الشَّمسُ ……. تهاتفُ أمِّي

الشَّمسُ صديقةٌ حميمةٌ لأُمِّي ، تنطلقانِ إلى الحقول سويةً ، و تعودانِ معاً ، وفي أيامِ العطلةِ تهاتفها دائماً عبرَ الأثيرِ ، وتأخذُ موعداً لها عِنْدَ التِّلالِ ليخرجا معاً في نزهةٍ جميلةٍ بين الخمائلِ وخضرةِ الصَّنوبرِ، تودعها أسرارَ الكائناتِ والشُّروقِ . كم أحبُّها لأنها تطردُ وحوشَ الظلامِ و تزرعُ أقمارَ الفرحِ في صدري ! أقبلتْ إليها الْيَوْمَ قَبَلَ أن تستيقظَ العصافيرُ و يغادرَ الفلاحُ إلى حقلهِ ، ترتبُ سلالَ الثِّمارِ وتتفقَّدُ عرائشَ العنبِ وأشجارَ الرُّمانِ .
حين تسللتُ من نافذةِ المنزلِ إليكَ كانتْ ترفو معَ أمِّي قميصَ المساءِ الفيروزيَّ الذي مزَّقتهُ رياحُ الصَّقيعِ وقصَّتْ أزرارَهُ البهيَّةَ مقصَّاتُ قهرٍ مسننةٍ كالرمحُ حين يخترقُ جسدَ العدوِّ . ما أروعها ! كم تساعدُ أمِّي ، وتخَفِّفُ عنها مشقاتِ الحياةِ ! !
لاتخبرِ الصَّباحَ أنِّي رأيتكَ الآنَ قبل أن أقبِّلَ جبينَ نحلةِ الدارِ ؛ أخشى أنْ تخاصمني عينا أُمَّي .
—–
مرام عطية – سوريا