: – على الحاج أن يتوب إلى الله ويؤدي حقوق العباد قبل سفره للحج – كل أنواع الإحرام أذن فيها النبي والمقصود بها الأخذ بما يتيسر للإنسان بحسب حاله – على الحاج أن يلتزم بالإرشادات والتعليمات الخاصة بالحج التي تضعها السلطات السعودية حتى يتموا مناسكهم بسهولة ودون مشكلات – يجوز للحاج أن يجمع رمي الجمرات الثلاث بعد منتصف الليل يوم النحر منعًا للتزاحم – فقهاء المذاهب الأربعة وما نفتي به في دار الإفتاء على أن المعاونة وسد حاجات الناس أولى من الحج للمرة الثانية نفلًا وتطوعًا – على الحاج أن يعود من هذه الرحلة المباركة وقد بدأ صفحة بيضاء مع الله وعليه ألا يلوثها بعد عودته أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- أنه ينبغي على الحاج قبل أن يخرج إلى رحلة الحج أن يتطهر ويتأهب ويستعد لهذه الفريضة، وذلك بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالىتوبة نصوحًا، وأن يندم على ما ارتكبه من ذنوب وآثام، وكذلك يؤدي حقوق العباد التي هي عليه من رد المظالم أو أداء الديون أو صلة الأرحام وغيرها. وأضاف فضيلته في حلقة برنامج "حوار المفتي" الذي يذاع على قناة "أون لايف" أن الحج فيه جميع معاني العبادة من صلاة وزكاة وصبر ونفع للناس، مما يجعل الحاج يشعر أنه في معية اللهومُسلِّمًا أمره له سبحانه. وأوضح فضيلة المفتي أن ملابس الإحرام بالنسبة للرجال تتكون من إزار: وهو ثوب من قماش يلفه على وسطه، يستر به جسده ما بين سرته إلى ما دون ركبته، ورداء: وهو ثوب يستر به مافوق سرته إلى كتفيه فيما عدا رأسه ووجهه، ونعل يلبسه في رجليه يظهر منه الكعب من كل رِجْلٍ، والمراد بالكعب هنا: العظم المرتفع بظاهر القدم. أما المرأة فهي تلبس ملابسها كلها العادية، ولا تغطي وجهها ولا تلبس القفازين مثلما أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين»، مشددًا علىأنه لا يجوز للرجل ولا المرأة بعد الإحرام قص شيء من الشعر أو الأظفار أو وضع العطور أو غيرها من محظورات الإحرام. وأشار فضيلة المفتي إلى أن هناك ثلاثةَ أنواع للحج، وهي: حج القران، وفيه ينوي الحاج فيقول: "لبيك اللهم حجًّا وعمرة"، والنوع الثاني هو حج الإفراد، وفيه ينوى الحج فيقول: "لبيك اللهمحجة"، أمَّا النوع الثالث فهو حج التمتع، وفيه يحرم الحاج بقوله: "لبيك اللهم عمرةً متمتعًا بها إلى الحج". وأضاف فضيلته أن العلماء اختلفوا في أفضلية أنواع الحج، إلا أن الإمام النووي رحمه الله قد انتهى إلى أن كل هذه الأنواع أذن فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم للصحابة الكرام، والمقصودبها هنا هو الأخذ بما يتيسر للإنسان بحسب حاله؛ لأنها رحلها فيها مشقة، فما يناسب شخصًا قد لا يناسب آخر، وفي الغالب الكثير من الناس ينوون حج التمتع. وأوضح أن الحاج متمتعًا كان أو مقرنًا يجب عليه أن يذبح هديًا، ويمكن للحاج شراء صكوك للأضحية هذه من الأماكن المخصصة في الحرم هناك، وهم ينوبون عنه في الذبح والتوزيعوبالشروط الشرعية التي ينبغي أن تراعى في ذبح الهدي. وأضاف أن حج القران معناه أن يظل الحاج مُحْرِمًا حتى الانتهاء من مناسك الحج، وهي فترة طويلة، وكذلك المفرد، ولكن التمتع فيه فسحة؛ فيقوم الحاج بالعمرة ثم يتحلل من الإحرام ويمارسحياته الطبيعية المعتادة حتى يأتي يوم التروية فينوي الحج ويُحرم مرة أخرى من جديد حتى ينتهي من مناسك الحج. ولفت مفتي الجمهورية إلى أن الحاج بعد أن يحرم عليه أن يلبي ويبتهل مرات ومرات حتى يصل إلى بيت الله الحرام، فإذا ما وصل إلى هناك يطوف بالبيت طواف القدوم ثم بعد ذلك يصليركعتي الطواف، ثم يذهب إلى ماء زمزم ليشرب منه بنية اتباع سنَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يذهب للصفا والمروة للسعي. وأكد مفتي الجمهورية على ضرورة أن يلتزم الحاج بالإرشادات والتعليمات الخاصة بالحج التي تضعها السلطات السعودية هناك حتى يتموا مناسكهم بسهولة ويسر ودون مشكلات. وأوضح فضيلة المفتي أنه يجوز للحاج أن يرمي الجمرات الثلاث بعد منتصف الليل يوم النحر منعًا للتزاحم، وهو ما عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية، فيسمي ويكبِّر ويرمي كما رمى النبيبحصاة مثل حبة الحمص بنية التعبد لله عز وجل، وبعدها يكون قد تحلل التحلل الأكبر. وحول أولية الحج مرة أخرى نفلًا أم مساعدة للمحتاجين، قال فضيلة المفتي: "إن الفقهاء في المذاهب الأربعة وما نفتي به في دار الإفتاء المصرية على أن المعاونة وسد حاجات الناس أولى منالحج للمرة الثانية نفلًا وتطوعًا؛ لأن المنفعة المتعدية أَولى من المنفعة القاصرة، فعندما نسدُّ حاجةَ إنسان تتعدَّى هذه المنفعة حيَّزَ النفع الشخصي إلى نفع الغير، وهو أولى خاصة في هذاالزمان". وأضاف فضيلته أن الحج فرصة كبيرة لمن كتبه الله له، فعليه أن يغتنمها ولا يضيعها بحال من الأحوال؛ لأنه قد لا يعود مرة أخرى، فعلى من يذهب إلى الحج أن يوطن نفسه أنه يولد من جديدويعود كما ولدته أمه، كما قال النبي: «من حج فلم يرفث أو يفسق عاد كيوم ولدته أمه». وقال: "على الحاج أن يعود من هذه الرحلة المباركة وقد بدأ صفحة بيضاء، فعليه ألا يلوثها بعد عودته، أما التسويف والقول بأنه سيطهرها مرة أخرى بحجة ثانية فهو أمر غير مقبول لأن العمرقد ينتهي ولا يستطيع أن يؤدي ذلك.