من ديوان الدوران حول الرأس الفارغ اول ديوانى شعر صدر لى عام 1974 عن دار الحرية للنشر والتوزيع ماذا تنتظرين من الأيام القادمة بأن تمنحنا ماذا تنتظرين اليلة…؟ أعياد الميلاد تجىء الآن تدق الأبواب الأجراس.. الأجراس.. الأجراس وتعلن أن العام سيأتى الليلة يحمل فى أكياس هداياه الخبز الأغطية إلينا ماذا تنتظرين من الأيام القادمة بأن تمنحنا.. ماذا تنتظرين الليلة كان الجد يشب إلى المنضدة الفارغة.. المملوْة بالأتربة يشطر قطع الخبز الأسود كى نأكلها تتلقفها الأيدى الأعين فى لهف الجائع هذا يوم العيد لدينا كنا حين نبيت نخاف من الاحشاء بأن تهجرنا أو تلقانا فى طرقات الجوع فتأكلنا أو تأكل ظل الجسد العارى كان الظل يؤانسنا الغربة.. كان رفيقا.. كان.. وكان حين ننام تكون الأغطية ذراع الأخ الأصغر صدر الأكبر.. عود الفارع نلتحف الأنفاس الحائرة وتمضى الليلة نحلم باليوم القادم.. بالعيد القادم وفطائر جدتنا الشمطاء فهذا الشىء المحفور بذاكرتى كنت أراها حين تبث بقايا الخبز وتصنعها كانت تطفو فوق فطائرها هذى البسمة… وأنا أسأل من أين تجىء الجدة بالبسمات إلينا هل كانت مثل فطائرها الطازجة..؟ أم كانت مثل بقايا الخبز المبثوث وأحلم بالثوب الأزرق كى ما ألقى بالثوب اللاصق بالجسد المتمزق من زمن لا أعرفه لكنى لا أملك غير الثوب الأول من عامى الأول وأنا فى عامى العاشر ماذاتنتظرين من الأيام القادمة أن تمنحنا ماذا تنتظرين الليلة…؟