عاشقان من زمن قديم

كيف أستطيع أن أمحي من خارطتي المسافات المعتقة بكثير من مدن لأصل لهواء يرسم الكون نشيدة شغب في عينيك
كيف ألغي من نهاري الازدحام و أشكل الوقت معتقا برحيق كلماتك خيال الظل
؟؟!!
ذاك الهذي الذي يزنره وجع خفي في العامرات من روحك وحدك من يحيله تأمل يسجد لرب الوجود
و تلك الصوفية المغرقة في داخلك أبصرها تقرأ الوجود بعين العارفين القدامي بينما تحفظ حضارة المدن الحديثة بعين خبير ..
الوطن يرسم كل الخارطة داخلنا بينما نتحرك على خارطة العالم كفرسان من عصور الأنبياء
شوارع درزدن وبرلين في العيد كانت تحمل في ناظري صورك ولا غير
يا لك !
تتمدد داخلي كمحيط يموج بزرقته
بينما رنين حبات المطر الكثيف يتصاعد في الشوارع وأنا أسير بقصص شغبك في قلبي ورائحة خبز أمي وبخورها ورائحة قهوة ابي العربية و الياسمين
كيف حملك المساء حلما نديا يتحدث كما الأساطير القديمة التي ترتل في المعبد داخلها روايات من عهد كلكامش تتحدث بصلابة الحديد تارة عن الأوطان والجنود والحروب والأعياد وعن ايام الوجع وتارة بمنطق الكروان تطير بي مرة قرب الراين وأخرى قرب الألبا وأخرى عند شوارع الحب والشفق
هل غدونا أخيلة تسبح في الوجود
تقطع نهارها بين وجوه المدن تتحد ولا تلتقي بينما في الوتين ألف شوق وألف سؤال و حريق
؟! .