الرائد لخضر بورقعة لعب دورا كبيرا في الولاية الرابعة التاريخية أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر. ولد في 22 مارس سنة 1933 في العمارية ولاية المدية جنوب العاصمة انظم إلى حزب الشعب صغيرا وناضل في صفوفه وعند اشتعال الثورة انظم إلى صفوفها كقائد عسكري برتبة رائد وكان يتميز بوفائه للثورة، يُعد مرجعا تاريخيا من مراجع الثورة. وبعد حصول الجزائر على استقلالها في 5 جويلية 1962، انتخب في سبتمبر من نفس العام في انتخابات المجلس الثوري الحاكم عن دائرة المدية ثم ما لبث أن توترت علاقته برفاق السلاح فاعتقل في يونيو سنة 1968 فيما عرف بتصفية الساحة للرئيس بومدين وقضى في السجن ثماني سنوات إلى غاية سنة 1975 إثر عفو رئاسي للرئيس هواري بومدين. هذا طبعا وقد صدرت مذكراته مطلع التسعينات تحت عنوان شاهد على اغتيال الثورة يروي فيها أهم وأبرز محطات حياته ويتحصر فيها على ابعاد الثوار الحقيقيين عن الساحة واستبدالهم لعملاء للمستعمر و تصفية الحسابات بين الفرقاء في جزائر الاستقلال ويعتبر من أهم المراجع التاريخية وأكثرها جرأة وصراحة. ويعتبر من الداعين إلى وضع جبهة التحرير في المتحف ومن المعارضين لطريقة تسيير البلاد.هذا طبعا ويعتبر الرائد لخضر بورقعة واحد ممن صنعوا تاريخنا العظيم، مناضل سجن بسبب مواقفه الثابتة، وحرم من منحة المجاهدين، مجاهد دافع عن القضايا الوطنية والعربية والإنسانية العادلة، أعطى الكثير للجزائر، وللشعب الجزائري الذي عرفه عن قرب كما ساهم بقوة في بناء الدولة بعد الاستقلالهذا طبعا ويعتبر الرائر لخضر بورقعة مرجعا تاريخيا من مراجع الثورة، وأنه كان ولا يزال مثالا للأخلاق الرفيعة التي جعلته قدوة لكل من عرفه، وأنه عرف بتواضعه الكبير مما جعل البعض يلقبه بابن الشعبفهو إلى اليوم يرفض التخلي عن مبادئه، وعما كان يراه مناسبا وصحيحا، وكذا الثمن الباهظ الذي كان يدفعه كل مرة جراء مواقفه الثابتة، كما يعتبر لخضر بورقعة من الأوائل المدافعين عن العربية والقضايا العادلة، وتطرق المتدخلون أيضا إلى رفض الرمز بورقعة لأخذ الحكم عن طريق الانقلاب، ووصفه العديد بأنه يمثل الرجل الجزائري الحقيقي صاحب النيف، وأنه كان جريئا ومناضلا حقيقيا، وأكد الكثير منهم أنه كان يساعد جميع من يقصده، ولهذا كله دفع الثمن غاليا، آخرها مكافأة وزارة المجاهدين له بحرمانه وعائلته من المنحة عند دخوله السجن،0 هذا طبعا ويعتبر لخضر بورقعة جبل كبير جبل شامخ، جبل تصعب تسميته، هل نسميه جبل الونشريس أم جبل جرجرة أم جبل بابور أم جبل الأوراس، وأضاف أمام عظمة هذا الرجل نجد صعوبة في العثور على تسمية له،فهو أحد الذين صنعوا مجد الثورة الجزائرية، وتبثوا على مواقفهم دائما.وقد كان مسؤول في الولاية الرابعة، ويكفيه فخرا أنه ينحدر من بلدية العمارية الصغيرة التي قدمت 3200 شهيد في ثورة التحرير. هذا طبعا وقد كان له موقف من انقلاب 67 ومده يد العون للطاهر الزبيري الذي لجأ إليه 67، فالرجل كان قد آمن بقضيته رافضا الذل والعبودية والاستعمار،لذا أصبحت تعرفه جبال الجزائر من الونشريس إلى الزبربر إلى جرجرة.هذا طبعا وكان لخضر بورڤعة يعد بمثابة خطر متنقل ضد المدافعين عن الجزائر الفرنسية، مؤكدا بأنه بقي على عهده الذي قطعه لرفاقه الذين استشهدوا وثبت على مواقفه، ورفض الانقلاب على الشرعية غداة الاستقلال.فهو لايزال إلى اليوم يعتقد أن الجزائر لم تنل كامل استقلالها بعد، وبأن مهمة التحرير تستكمل بالقضاء على غيظ الفرنسيين الحاقدين على استقلال الجزائر. و في سنوات الأزمة الأمنية كلف هو بعض رفاقه بزيارة الموقوفين في المعتقلات، والتحقق من القضية،فرفع أيديه، داعيا الله أن يأتي برجل يقود الجزائر للخروج من أزمتها، وحتى لو كان على شاكلة بومدين، وحتى لو أعاده إلى السجن، المهم أن تخرج البلاد من الأزمة، هذا طبعا ويعتبر لخضر بورڤعة من الجيل الثاني من القيادات التاريخية للولاية الرابعة التي لم تعين عند انطلاق الثورة، ولكن الأحداث والتطورات الميدانية التي عرفتها الثورة هي التي أفرزتها، وقادت الولاية الرابعة التاريخية فيما بعد.هذا وقد عرف لخضر بورڤعة عرف عبر مراحل حياته بقوله كلمة الحق رغم أنه في الكثير من المرات يدفع ثمنها غاليا، وأدت في كل مرة بسجنه سنوات وسنوات،كما أنه عندما يتحدث عن التاريخ يعطي حيوية كبيرة للتاريخ،هذا طبعا ويعتبر لخضر بورڤعة من القلائل، الذين دافعوا عن اللغة العربية في نهاية الثمانينات، وممن ساند تأسيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، ودعمها، وأضاف أن دفاعه عن قضايا الأمة العربية، كان سمة بارزة في كفاح الرجل ونضاله، حيث كان من أكبر الداعمين للغة الجزائرية للدفاع عن العراق، أيام العدوان عليه، حيث ترأس الوفد الجزائر المساند للعراق، دفع من ماله الخاص ثمن تذاكر جميع أفراد الوفد والبالغ عددهم 12 فردا، فبورڤعة عرف بعقلانيته في تحليل الأوضاع وإسقاطها على مستجدات الوضع الدولي الراهن، فقد من بين الداعمين الأقوياء للتيار الذي تأسس ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ساند العراق في العدوان الأخير وقضية فلسطين.كما عرف بمواقف خالدة منذ طفولته ولغاية اليوم، و أن سيرة الرجل الضخمة بالإنجازات بدأت من صغره وحتى اليوم، ولم تتوقف بتوقف الكفاح المسلح أو النضال السياسي، بل تواصلت لمرحلة بناء الجزائر، والمساهمة في دعم القضايا العربية والإنسانية العادلة، هذاطبعا وقد تعطرت عائلة بورڤعة بالعديد من استشهاد أفراد عائلتها. كما أن ساعد لخضر على البروز بين أقرانه في مجال العمل العسكري، هو تأديته الخدمة العسكرية قبيل الثورة، حيث تكون في وحدة النخبة القناصة، كما كان له دور ضمن الرافضين للتفاوض مع فرنسا على انفراد،هذا طبعاو تعاطف بورڤعة مع حركة الطاهر الزبيري والتي سجن بعدها حتى سنة 1975 بسجن وهران، كما أنه يعد واحد من مؤسسي جبهة القوى الاشتراكية، ومن مؤيدي النضال العربي، فقد أطلق اسم قحطان على ابنه وجولان على ابنته.هذا طبعا وقد كان له دور سياسي وعسكري هام جدا، حيث كان في الكتيبة الزبيرية التي أقضّت مضاجع المستعمر بسبب العمليات الجبارة التي قامت بها، هذا طبعا و عرف لخضر بورقعة بين كل من تعامل معه عن قرب أو عن بعد بالاحترام، وتقدير كل من يتعامل معه، وهذا من بين أهم الأسباب وراء نجاح الكتيبة في عملياتها وكمائنها التي امتدت حتى الولاية الأولى والثالثة، لذا يعتبر لخضربورقعة جبل شامخ يشهد على عظمة الثورة هذا طبعا ويبقى بورڤعة كتابا مفتوحا، أمام الجميع، مضيفا لأنه ناضل في قسوة من اجل الجزائر، وشارك في جميع مجالات بناء الوطن بعد نجاح الثورة، والجميع يقدر نضاله، وأنه لا يمكن لأي شخص إلا أن يقدر هذا النضال.هذا طبعا ويبقى لخضر بورقعة معروف بمواقفه في الأحداث التي نشأت بعد الاستقلال وهو من الذين لم يقبلوا أن يكون أخذ الحكم عن طريق الانقلاب، ودفع الكثير نتيجة هذا الموقف، ونحن نعيش انعكاسات بداية الحكم في الاستقلال.فبورقعة قد دفع ثمن مواقفه الشجاعة،هذا طبعا والرائد لخضر بورڤعة واحد من قادة الولاية الرابعة التاريخية، الذين لا يزالون على قيد الحياة، بعدما سلم جميع قادة الولايات التاريخية الأخرى أرواحهم لربهم. وهو بذلك يعد رفقة العقيد يوسف الخطيب المدعو "سي حسان"، ذاكرة حية لهذه الولاية ذات الأهمية القصوى في ثورة التحرير.هذا وكان قد ولد الرائد لخضر بورڤعة، في مارس 1933 بمنطقة العمرية بالمدية، أحد قلاع الولاية الرابعة التاريخية.. هذه البلدية الصغيرة، المسماة العمرية، كانت سخية على الثورة والجزائر، ولم تبخل عليهما بخيرة أبنائها، فلا غرابة أن نجد القائد الفذ والشهيد الطيب الجغلالي هو أحد أبنائها، كما أن البحوث والشهادات التاريخية، تتحدث عن وصول عدد شهداء هذه المنطقة الصغيرة، إلى ألف شهيد0فالتحق بالثورة التحريرية في العام 1956، كان شابا يافعا، لكن حنكته أهلته لأن يكون واحدا من أبطال الولاية الرابعة.هذا ويعد واحدة من القضايا المؤلمة التي هزت عرش الولاية الرابعة التاريخية، ألا وهي قضية سي صالح زعموم قائد الولاية، الذي فاوض الجنرال ديغول، بعيدا عن قيادة الثورة، وهي الحادثة التي انتهت بمقتل سي صالح.هذا ويرى لخضر بورقعة القيادي في الولاية الرابعة، بأن قضية سي صالح زعموم، لها ارتباطات بالاجتماع الشهير الذي جمع عقداء الولايات التاريخية، والذي احتضنته الولاية الثانية في ديسمبر 1958، بهدف مواكبة التغيرات التي وقعت في فرنسا، إثر سقوط الجمهورية الرابعة، ومجيء الجنرال ديغول إلى سدة الحكم في باريس بصلاحيات واسعة، جسّدتها المادة 16 من الدستور الفرنسي..وأن اجتماع العقداء كان الهدف منه الخروج باقتراح يرفع للحكومة المؤقتة، بشأن التعاطي مع وصول ديغول إلى السلطة في فرنسا، يقوم على مراجعة السياسة التي أقرها مؤتمر الصومام، ومن بين ما طرح في هذا الإطار، إنشاء قيادة للتنسيق ما بين الولايات لمواجهة خطر مشروع شال، الذي أعده الجيش الفرنسي للقضاء على الثورة. ههذا طبعاوقدكانت زيارة سي صالح زعموم تهدف إلى الاستفادة من المستجدات التي طرأت على هرم السلطة في فرنسا، غير أن قيادة الثورة اعتبرت مفاوضات قائد الولاية الرابعة مع ديغول، خروجا عن الاجتماع الثوري، وتهور، فانتهى الأمر بمحاكمته وإعدامه، وكان لخضر بورڤعة من الرافضين لإعدام القائد زعموم، كما يقول المؤرخ الفرنسي، إيف كوريي.هذا طبعا ويتذكر الجميع موقف الرجل الصارم، غداة الاستقلال من جيش الحدود عندما زحف على العاصمة، وأزاح الحكومة المؤقتة من الحكم واستولى على السلطة بالقوة. حيث لم يهضم لخضر بورقعة ما حدث، وبسرعة انتقل إلى صف المعارضة. ويحسب للرجل أنه من مؤسسي أول حزب معارض في تاريخ الجزائر المستقلة، جبهة القوى الاشتراكية، الذي إستمر في قيادته الزعيم التاريخي، حسين آيت أحمد إلى توفي 0وعندما فشلت المحاولة الانقلابية التي قادها العقيد الطاهر الزبيري، في ديسمبر ضد الرئيس الراحل هواري بومدين، ووجد قادة الانقلاب أنفسهم أمام مصير مجهول، وجدوا في لخضر بورڤعة المنفذ الوحيد للنجاة من الموت المحقق، فبومدين معروف ببطشه بخصومهحيث قد كان لخضر بورقعةعلى دراية تامة بما ينتظره في حال اكتشف أمر تهريبه للزبيري ومن معه، ومع ذلك لم يتخلف عن نصرتهم ولو بإخفائهم.. ومن سوء حظه، انتهى أمره إلى السجن، بعد أن اتهم بالمشاركة في الانقلاب الفاشل، ولم يفرج عنه إلا في العام 1975 . هذا ولم يتوقف لخضر بورڤعة لم يتوقف بعد الاستقلال، بالرغم من صعوبة التحديات، فالرجل كان حاضرا دوما، حيث يجب أن يتكلم، وحيث تكون قضايا الأمة المصيرية.. كان من الناشطين في جبهة محاربة التطبيع مع الكيان الصهيوني، منذ نهاية الثمانينيات، كما لم يتخلف عن نصرة القضية الفلسطينية، وأصبح حضوره أكثر من لافت، خلال الهجمة الصهيونية على قطاع غزة، في العام 2007 .كما إنه من الرافضين لوصف ما عاشته بعض البلدان العربية مؤخرا "ربيعا عربيا"، ويصر على تسميته ب "الربيع الغربي الأمريكي"، كما لم يتورع في وصفه أيضا ب "الربيع الخليجي"، ويقول إن الهدف منه هو "منع التقارب والتعاون بين الدول العربية، وقد نجحوا في ذلك"، مؤكدا أن ما يحضر له هو تقسيم كافة الدول العربية ذات المساحة الكبيرة والكثافة السكانية العالية، حتى لا تبقى أية دولة عربية أكبر مساحة وسكانا من دولة الكيان الصهيوني.هذا طبعا وينتقد "الحراڤة"، الذين يهاجرون إلى أوروبا من أجل البحث عن لقمة العيش، بعد أن ضاقت بهم السبل في بلادهم، وبالمقابل يستغرب الترحيب بما وصفهم "حراڤة الحلف الأطلسي"، الذين يأتون على الدبابات والطائرات للدول العربية، ويتساءل، "أليس هؤلاء هم "الحراڤة" الحقيقيون".هذا وتأسف الرجل لوضع البلاد. لأن أهداف الثورة لم تتحقق وحلم الشهداء لم يتجسدولم يذهب بعيدا بعد الاستقلال0