بوابة شموس نيوز – خاص بند و ر ا مِن التراثِ … إخلاصاً و وفاء اً ل / نهي يسري في القصة أو الرواية وبصفةٍ عامة تدور الوقائع أو الأحداث حول نقيضين دائمين لعل من اشملهما الحياة والموت وما بينهما والذي في الغالب يتعلق بإعلاء القيم الإيجابية التي تعظم الحياة في مواجهة الموت ، وهما حقيقتان تدعمانِ الوجود البشري منذ خلق الله الإنسان ، وأوكل إليه عمارة الأرض ، فكانت الكتب السماوية وغير السماوية ذاخرة بالقصص أو الرواية متعددة الفصول ، ولعل من التراث والمورث الأدبي العربي الذي ما زال غاصاً بهذا القصص يتمثلُ في قصص الف ليلة وليلة ، وما ورد من قصص علي ألسنةِ الحيوان في كتاب عبد الله بن المُقفع ، علي لسان بيدبا الفيليسوف في اشهر الكتب الأدبية والتربوية في آن واحد ، كتاب " كليلة ودمنة " ، ولا زال يجد المُبدع فيهما مَعيناً لا ينضب ، مع تنوع اساليب وتقنياتِ كلِ مُبدعٍ ، وبِتفرد وتميز خاصٍ بهِ يُحقق إضافة جديدة قد ترقي بعد إستقرار عام إلي إحداث تحديثأً أو شق مساراتٍ جديدة أو إحياء كوامن مطمورةٍ من خلال عبقرية أو تقنية خاصة يَسعي المُبدع بلإنفرادِ بها ، ولعل أخر من فعل ذلك كاتبنا الراحل د. / يوسف إدريس في القصة القصيرة أو الرواية . ** بهذا الإستهلالِ وعلي ضوءهِ يتسني لنا الحديثُ عن " با ند و ر ا " المجموعة القصصية التي تحملُ هذا الإسم لأستاذتنا الكاتبة القديرة : نهي يسر ي عبد ا لغني … الكاتبة هنا بدايةً يبدو أنها تسلك مساراً متميزا لها في إبداعاتها ولوناً سردياً يحقق هذا التميز يدعم قولِنا هذه المجموعة القصصية التي تأتي بعد المجموعة القصصية السابقة " العفاريت لن تحكم المدينة " . وكما اضاف إلينا ناقدنا القدير د . / عزوز إسماعيل …. في كتابهِ ودراستهِ القيمةِ والغير المسبوقة عربياً " عتباتِ النص في الرواية العربية " نتوقف قليلاً وسريعاُ ، عند غلاف المجموعة وتنسيقه ، لِيُصبح من عتباتِ النص الإولي ، يتضمن الغلافُ في تكوينهِ البسيط من الكفِ المفرودةِ التي تحملُ شمعةً مضيئةٌ كا هاديةِ دائمة ومرشدة لنا ونحن نمضي مع الأحداث والوقائعِ ، ثم يأتي الخط باللون الأحمر علي خلفية من درجاتٍ اللون الأسود ، لِيحملَ الغلاف بعضاً من الدلالات التعبيرية عن المحتوي الذي نحنٌ بِصددهِ .، وأخيرا يتضمن الإهداء كلمتين هما من اعمدة النص تدعمهما وتؤكدهما الأحداث والوقائع في ثنايا قصص الكتابِ وتُمتعنا الكاتبة بهذه الإضافة الإبداعية التي إختارتها لإبداعاتها وهي لغةِ السرد " الحكائية " فلا زمانٍ ولا مكانِ ولا اشخاصٍ ذات قوامٍ ، فنحنُ امام صورٍ تجريدية وعلينا البحثُ علي الكامنُ فيها ومحاولة إلتقاطهُ والتعرف عليه وإدراك مغزاهُ ، وهذا ما حاولتهُ الكاتبة ونجحت فيهِ بدرجةِ الإمتياز ، و لِنقفُ امام هذه العبارة أو لِنقلْ " الصورة التجريدية " بما فيها من دلالات تدعمُ ما ذهبنا إليه عاليهِ حين تكتب : " للعارف نور ونار ، نار الخشية ، ونور المعرفة ، فظاهره محترق بنار الخشية ، وباطنه منور بنور المعرفة ، فالدنيا تبكي بعين الفناء عليه ، والآخرة تضحك بسن البقاء إليه ، فكيف يقدر الشيطان أن يدنو منه ظاهرا وباطناً الإ كالبرق الخاطف أوكالريحُ العاصف فإن أتاه عارض من قبل العين ، أحرقته نار العبرةِ وأن أتاه من قبل النفس ، أحرقته نار الخدمة وإن أتاه من قبل العقل أحرقته نار الفكرةِ وإن أتاه من قبل القلب ، أحرقته نار الشوق والمحبة وإن أتاه من قبل السر ، أحرقته نار القرب والمُشاهدة فتارة يحرق قلبه بنار الخشية . وتارة يتشفى بنور المعر فة . فإذا امتزجت نار الخشية ونور المعرفة ، هاجت ريح اللطف من سرادقات الأنس والقربة ، فيظهر صفاء الحق للعبد ، فتراها تلاشت الأنانية ، وبقيت الألوهية كما هو في الأزل. " . نَخلصُ من وراء ما ذهبنا إليه أن الكاتبة إختارت لهذا الإبداع مسارا جديدا لها تؤكد تميزا تسعي إليه ، وانها تتوفر لديها ملكةٍ إبداعية لغوية ، وسردية تُطوعُها بمهارة لرؤاه الفكرية ، وأنها قارئة جيدة لتراثنا الأدبي العربي وتعمل جاهدة علي الإخلاصِ لهُ والوفاءِ لهُ ، من خلال إبداعاتٍ قيمةٍ حقاً . **** سيد جمعه سيد ناقد تشكيلي واديب