ماكسي رودريجيز وكذلك أخرج أحد عناصر الدفاع الزائدين عن الحاجة منذ بداية المباراة فاختار كامبانيارو في العمر ليشرك فرناندو جاجو الأفضل كثيراً من ماكسي في صناعة اللعب وكذلك الأفضل من ماسكيرانو في الرؤية كما أشرك هيجواين الذي أضاف شيء مهماً لهجوم الأرجنتيني بتحركاته وتفاهمه الكبير مع ميسي. ■ اشتراك جاجو جعل دي ماريا يستمتع بحرية أكبر فوجدناه يقدم أداءً أفضل وبالفعل كان مساهماً فعالاً في هجمات الأرجنتين كما أن جاجو من نوعية اللاعبين الذين يجيدون التمرير في مساحات صغيرة لذلك كان عاملاً مساهماً في الضغط البوسني الكبير على حامل الكرة. ■البوسنة قدمت شكلاً هجومياً يستحق التحية ويعود ذلك في الأساس إلى الرائع ميسيموفيتش مع مساندة من بيانيتش الذي كانت مشكلته الوحيدة في عدم استغلاله لأكثر من ركلة حرة فشل في تكرار ما يفعله مع روما فيها. ■اشتراك فيداد إيبيسيفتيش ساهم كثيراً في أن يقل تأثير خروج دجيكو المستمر من منطقة الجزاء لأن مهاجم شتوتجارت كان ملتزماً جداً بالتواجد في مناطق الخطورة وعدم التفلسف ومحاولة خلق دور ليس بدوره. ■على عكس كثيرين انتقدوا ميسي اليوم، أرى أن الأخير قدم مستوى معقول قياساً إلى هكذا خطة مزرية لعب بها منتخب التانجو فقد كان ميسي حاضراً في أغلب اللقطات الخطيرة للفريق. ■رغم المستوى الضعيف الذي قدمته الأرجنتين إلا أنني أرى أنها قد تذهب بعيداً في البطولة، فالأرجنتين تلعب في مجموعة سهلة جداً وكذلك هي المنتخب الكبير الوحيد الذي لن يواجه منتخب من كلاسيكيات الكرة حتى الدور قبل النهائي .. صحيح إن البرتغال وبلجيكا -أحدهما خصمه المتوقع في ربع النهائي- منتخبات قوية لكنهم بالتأكيد ليسوا ألمانيا أو إيطاليا أو البرازيل أو حتى إسبانيا .. تواصل مع أحمد عطا مدير تحرير النسخة العربية لجول على فيسبوك على تويتر ■على عكس كثيرين انتقدوا ميسي اليوم، أرى أن الأخير قدم مستوى معقول قياساً إلى هكذا خطة مزرية