طالعتنا هذا العام الفنانة نيللي كريم في لأعلى سعر الذي أحدث تساؤلات كثيرة وردود فعل واسعة بداية من تتر المسلسل الناس العزاز الذي مس فعلا شغاف قلوب المتابعين اختيرت الكلمات للدكتور مدحت العدل باحساس عال فمست القلب قبل الأذن ولا تمل الأذن من تكرارها، علاوة على اللحن المميز والمؤثر لعمرو مصطفى ورغم أن الحدوتة كانت تتناول حكاية الزوج الذي خان زوجته بعد تفانيها معه في بدايات الطريق وتحملها الصعاب من أجله إلا أننا نفاجيء به يخونها بسهولة فلم تبذل زينة أو ليلى صديقتها جهدا كبيرا للإيقاع به. وتستحوذ على زوجها ومنزلها وابنتها ورغم أننا استمتعنا بالحلقات وعدم التكرار وعدم المط في الأحداث إلا أنه كانت هناك بعض السقطات التي لا تخفى على أحد والتي كنا نتمنى كمشاهدين ألا تغيب عن كاتب بحجم د مدحت العدل. اندهشت كثيرا عندما كان يناقش د هشام رسالة الدكتوراه والتي كان يقوم ببطولته الفنان أحمد فهمي وقد اختار عنوانا لرسالته عاما جدا علم التجميل وجسم الإنسان وكشيء بديهي لا يمكن أن تحمل رسالة هذا العنوان الذي يمثل العلم بأكمله وأعتقد أنه لا يغيب على د العدل في الواقع فكيف غابت عنه تلك التفصيلة في الكتابة. كذلك مسألة النقاب برغم المبررات التي أجاب بها المؤلف والفنانة نيللي في المقابلات التليفزيونية إلا أنها قالت على لسان شخصية جميلة " أنا كنت عاوزة أداري نفسي أو أخفي نفسي في أي شيء والمفارقة بعدها أنها تعود لنجاحها بعد التخلص من النقاب ونجد أمثلة كثيرة من المحجبات والمنقبات ناجحات في مجال الحياة فالعيب ليس في الزي ولكن في الشخص نفسه لأنها لم تناقش مشكلاتها بشكل من الوعي، وبرغم ذلك لا بد أن أشيد بمشهد خلعها للنقاب الذي تم تقديمه بشكل رائع مستغلا فن الباليه والحالة النفسية التي كانت تسيطر على البطلة فنثني على المخرج ماندو العدل الذي قدم لنا مشهدا عالميا من حيث التصوير والإخراج بلا كلمة واحدة معبرا عن حالة البطلة وهي تمسح دموعها وتخرج منه بشقها له وكأنه شرنقة تحبسها وتخنقها مع تحفظي كما قلت من قبل أن المشكلة ليست في الزي ولكم فيمن يرتديه. أيضا لا يمكن أن ننكر على نيللي كريم بساطة الآداء وصدقه وخلوه من استخدامها للماكياج إلا في الأماكن التي تستحق كسهرة مثلا أو بعد عودتها لنفسها ولكنها أخذت وقتا طويلا حتى تسترد أنفاسها وترد على الزوج الخائن وهنا لا بد أن نتوقف.. أين الحوار الداخلي مع كل شخصية؟ هل يعقل أن دكتور بحجم زوجها هشام وحبه لها الذي ادعى ذلك ألا يحدث نفسه خلسة ولو مرة واحدة ويشعر بصراعات داخلية لما سببه لتلك الزوجة؟ نفس السؤال ينطبق على شخصية جميلة التي تركت الباليه وهي في قمة مجدها ولم يداعبها الحنين ولو مرة واحدة حتى من خلال حديثها مع ابنتها فماكان منها إلا أن قالت لها كان زماااااان وينطبق هذا الكلام على الأم وجميع الشخصيات أي إنسان عاقل بالغ طبيعي لا بد وأد يكون هناك مونولوج داخلي لأمر يؤرقه أو قضية حياتية تدور برأسه عندما نتحدث عن كم الخيانة في المسلسل وخيانة الأخ لأخيه مع زوجته كما حدث من كريم مع أخيه الطبيب رامي ولم تكتف هي بخيانتها لزوجها مع كريم وخانته أيضا مع الدكتور عبد الله الذي حملت منه ولم نر انتقاما حقيقيا أو نهاية تتناسب مع خيانتها وليس أيضا من المعقول أن تتستر الأم على خيانة زوجة الإبن حتى ولو خائفة على ابنها والخوف من رد فعله هل ترضى أن تدوس زوجة الإبن على شرف ابنها في الوحل وتتحدث وتعيش بكل هذه البساطة! الفنانة زينة نجحت كشريرة منقطعة النظير لدرجة أننا بالفعل كرهنا الشخصية وبرغم أن كل المشاهدين تمنوا للشخصية نهاية موجعة إلا أن مشهد الذبح كان صادما للغاية فلم أتحمله كمشاهدة ولا أحب أن يراه الطفل أتمنى أن تعالج مثل هذه المشاهد بشكل غير صادم ومؤذ للصغار والكبار. اما الفنان القدير نبيل الحلفاوي عرفناه فنانا قديرا ولكنه في هذا الدور تحديدا يضع نفسه في دور الأب والجراند باقتدار ويجعلنا نكتشفه من جديد وهو يؤدي دورا بحرفية لدرجة أنه يظهر لنا بطبيعية منقطعة النظير ولكن الأب الذي يرشد حتى يكون مقنعا لا يمكن أن يشرب المخدرات ويكون صاحب مزاج فكيف سيقتنع الأبناء بما سيقوله لهم هي توليفة استحقت منا المشاهدة وحقيقي شابوه لكل من مثل في لأعلى سعر فريق العمل بالكامل يستحق التحية وأن نرفع له القبعة ونرجو ألا يكون كلاكيت آخر مرة للأعمال المتميزة ونتظر المزيد من فريق العمل والكثير من النجاحات.