الشعب المصري يثور *ياسر عثمان تنويه عندما يصر أعوانُ الديكتاتور على الرؤية بنصف عين يكتبُ المقهورون هذه القصيدة
فرعونُ... أرسلَ، ثمَّ يرسلُ في المدائنِ حاشرين.
فرعون علم حبَّة القمحِ البريئةَ كيف تستعصي على الفلاحِ... إن هي روضت في المهدِ... عادت ترتدي ثوبَ التمردِ في صفوفِ الخُبزِ... في صمتِ اليتامى الجائعين.
فرعونُ أنزل في بلادي ألف نازلةٍ، وقارعةٍ، وسمساراً يفتشُ في لُعابِ الأرضِ... في ريقِ الرجولةِ... عن بقايا الحُلْمِ في غدها الضنين.
فرعونُ... يحفرُ كلَّ يومٍ ألفَ بئرٍ من عذابْ يئدُ ابتساماتِ الذين تسوروا أملاً، يهددُ بعضَ حُلْمِ الوارثينْ
فرعونُ... إن تُسْرفْ نساءُ الحُلمِ في نُطفِ الأملْ يهوي على الظهرِ القوي بفأسِ حاجتهِ لماءِ الوجهِ يحفظُ ماءَهُ من دمعِ طفلٍ غصَّ بالحرمانِ إن حنَّتْ يداه لكعكةٍ بيضاءَ - يومَ العيدِ- كبَّلها الأنين .
فرعونُ... علَّمَ قطرةَ الماءِ النقيةَ... كيفَ تصطحبُ الشوائبَ... كيفَ تضربُ موْعَداً ل" الفيروسِ" المُحْتالِ في مجرى مياهِ الصرفِ... في بالوعةٍ سنَّتْ مخالبها... لتلتقفَ الحياةَ من الطفولةِ وهي تعبرُ شارعاً من بسمةٍ أقصى يسارِ الحلمِ... نحوَ مصيرها المحتومِ في أقصى اليمينْ
فرعونُ لم يعرفْ من العربيةِ الفُصْحى سوى (شالومِ)... حينَ القدسُ تسألهُ لماذا بِعْتَ خاصرتِي على ملأٍ؟ وماذا حِكتَ للقعقاعِ حينَ الثأرُ حرَّضهُ؟ وإذْ تبكي عيونُ القدسِ إذْ تتعثرُالكلماتُ في الكلماتِ والعبراتُ في العبراتِ والصَّرخاتُ في الصَّرْخاتِ والانقاضُ في الأنقاضِ كيفَ قرأتَ حسرتها؟ وهلْ أعددت للأطفالِ يومَ العيدِ كذْبَتَهُم؟ إذا سألوا عيونَ القدسِ بعضَ فطائرِ الحلوى، وبعضَ ضفائرَ الكلماتِ... علَّ الشِّعْرَ يسعفهم يغَنِّي غنوةً أخرى تليقُ بعفَّةِ الأيتامِ؟... هل سيصدِّقُ الأطفالُ يومَ العيدِ... أن العيدَ ليس اليومَ؟! هل سيظلٌّ صمتُ الناسِ رُغْمَ إنابةِ السحرةْ؟ *شاعر وناقد وإعلامي مصري