عضو اتحاد الكتاب و المثقفين العرب .. و عضو اتحاد كتاب مصر. الكتاب لمجموعة من الكتاب و الأدباء المصريين و بالتحديد (سكندري).. تحت إشراف الأديب العراقي د/علاء الجابر . الكتاب عبارة عن نصوص مونودراما قصيرة .. نتاج ورشة الإبداع بالإسكندرية. به (22) اثنتا و عشرون نصا دراميا مسرحيا لفئات عمرية مختلفة من الجنسين الذكر و الأنثى، و به قصة خاصة للمؤلف ليست من أصل الكتاب و لا تنتمي للمونودراما ، بل كانت تخص المشرف على المجموعة و راعي الورشة الأدبية د/علاء الجابر.. و هي تحكي عن ظرف طارئ كاد يضيع بسببه مجهوده في حضوره الورشة في موعدها المحدد.. فأصر على كتابة الموقف، بطريقته الأدبية الشيقة . الكتاب خاص بنصوص مونودراما و لهذا وجب علينا توضيح معنى المونودراما و كيف نشأت و بعض أشهر كتابها منذ نشأتها إلى يومنا هذا. المونودراما هي فن من الفنون الدرامية التي تعتمد على ممثل واحد يحكي و يسرد الحدث أو الموضوع بالحوار أو بالخطبة أو بمشهد تمثيلي مطول سواء مسرحيا أو سينمائيا. فكلمة مونودراما أصلها يوناني بمعنى الواحد (Mono). يوجد فن آخر يشبه المونودراما كثيرا و يختلف قليلا يدعى المونولوج .. و لهذا التقارب الوظيفي بينهما فقد يخلط البعض بينهما و ينزلق في أحدهما ظنا منه أنه على صواب. ينسب بعض المختصين بالمونودراما و أعمال المسرح عامة الأصل فيها للممثل و الكاتب المسرحي الألماني (جوهان كريستيانا براندز) و لأن هذا النوع من الفنون لا يعد حوارا ثنائيا كما تعود المشاهد عام 1775 إلى 1980 م ؛ لم يلق رواجا كثيرا. المسرح العربي أيضا خاض هذا الفن مبكرا ، ففي عام 1944 قدم محمد إدريس مسرحية (المعلم) و أيضا الفنان العراقي يوسف العناني تجربته الأولى عام 1949 م مسرحية( مجنون يتحدى القدر). و لا يخفى عن الجميع المسرح المصري و عمالقته .. و ما زال النجاح مستمرا. إن نصوص الكتاب تعد جيدة حيث أن كتابها مبتدئين في كتابة هذا النوع الراقي الصعب، و رغم اقتناعي بذلك فلا مانع من كتابة تحليل بسيط و موجز للنصوص به. أولا نشيد بغلاف الكتاب الذي قامت بتصميمه الفنانة التشكيلية /منتهى هادي عيسى .. الغلاف به رجل يضع كتابه فوق رأسه .. و كأنه يقول .. المونودراما لشخص واحد بفكره هو وحده. النصوص. */ مصيدة الشيطان .. نص للكاتب أحمد مصطفى ذكر المكان ( خشبة خالية بإضاءة حمراء). ثم ذكر الشيطان يقف امام مرآة يتحسس وجهه و يتحدث عن أن أسلحته الناجحة التي يستخدمها ليوقع بالبشر هي(الملذات.. الشهوات.. المتع). الثلاث كلمات متشابهة في التعريف فكان عليه أن يكتفي بواحدة ثم يبدل الأخريتين بالكره و الغيرة او السلطة.. و غيره. لكنه أتي بجملة تنبىء بكونه يريد التغيير و لو قليلا حيث أنه كتب عبارة مطولة (لم أرخ الرأس في اليوم المعلوم لأرى من لن يسجد.. فكنت أنا و ليس سواي). _ينقص هذا العمل ذكر أدوات المسرح كاملة منها المرآة في وصف المكان. 2/ ميت جواه حياة للكاتب إسلام محمد العنوان نفسه بإضافة علامتي الاستفهام و التعجب لا يتماشى مع النهاية فكانت النهاية تقريرية . ذكر المكان أنه (مركب). موضوع يتكلم عن فشل في علاقة حب و أيضا في جني المال الذي سيؤهله للزواج بمن يحب و رحلة سفر بلا جني أي فائدة.. رغم أنها متمسكة به ؛ يبعدها عنه بقوله أنا ميت جواه حياة. لم يضف جديدا . 3/ الملكة للكاتبة أسماء جاد. ذكرت المكان (غرفة عزل بمستشفى). وصفت البداية بسيدة متهالكة تجلس على السرير، تتحدث إلى جسدها وهما في حالة احتضار فكانت تتهمه بأنه شريكها في أعمالها الماجنة و في النهاية تحرقه بنفسها كنوع من الانتقام. النص كان جيدا و فيه مجهود كبير و لكن… أي نص سواء سينمائي أو مسرحي ما عدا الخيال العلمي و اللامحدود .. يلزمه المصداقية في الحوار ليقنع المشاهد. في النص هنا تتهم السيدة الجسد بمشاركتها و هو في الأصل آلة بيدها.، و أيضا جملة توجهها للجسد (صرت تضحك كالمنتصر المجنون). أخيرا تحرقه.. و هنا صعوبة إمكانية الحرق على المسرح لأمرين: _ الترهيب و قذاذة المنظر _ ضعف الإمكانيات و التسبب في الضرر عليه. 4/ حوار مع نفسي للكاتب اسماعيل عبدالقادر. المكان هو خشبة المسرح. يتكلم النص عن الطيبة و الشر و ما يترتب عليه من معاملة الناس بعضها لبعض، ختم النص بأنه وجد الحل و المعاملة بالمثل و يكأنه وجده من العدم أو اختراعا منه.. فما الجديد في ذلك؟!. 5/ العار للكاتبة إلهام رفعت. بدأته بسيدة تجلس على أريكة بحجرتها النص به مجهود ملحوظ و لكنه به عيوب فنية سببها بعض العبارات مثل: _أخيرا جاء الأخ الذي تمنيته، جاء السند و الظهر. الذي اتخذته ابنا رغم عمرها 12 عاما و ذكرت بعد ذلك في أخر القصة أنها لم تعد تشعر بما حولها (ابي، اخي، أمي)..بهذا يكون والدها على قيد الحياة فلم فرحت بأخيها سندا لها؟! أيضا في النص لم تهتم البطلة بأبنتها و لا شعورها بعد اكتشاف الأفلام الإباحية في تليفونها و لا في وقت الانفصال ، و سرعان ما ارتبطت برجل أخر و هذا يعد تسرعا. في النص استخدمت المرآة و لم تذكرها في المقدمة (المكان). _ العنوان ملائم للنص. 6/ سيول للكاتبة أميرة محمود. المكان : بيت في رأس غارب. حكت النص عن السيول و ضررها ، لكنها بدأت النص بخطأ فادح (سيول تجتاح المكان) .. كيف للمخرج تنفيذها؟! و جملة أخرى بها خطأ إملائي فادح.. يجعل القارئ يتصور المشهد بطريقة عكسية .. حيث كتبت: تظهر من شباك غرفة فتاة شابة في السابعة عشر من عمرها. كيف تنظر إلي الجمهور من شباكها فكيف لهم رؤية حركاتها؟! تنظر إلى الطريق.. أين هو الطريق؟! _أخيرا تغمر السيول المكان.. كيف يتم إخراجها ؟! 7/ الكابوس للكاتبة حنان حسن. الوقت : قبل بزوغ الفجر . المكان: غرفة صغيرة بها سرير معدني و فراش أبيض و شخص نائم .. برواز فيه صورة لمجموعة من الجنود .. صورة لشاب جندي عليها شريط أسود .. صورة لسيدة مسنة … كرسي من الخوص.. مذياع و تلفاز و أثاث قديم. قصة جميلة و بها مجهود جميل . عيبها كثرة الأقواس بها .. كنت أود أن يكون العنوان غير ذلك ليتلاءم مع الأحداث. من أجمل القصص في المجموعة. 8/ بائعة السعادة للكاتبة سارة بدران المكان: أتيليه تحكي قصة فتاة تعد عانسا رغم أنها حاصلة على مؤهل عال و تعمل أيضا و يرجع ذلك لإصابتها بمرضي(الربو و داء السكري). تسعد الآخرين و لا تجد من يسعدها . العنوان ادى الغرض منه . _لم تذكر في عرض المكان (الكرسي الهزاز و لا الدمية البلاستيكية). القصة تعد هي الأجمل بجدارة .. تحية للكاتبة. 9/ السيد سيد للكاتبة سحر النحاس. المكان : حجرة الخادم بالمزرعة. النص يحكي مأساة عبد ابن عبد في مزرعة سيده. القصة جيدة و لكن بها بعض الأخطاء الإملائية. و أيضا بعض المقاطع التي أخلت بالنص مثل: _ جمل مترتبة فيها تصاعد جيد و فجأة تذكر الكاتبة (جيب طلبات ستك الكبيرة.. حاضر، اتجوز .. حاضر. خلف. حاضر) رغم أنه اعزب و لم يجبره سيده على الزواج. الجميل فيها نجاح الكاتبة في وصف الانكسار. و يعد نصا جميلا أيضا. 10/ أحمر ناري للكاتبة سعاد محمد. المكان: غرفة نوم كاملة قصة من مشهدين .. قصة بها مجهود يحسب لصالح المؤلفة تحكي عن مأساة سيدة شغل عنها زوجها العاطل و تعمد قتل انوثتها حتى اضطرت لخنقه في النهاية . _ في بعض الجمل تدمج حديث البطلة لزوجها بحديثها للجمهور. لم تذكر في عرض المكان (الموبايل). ما ضرورة صراخها في النهاية مع سد أذنيها؟! _تعد ثاني أجمل القصص بالمجموعة تحية للكاتبة. 11/المرايا للكاتبة ماجدة قناوي. المكان: باب .. صندوق ملابس و عقود ملونة .. تسريحة بمحتواها. سلم ذو ثلاث درجات .. و في وسط المسرح سرير عليه ثوب زفاف و طرحته . و بجواره كوب ماء و شريط دواء .. صورة فتاة عارية. تحكي قصة بالطريقة الأجنبية و كذلك استخدامها للأسماء(سولينا و سام). قصة حب فاشل و من طرف واحد كمرض المتلازمة فهي تحب من يغدر بها و تلتمس له الأعذار. الكاتبة نجحت في رسم الحركة و استخدام الديكور جيدا . _ جملة (لم تستطع قواي ان تقف أمام حديثه و حنانه) فيها ركاكة. كان بمقدور الكاتبة تلخيص الأحداث أيضا ليظهر جمال النص أكثر. قصة جيدة و مجهود تشكر عليه. 12/ كان الله في عوني للكاتبة مارينا ميلاد. المكان: مكتب رسمي. رجل في سن الخمسين.. صورته على الحائط.. مكتب . علم .. صالون منضدة صغيرة عليها بعض الصحف .. تلفاز. تحكي عن رجل تسلم حكم دولة حديثا.. تطرقت لخوفه من الفشل و تمنيه للنجاح و موقفه في كل حال يمكن أن يطرأ عليه. النص جميل و الفكرة أيضا جريئة .. العنوان أدى الغرض منه. تحية للكاتبة. 13/ كرسي هزاز للكاتب مازن محمود عباس. المكان : غرفة كئيبة. رجل مسن يجلس على كرسي هزاز يحكي عن آماله التي ضاعت في الهواء. من حبيبة و زوجة و أصدقاء و هجرة ابنته و استشهاد ابنه الوحيد .. فأصبحت الحياة مملة و تمنى الموت ليتخلص منها. لم يذكر في عرض المكان (المرآة) التي كسرها في النهاية. لم يرسم ديكورا معينا ليصف به الكآبة. نهاية تعد جملة يرددها كل يوم مستسلما. قصة لا جديد بها حتى العنوان. 14/عيون أمينة للكاتب ماهر خلف متري(Gdo Maher). المكان: سطح مركب. شاب ينام على سطح مركب يحمل معه في جيبه صورة لمحبوبته(أمينة) التي يخاف ان يتزوجها غيره و خاصة العجوز الغني (ثروت). في وسط البحر يتصل بها عبر الموبايل ليقول لها أحبك و يترجاها أن تنتظره.. لكن الموج يعلو و يقطع الإرسال و أيضا يغرق السفينة. في لحظة الموت يطلب منها ألا تنساه. القصة بها مأساة يعيشها كثير من أبناء مصر تجعلهم يهرعون إلى أي بلد للعمل بها لتوفير القوت و مصاريف الزواج .. نلاحظ بالقصة أن من مات غرقا كانوا شبابا يعرفهم البطل(شريف). و على الشاطئ ماتت قصة حب في قلب شابة أيضا. قصة حزينة .. بها أخطاء إملائية و خطأ فني في كيفية تصوير الأمواج و الغرق على المسرح.. و هذا يحتاج مسرحا حديثا و مخرجا جريئا. 15/ فرحان للكاتب محمد إبراهيم. المكان و المشهد: شاب يقف قرب شجرة. القصة تحكي عن حب من طرف واحد و صعوبة تحمل البطل له. يصف حاله عندما سمع صوت العصفور و كان الوصف جيدا حيث أنه يعيش حالة اكتئاب لا تحثه على فتح شباك بيته لفترة طويل .. عندما فتحه ليرى العصفور أصابه سعال من التراب المتراكم عليه، وصف جميل . الحب الجديد احتل مكان الحب القديم بسرعة و تزوج من فتاته الجديدة.. و هذا يعد تسرعا في ختام القصة. 16/ لاجئة للكاتب محمد عاشور المكان : أرض منعزلة.. داخل خيمة مضاءة بشمعة .. تجلس فتاة شابة.. تمسك بيدها دفترا و قلما .. تفكر.. تكتب. تحكي قصة مريض الفتاة السورية اللاجئة التي تحن إلى وطنها .. عاشت بعيدة عنه بخمس سنوات. ليست الفكرة بجديدة .. وصف المكان و الخيمة جيد .. رغم المبالغة في وصف إهانة اللاجئة. 17/ في العدم للكاتب مراد مجاهد. المكان : صالة منزل شاب يجلس و بيده صورة لرجل كبير مسن. يحكي قصة ابن يفتقد أباه حيا .. أب يهرب من شبح ابنه الذي يراه معتوها و هو مجرد مريض بالتأتأة و التوحد. يكتب لأبيه رسالة لوم و عتاب و في آخرها يسامحه فيها رغم ختامها بجملة (أبي الذي ما عاد أبي). قصة مؤثرة و سرد جيد. 18/ أمجنون أنت؟! للكاتب مصطفى أمين. المكان : المسرح شاب يحمل قنينة خمر يشرب منها ليحاول نسيان خيانة محبوبته. ثم يقوم بمقارنة بين القنينة و سائلها و بين الوطن… نجح الكاتب في التصور حقا.. نص فلسفي جميل .. تحية للكاتب. 19/ المقعد الأخير.. للكاتبة منى لملوم. المكان: المسرح. تكتشف الممثلة ان المشاهد الوحيد الذي اتي لعرضها كان يتفرس في ملامحها. قصة تنبئ عن كاتبة مبتكرة و جيدة .. الكتابة و الحركة متوافقتان .. تحية للكاتبة. 20/حبال دايبة .. للكاتبة نوال عادل المكان: المسرح فيه شاشة تلفاز و شاب يجلس على كرسي ، رجله اليمنى و كتفه الأيسر في الجبس، يشاهد حفل تتويج لاعبي الأولمبياد. يحكي قصة مع ألعاب القوى منذ صغره و كانت أمه تصف شغفه بها بأنه (يتشعلق بالحبال الدايبة). . و أيضا كفاحه بالعمل بالمعمار .. يشكي عجزه بعد الكسر و يأمل أن يقبلوه مرة أخرى في مسابقات ألعاب القوى. قصة جيدة و فيها صدق مشاعر. 21/ كذبة بيضاء للكاتبة هدير الجندي. المكان: غرفة نوم شاب. البطل يتحدث عن معاناة سبع و عشرين عاما مضت .. كانت كل مأساة فيها توافق تاريخ معين و هو (الخامس و العشرين من يناير. أولها يوم وفاة والده و كان عمره أحد عشر عاما؛ خرج للعمل و تحمل مسؤولية أسرته.. يخاطب صورة أمه و يبث لها حزنه و قهره .. و كيف ناله من الجدال عسكر و جيش رصاص و دبابات. الخ. _نص جيد فيه واقعية . 22/ المؤرخ للكاتبة هند عادل. المكان : صالة بيت قديم ، أثاثه متهالك.. و لم تذكر محتوياته. عجوز في السبعين يجلس على مقعد و هو يقرأ الجريدة. تحكي قصة مؤرخ قديم نشط صادق في نقله.. لا يعجبه مجهود الشباب الجدد بالصحافة. تزوج في سن الخامسة و الأربعين بعد أن أدرك أن قطار الزواج كاد يفوته .. فتزوج من قروية لا تشاركه الرأي السياسي أو الأدبي. و أنجب طفلين و أصيب برصاصة استقرت بالقرب من مفصل الركبة لتجعله ملازما للعصا. _القصة بها مأساة و مقارنة بين جيلين مختلفين تماما. يعيبها أن عجز مثل هذا يقتل صحافي له تاريخه. *********** ملاحظاتي ********** القصص فيها تنوع في المواضيع و تفاوت في قوتها و سرها . ▪ لتدريب بالورشة على نموذجين (المرايا . المركب).. فكان هذا سبب تأثر نصف الكتاب بالمرايا فكانت البطل الثاني أو المشارك للبطل الأساسي. الديكور لم يهتم به البعض بوصفه في مقدمة القصة. الأخطاء النحوية و الإملائية يجب مراعاتها. النصوص تفتقر للابتكار عدى نصين فقك. عنوان القصة لا بد و أن يكون في مقدمة القصة و ليس قبل التعريف بالكاتب. بعض النصوص يجب مراجعة العقلانية فيها سواء من ديكور أو من جمل. بعض النصوص مالت للمونولوج عن المونودراما. ==== أخيرا تحية طيبة للدكتور علاء الجابر الذي أشرف على الورشة و أخرج منها نصوصا جميلة و أدباء أجمل. تحية طيبة أيضا للمؤلفين الجدد.. تمنياتي للجميع بالتوفيق…. سالمة المغربي.