تحدثت كثيراً من قبل فى مقالات عدة عما تعرضت له الهيئة العامة للإستعلامات من تشويه متعمد لصورتها ومحاولة التقليل من مكانتها وأهميتها ك"أكبر جهاز إعلامى رسمى للدولة"وقد نقلت من خلال ما كتبت صرخات العاملين بها وتخوفاتهم من أن تقرر الدولة فجأة عدم صلاحية هذا الصرح وتلجأ الى توزيع العاملين بها على جهات عدة وكأنها تحملهم مسئؤلية إنهيارها. لم يكن تدهور الأوضاع فى هيئة الإستعلامات ناتج عن عدم توفر الخبرات والكفاءات فهى موجودة بالفعل ولكن هذا التدهور كان نتاج الإختيار الخطأ لرؤسائها الذين طالما تم إختيارهم من وزارة الخارجية ولأن هيئة الإستعلامات هيئة إعلامية فلم يتفهم رؤسائها السابقون مدى قوة الكلمة وتأثير الإعلام على الرأى العام الداخلى والخارجى وبالتالى لم يستطيعون إدارتها بالشكل الصحيح الذى يجعل تأثيرها واضح ومؤثر فى الداخل والخارج وظلت مكاتبها الإعلامية بالخارج تتقلص تدريجياً والموجودة لم يعد لها صوت أما مراكز الإعلام الداخلية فقد تقلصت ميزانتيها حتى أصبحت لاتكفى حتى لسد إحتياجات القائمين بالعمل فيها فلا فاكس ولا تليفون ولا أى وسيلة إتصال سريعة يمكن من خلالها توصيل المعلومة لصانع القرار فى الوقت المناسب ومع ذلك كانوا يهاجمونها والعاملين بها وهم على علم بما وصلت اليه ومن السبب وراءه ولم يحاول أحد الإلتفات اليها ومحاولة وضع خطة إصلاحية تنهض بها. سنوات عدة تكررت فيها مطالب العاملين بالهيئة بضرورة الإختيار السليم لمن يترأسهم وضرورة أن يقع الإختيار على شخصية إعلامية صاحبة قلم تعى أهميته وخطورته وتعرف أن توجهه حتى لبى الرئيس عبد الفتاح السيسى تلك المطالب وإختار الكاتب الصحفى ضياء رشوان نقيب الصحفيين الأسبق ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية وعضو الهيئة الوطنية للصحافة ليتقلد منصب رئيس الهيئة العامة للإستعلامات وقد إستقبل العاملين بالهيئة هذا الخبر بالترحيب والتفاؤل وربما الحذر فى أول الأمر لانه من الصعب الحكم على أحد فى فترة قصيرة ولكن هناك مؤشرات إيجابية صدرت عنه كانت سبباً فى أن تعم حالة الهدوء والسكينة والطمأنينة على الجميع وتؤكد على أنه يستطيع تحقيق ما لم يستطيع من سبقوه أن يحققونه. وفى أول لقاء مفتوح بين رشوان والعاملين بالهيئة أعلن بثقة عن دعم القيادة السياسية لجهود تطوير الهيئة وإعادة تفعيل أدوارها إيماناُ بأهميتها ومؤكداً على أنه يبذل جهوداً مع مختلف الوزارات والجهات المعنية بالدولة لتوفير المساندة المطلوبة لهذا التطوير سواء فى مجال تحسين أوضاع العاملين أو التطوير التكنولوجى والبنية الأساسية للهيئة لتواكب العصر فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإعلام التى تطورت بشدة فى السنوات الأخيرة.. إضافة إلى خطط وأساليب العمل الإعلامى. وفى هذا اللقاء إستمع بسعة صدر الى أكثر من 60 متحدثاً تنوعت مداخلاتهم مابين الشكاوى والتظلمات والمطالب ومقترحات التطوير التشريعى والإدارى والمالى للهيئة على مدار اربع ساعات متواصلة لم يمل فيها ولم يقاطع احدا بل سمح للجميع بالمشاركة وابداء الراى ووعد الحاضرين بتلبية مطالبهم وحل مشاكلهم مؤكداً على أنه لامكان لأى فاسد فى الهيئة . كل هذه المؤشرات الايجابية تؤكد أن حلم التطوير قد بدأ وما على رشوان الآن سوى إستيعاب كل مشاكل الهيئة والبحث عن حلول لها بالاضافة الى إعادة هيكلتها ووضع خطة استراتيجية لتحسين صورة مصر فى الخارج واعادة النظر فى المكاتب الإعلامية الملحقة بسفاراتنا فى الخارج وإعطاء كل ذى حق حقه والدفع بدماء جديدة من الشباب