{ الحاج أحمد ضيف الله حسن على } عندما تراه تشعر بأنك أمام شخص قريب من قلبك , وعندما تنظر اليه يغمرك إحساس بالهدوء والسكينة.. وعندما تقترب منه تشتم رائحة الأرض تفوح من بين ثنايا ملابسه , ترى على وجهه أخاديد حفرتها السنون بمعولها لتحكى قصة . كفاح وعمل .. شقاء وتعب.. انه الحاج أحمد ضيف الله الثرى الفقير . الغنى المتواضع مؤسس مجموعة ضيف الله التعليمية … قد يظن البعض ان الحاج احمد ضيف الله ولد وبفمه ملعقة ذهبية .. ونام على فرش وثيرة من حرير ولكن الحقيقة ان رحلة هذا الرجل طويلة وشاقة , رحلة رجل عصامي أمسك بمعوله منذ نعومة أظفاره ليصنع قصة كفاح تحكى ماكان لكل من هو آت . … ترجع اصوله الى قبائل الهوارة النازحة من المغرب العربي والذين ذكرهم القلقشندى في مؤلفه ( نهاية الأرب ) بانهم أربعة وثلاثين بطنا انتشروا فى ربوع مصر من شمالها لجنوبها ما بين القاهرة و البحيرة والصعيد , وتعتبر قبيلة الهوارة من أكبر وأعرق القبائل المنتشرة في محافظة قنا من " دشنا " جنوبا حتى أبوتشت " شمالا ومن أصلاب هوارة قنا خرج جده الأكبر العمدة حسن , الحسن الخلق الواسع الثراء والذى قضى حياته متنقلا بين ربوع مصر المحروسة باحثا عن السكينة والهدوء حتى طاب له المقام فى منطقة العمرة المحببة إلى نفسه …….. وأنجب العمده حسن الكثير من الأبناء وتحقيقا لمبدأ العدالة فقد قام بتوزيع ما يمتلكه من ممتلكات وأطيان على أولاده بالتساوي . فكان من نصيب ضيف الله والد الحاج احمد قطعة ارض زراعيه صغيرة . ……. رزق الوالد ضيف الله بتسعه أبناء سبعة ذكور وبنتان ومنهم الحاج احمد ضيف الله الذى ولد فى ليلة من ليالي عيد الأضحى فاستبشر به والده خيرا فأطلق عليه لقب الضاحى , فكان قريبا من قلبه لدماثة خلقه وطيب معشره . … شب احمد عن الطوق فى بيت انصهر فيه الكل فى واحد تقترب منهم الحياة مرة لتبتعد عنهم مرات ومرات إلى ان أصبح شابا يافعا دائم التطلع لحياة أفضل ليعبر هو وأخواته لبر الأمان متخذا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يديه ) ، شعارا له, محتضنا قطعة الأرض التي ورثها عن ابيه و جده يرويها بكفاحه وعرقه شاكرا الله على نعمته مسبحا بحمده طالبا رضاه . …. بمرور الأيام وتدافع السنين فتح الله عليه لتتدفق ينابيع الخيرفى ارضه فتتحول الى جنة سندسية خضراء . .. فكر الحاج احمد فى ان يكمل نصف دينه ليستند فى رحلة الحياة على ساعد زوجه تكون له سكنا وتملأ بيته مودة ورحمه فوقع اختياره على ابنة خاله لتكون نعم الزوجة الصالحة التى وقفت بجوار زوجها الحاج احمد تسانده وتشاركه الحياة بحلوها ومرها, بأفراحها وأتراحها , لتمسك يدها بقوة بيد زوجها المثابر الصبور ضاربين الارض بمعوليهما لتخرج لهما خيراتها من بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ليحصل الحاج احمد الجائزة الاولى فى مهرجان ابطال الزراعة لعام 1998 / 1999 . … وكلما فاضت الارض بخيراتها واتسع زمامها وزاد محصولها ازداد حرص الحاج احمد على على رضاء ربه مؤديا فرائضه فكان يخرج زكاة العشر على محصوله فور حصاده مباشرة منتظرا الأجر والثواب من الله . ………. أمسك الحاج احمد وزوجه بناصية الحياة يدا بيد ليرزقهما الله بكوكبه من بالذرية الصالحة لتزرع الأم فى فلذات أكبادها بساطة الحياة و حب العمل و الكفاح فخرجوا يحملون فئوسهم لتضرب سواعدهم الأرض وتستنير عقولهم بنور العلم ليصبح لكل منهم مكانته في مجتمع عامل لا يعرف الكسل مشجعا على العمل.. …. أقبلت الدنيا على الحاج احمد فكلما ادخر مبلغا من المال اشترى به قطعة ارض جديدة الى ان امتلك مساحات شاسعة واسعة من الاراضى ولكنه لم ينس ولو للحظة واحدة فضل الله عليه فوهب بعضها لذوى الحاجة , وترك بعضها ليأكل من ثمارها افواه محتاجة . وباع بعضها بمبالغ زهيدة عاملا بقوله تعالى ( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون ) . …… وبمرور الوقت امتدت يد العمران لتلك البقعة النائية فباع الحاج قطعا من أرضه بما تستحقه من قيمه وكلما باع قطعة أقام ليلة لتلاوة القران وذكر الله مسبحا بحمده شاكرا نعمه مرددا قوله تعالى { ولئن شكرتم لأزيدنكم } . ….. وعلى الرغم من كل هذا الثراء لم يتغير الحاج احمد فظل هذا الرجل البسيط المتواضع القانع بأقل القليل حتى ولو كان قطعة خبز مغموسة في حفنة ملح . …. كان الحاج احمد عاشقا لارضه يقف بين عماله ومعاونيه لتمتد يده بالعمل قبل ايديهم متابعا لأخبارهم مباشرا لأعمالهم مشاركا لهم أفراحهم وأتراحهم .. ليشعر كل منهم بأنه صاحب ارض لا اجيرا عليها . … انصهر قلب الحاج احمد فى قلوب الآخرين من أبناء منطقته فشعر بمعاناة من قست عليه الحياة منهم فخصص لهم رواتب شهرية تعينهم على قسوة الحياة وضيق الحال فى سرية تامة عملا بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) وانكشف ما حرص الحاج احمد على إخفائه عندما سافر لأمريكا للعلاج فعرف الأبناء بتلك المساعدات فقرر الحاج أن ينشىء مكتب بريد ليصرف منه أصحاب الحاجة رواتبهم الشهرية المخصصة لهم . ……. فكر الحاج احمد ضيف الله فى الحاضر وفى كيفية إعمار تلك البقعة التي تحمل تاريخ أبائه وأجداده والتى رواها بالعمل والعرق والتي لم ولن تصلها يد الإصلاح الحكومي وغير الحكومي كي تكون منطقة جاذبة للسكان فاتحة ذراعيها للمدنية من عماره وعمران لترتفع في السماء بنيانها وبنبض فى المكان قلبها ؟؟ ……… اتخذ الحاج قراره وصمم على تعميرها بسواعد أبنائه تلكم النبتة الطيبة التي أنبتها الحاج بفضل من الله نبتانا صالحا فقد أن الأوان ليقوموا بدورهم فوزع عليهم المسئولية فهذا متابع وذاك مراقب وآخر يدقق ويلاحظ محددا نقطة البداية بأساسيات ثلاث : الدين .. التعليم .. الترفيه .. شرايين ثلاثة تتدفق بنبض الحياة لتلك المنطقة النائية ففى المجال الدينى قدم الحاج احمد العديد من الخدمات منها على سبيل المثال لا الحصر : – هدم مسجد الشيخ مزيد فى قلقاو واعاد بنائه للترتفع فيه الحناجر بالدعاء . – بنى مسجد الزهراء ليكون مقصدا للمصلين من كل صوب ومكان . – اسس مسجد عائلة بيت حسن لينطق بذكر الله . – اعاد بناء الجامع العمومى للمنطقة والحق به حضانة ومكانا لتحفيظ القران كما الحق به مكتبه للاستاذ محمد خلف الله عضو المجمع اللغوى . – انشأ مسجد الموحدين ليحتضن كل من يرغب فى حفظ القران – انشأ الحاج احمد مسجد التوحيد فى القاهرة ومسجد الحاج احمد ضيف الله فى المريوطية ليعلو الاذان مباركا مزرارعه التى يمتلكها هناك . فى مجال الخدمات التعليمية : – انجذب قلب الحاج ضيف الله لكل فى راغب فى العلم فيتبرع بدفع المصروفات المدرسية لكل من لايستطيع حبا وكرامة . — تبرع بقطعة ارض لبناء المدرسة الاعدادية بنات بقلفاو حتى تكون منارة لنشر العلم بين ابناء قريته رافضا ان يطلق اسمه عليها ابتغاء مرضاة الله . – وعندما انشىء معهد قلفاو الأزهري تكفل الحاج أحمد بإمداده بكل احتياجاته ماقل منها وما كثر – تبرع بقطعة ارض لبناء مجمع مدارس الحاج ضيف الله للتعليم الاساسى . ….. اما لخطوة الاولى الحقيقية فى رحلة الالف ميل والتى غيرت وجه الحياة : فقد تمثلت في مدارس سبتي الخاصة هذا الصرح التعليمي الضخم الذى ضم بين جناحيه مرحلة رياض الأطفال و مرحلتي التعليم الأساسي (الابتدائي والاعدادى ) ومرحلة التعليم الثانوي مبنية على أسس تربوية حديثة مزجت بين التعليم العربي والامريكى والاوروبى من ناحية وبين الواقع المصري بعاداته وتقاليده من ناحية أخرى … … … لقد كانت المدرسة بمثابة قبلة الحياة لتلك المنطقة .. حيث أخذت يد العمران تمتد إليها فهنا عمائر وأبراج وهناك حدائق ومنتزهات و متاجر واسواق .. وهنالك شوارع متسعة وطرقات ممتدة مكتظة بالبشر ما بين قاص ودان .. مقيم ومتجول .. صاحب مكان وضيف .. ويحتضن كل هذا سبعة مساجد ضخمة تكبر فى كل وقت رافعة الآذان منادية للصلاة منوهة للتمسك بمكارم الأخلاق . وفى المجال الاجتماعى: -وعملا بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم»، ويقوله أيضا: «روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أُكره عمي». فقد انشأ الحاج احمد نادى سيتي الاجتماعي لتعلو فيه ضحكات الأطفال ولترتسم السعادة على وجوه الأمهات . – وعملا بمقولة العقل السليم فى الجسم السليم فقد ا نشأ فى المنطقة ملعب مفتوح يتردد عليه الشباب لقضاء وقت مثمر فى بناء أجسامهم وتنشيط عقولهم …. تغير المستوى الاقتصادي للمنطقة بعد ان جذبت كبار المستثمرين في كافة مجالات الاستثمار فتغير ت الأوضاع الاجتماعية والتركيب الطبقي لقاطني تلك المنطقة, اصبح المكان عامرا بوسائل المواصلات لتنقل راكبيها من مكان لآخر بسهولة ويسر . فتدفقت الحياة فى شرايين تلك المنطقة بفضل من الله ورحلة كفاح طويلة وشقاء ممتد. ………. رحمك الله رحمه واسعه وتغمدك فسيح جناته ايها الحاج الثرى الفقير المكافح الصبور, البسيط القنوع اميمه حسين