ترك المصور الاسكتلندي الشهير ألبرت واتسون بصمته في عالم التصوير الفوتوجرافي كواحد من أنجح المصورين وأكثرهم شهرةً وتميزاً على مستوى العالم منذ بداية مسيرته المهنية في عام 1970، وقد جمعت بعض أشهر الصور التي التقطتها عدسته المحترفة إبداعات استثنائية من الفن والموضة والإعلان. فبدءاً من صور ألفريد هيتشكوك وستيف جوبز، واللقطات الساحرة للجميلة كايت موس إلى مناظر لاس فيجاس الخلابة وصور منحوتات الملك توت عنخ آمون، تنوعت إبداعات ألبرت لتعكس أعمالاً لا مثيل لتميّزها. فصور واتسون المذهلة ومطبوعاته اليدوية تزيّن جدران المعارض الفنية والمتاحف حول العالم. صنّفت مجلة 'فوتو ديستريكت نيوز‘، المختصة بمجال التصوير، ألبرت واتسون ضمن قائمة 20 مصور الأكثر تأثيراً على مرّ الزمان، والتي تضمنت إيرفينغ بين وريتشارد أفيدون من بين نخبة آخرين. حاز واتسون على العديد من الألقاب التي كرّمت إنجازاته وحسّه الإبداعي، بما فيها جائزة 'لوسي‘ و'جرامي‘ وثلاث جوائز 'إندي‘ و'دير ستيجر‘ و'هاسيلبلاد ماسترز‘ كما تقلّد الميدالية المئوية، والتي جسدّت تكريماً قيّماً استحقه عن جدارة من جمعية التصوير الملكية البريطانية. وقد نال المصوّر الاسكتلندي المخضرم وسام الامبراطورية البريطانية (OBE) من الملكة إليزابيث الثانية في يونيو 2015 تقديراً لإسهاماته الكبيرة في فن التصوير الفوتوجرافي. ظهرت الصور التي التقطها ألبرت لسنوات طويلة على أكثر من 100 غلاف لمجلة 'فوغ‘ العالمية، وصفحات عدد لا يحصى من المجلات والمنشورات، بما فيها مجلة 'رولينج ستون‘ الأمريكية و'تايم‘ و'هاربر بازار‘ – وقد كان العديد منها يعود لأيقونات الموضة ونجوم الروك ومغنيي الراب وممثلين عالميين وغيرهم من المشاهير. كما تولى ألبرت تصوير العديد من الحملات الدعائية لمنتجات كوكبة من الشركات الرائدة مثل 'بلومارين‘ و'برادا‘ و'جاب‘ و'ليفايز‘ و'ريفلون‘ و'شانيل‘. التقطت عدسته المحترفة الكثير من صور بوسترات أشهر أفلام هوليود مثل "Kill Bill" و"Memoirs of a Geisha"، كما أخرج أكثر من 100 إعلان تجاري متلفز. قضى ألبرت الكثر من الوقت يعمل على المشاريع الفنية لعرضها في المتاحف والمعارض، وقد تضمنت بعض أبرز أعماله صور البورتريه والموضة ولقطات فريدة من أسفاره وعالمه الخاص، من صورة "ساحر الثعبان" في المغرب و"المسيطرة" في لاس فيجاس، والجبال الخلابة في جزيرة سكاي الاسكتلندية. نشر ألبرت خمسة كتب وهي: 'سايكلوبس‘ (1994، بولفينش)، 'المغرب‘ (ريزولي، 1998)، 'ألبرت واتسون‘ (فايدن، 2007)، 'ستريب سيرتش‘ (بي كيو بلاك ويل، كرونيكل 2010) و 'يو إف أو: يونيفايد فاشن أوبجكتفز‘ (بي كيو بلاك ويل/ أبرامز 2010) وقد شهد خريف عام 2017 صدور آخر كتاب له حمل اسم 'كيوس‘ عن دار 'تاشن‘. وعلاوة على ذلك، تم نشر العديد من كتالوجات صور ألبرت بالتزامن مع عروض المتاحف والمعارض. عرض ألبرت أعماله بمعارض فردية منذ عام 2004 في متحف الفن المعاصر في ميلان الإيطالية، وفي متحف "بيت الفن" في العاصمة النمساوية فيينا، وفي مركز الفنون بالمدينة ضمن إدنبره، اسكتلندا، إضافة إلى متحف الصور في أنتويرب، بلجيكا، ومتحف شمال راين وستفاليا للاقتصاد والثقافة في دوسلدورف، ألمانيا، ومعرض النماذج في ميلان، ومتحف التصوير الفوتوجرافي في ستوكهولم، السويد، ومتحف الفن المتعدد الوسائط ، موسكو. كما عُرضت سلسلة من أعمال ألبرت التي اتسمت بطابعه المتجدد والتي صوَّرها في دولة بنين الأفريقية، في متحف 'دايشتورهالن‘ في مدينة هامبورج الألمانية بعام 2013. كما برزت صور ألبرت بين العديد من المعارض الجماعية في المتاحف بما فيها معرض اللوحات القومي في لندن، ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، ومتحف بوشكين للفنون الجميلة في موسكو، ومتحف ليانزو للتصوير الفوتوجرافي في الصين، و المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي في نيويورك، ومتحف بروكلين، ومتحف دايشتورهالن. وقد أصبحت أعماله الأسطورية من المعروضات الدائمة في عدد من المتاحف العالمية مثل معرض اللوحات القومي، ومتحف المتروبوليتان للفنون ومؤسسة 'سميثسونيان‘ والبرلمان الاسكتلندي ومتحف دايشتورهالن ومتحف الفن المتعدد الوسائط ومتحف 'فولفانغ‘ في مدينة إسن الألمانية، وغيرها الكثير. ولد ألبرت وترعرع في أدنبرة باسكتلندا، ودرس تصميم الجرافيك في دنكان بكلية جوردان ستون للفنون والتصميم في جامعة دندي، وعلوم السينما والتلفزيون في الكلية الملكية للفنون بلندن. وعلى الرغم من إصابته بالعمى في عين واحدة منذ الولادة، درس ألبرت التصوير كجزء من منهجه الدراسي. وفي عام 1970، انتقل إلى الولاياتالمتحدة مع زوجته إليزابيث، التي عملت كمعلمة في مدرسة ابتدائية في لوس أنجلس، حيث بدأ ألبرت العمل بالتصوير كهواية في أغلب الأوقات. وفي وقتٍ لاحق من ذات العام، التقى ألبرت بمدير فني لدى علامة 'ماكس فاكتور‘ لمستحضرات التجميل، وعرض عليه فرصة أداء أول جلسة تصوير ابتاعت منها العلامة صورتين. جذب أسلوب ألبرت المميز اهتمام مجلات الأزياء الأمريكية والأوروبية مثل 'مادموزيل‘ و'جي كيو‘ و'هاربر بازار‘، والتي تعاونت معه لإبداع جلسة تصوير مع ألفريد هيتشكوك، وهو أول شخصية سينمائية شهيرة يقوم ألبرت بتصويرها. ما لبث أن بدأ ألبرت التنقل بين لوس أنجلس ونيويورك، وأثمرت جهوده في عام 1975 عن حصوله على جائزة جرامي للتصوير الفوتوغرافي عن غلاف ألبوم Come and Gone لفرقة موسيقى الروك 'ماسون بروفيت‘؛ فيما شكّل عام 1976 نقطة انطلاق مسيرته المهنية، حيث شهد تعاونه للمرة الأولى مع مجلة 'فوغ‘ الشهيرة واستقراره في نيويورك. لطالما كان العمل إدمان ألبرت الدائم، ويزخر الأرشيف في الاستديو الخاص به في مانهاتن بملايين الصور والطبعات السالبة (النيجاتيف) لكبريات الشركات والمجلات الشهيرة على مستوى العالم. كما يستخدم هذا الاستديو كمعرض شخصي أيضاً، إذ يحتضن صوراً فوتوغرافية كبيرة الحجم تم التقاط العديد منها في لاس فيغاس. وللوهلة الأولى، تذهل هذه المناظر الطبيعية والديكورات الداخلية والصور الشخصية الزوار بألوانها الهادئة المنتقاة ببراعة بالغة. ويحافظ ألبرت على صدقه مع ذاته، وهذا ما يبدو جليّاً في كافه أعماله حتى الحديثة منها، إذ تبدع هذه الصور هالةً تجذب المتابع لعوالمها ولكن بأسلوب غاية في الروعة. تتبع لغة ألبرت البصرية قواعده ومفاهيمه المميزة الخاصة بالجودة. وتبرز إبداعاته دوناً عن الصور التي يعجّ بها عالمنا اليوم بفضل تألقها وأهميتها ونبل رسالتها. ولا يمكننا إلا الإشادة بأسلوبه في استخدام الضوء، وخاصةً إضاءة الأجسام الوهمية والصور الشخصية، مما يبتكر أجواءً فريدة بصبغةٍ تأملية واضحة في الصور الفوتوغرافية. مما لا شكّ فيه أن ألبرت واتسون هو فنان يثري إدراكنا بشكل كبير بإبداعاته الفريدة. وتعكس المواضيع العديدة التي تتحدث عنها صوره تنوعاً كبيراً في العمل، إلا أنها تحمل بصمته بكل وضوح من خلال ما تنضح به من قوةٍ مطلقة وبراعة تقنية عالية، سواء كانت الصورة لغابةٍ في اسكتلندا، أو فستان من تصميم يوجي ياماموتو تختال به إحدى العارضات، أو صورة قريبة للبذلة التي ارتداها رائد الفضاء آلان شيبرد على سطح القمر، أو حتى الصورة الأيقونة لستيف جوبز بالأبيض والأسود. لقد جعل هذا الالتزام الفريد بالكمال من ألبرت أحد أكثر المصورين شهرةً في العالم.