أضف إلى مكتبتك : كتاب (أدعية الغفران في شهر القرآن) للإمام المجدد السيد محمد ماضى أبو العزئم يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الأدعية أملاها الإمام أبو العزائم خلال شهر رمضان عام 13322 ه الموافق يوليه 1914 م وهذه السلسلة من الأدعية هي بمثابة دروس في الأخلاق يتزود منها المسلم في حياته الروحية، وليس للأمراض النفسية ومشكلاتها الطارئة من الهموم والأحزان من علاج نفسي سوى الدعاء . لأن العلاج الوحيد للقلق هو التحدث مع الصديق المخلص . والدعاء تضرع لرب العالمين الرحمن الرحيم .فالداعي بدعائه يسمو روحيا عن الشهوات والمزالق والاتحراف، والدعاء كما هو في الحديث مخ العبادة ، ومعناه أنه بمنزلة المخ في الإنسان، فهو سرها وروحها لأنه شعور رقيق ومناجاة بكل صفاء وخضوع أمام القدرة الكامنة فهو إذًا أساس العبادة قال تعالى: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ "غافر :14" وقال تعالى ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾. "البينة :5" والإخلاص والضراعة والرجاء حالات تلازم الدعاء ، والأخبار في فضله والحث عليه متواترة ويكفى في فضله أنه شعار الصالحين وسنة الأنبياء والمرسلين. وللإمام أبي العزائم أدعية يومية أملاها خلال سنوات حياته ، وأدعية خاصة بالمناسبات الدينية في أيام شهر رجب وشعبان ورمضان ،وأدعية في الأماكن المقدسة كالمسجد الحرام وعرفات ومسجد النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ وأضرحة أولياء الله الصالحين. وهناك سؤال قد يتبادر إلى الذهن وهو : لماذا يسأل الإنسان ربه ويكرر الدعاء دون أي أثر للأجابة؟ والإجابة على ذلك ترجع إما بسبب الإخلال بشروط الدعاء وآدابه وإما إلى أن الداعي يعطيه الله تعال إحدى ثلاث:- 1- إما أن يعجل له دعوته , أي يستجيبها له عاجلا. 2- وإما أن يؤخرها له في الآخرة أي يعطيه أجرها وثوابها. 3- وإما أن يبعد عنه من السوء مثلها أي يبعد عنه المصائب. والله تعالى أعلم بحال عبده فأي ذلك كان أنفع له أعطاه إياه .وذلك مصداقا لقوله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ )ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث . إما أن يعجل له دعوته .وإما أن يؤخرها له في الآخرة.وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا :إذا نكثر قال :الله أكثر).رواه أحمد والبزار وهناك سؤال آخر قد يثور . وهو أنه لا شك في أن قضاء الله لازم ؛ فهل الدعاء يؤثر في ذلك القضاء اللازم؟ والإجابة على ذلك أن القضاء حكم لازم معلق على عدم المانع ، ومن الموانع الدعاء والتصدق والاستغفار وهذا ما يؤكده ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ قالت : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ (لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وأن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء ، فيعتلجان إلى يوم القيامة).رواه البزار والطبراني والحاكم وإني الموصي إخواني ألا تفوتهم الاستفادة من تلاوة هذه الأدعية بشرط التدبر في معانيها ومراميها وحضور القلب والإقبال والتوجه إلى الله بخشوع وخضوع فإن قراءتها بلا توجه من القلب ضرب من شقشقة اللسان ، لا تزيد الإنسان معرفة ولا تقربه زلفى ، ولا تكشف له مكروها ولا يستجاب معه له دعاء لأن الله عز وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه ، فإذا دعوته فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة. ودار الكتاب الصوفى إذ تقدم كتاب (أدعية الغفران في شهر القرآن ) وهي الأدعية المباركة التي تعتبر امتدادا لما ورد في القرآن الكريم من أدعية الأنبياء والصالحين ، لترجو من الله تعالى أن يحقق الغرض المرجو وأن يوفق لإلتماس سبل الصواب وإصابة الحق في طبع ونشر تراث الإمام المجدد أبو العزائم ، إنه سبحانه أكرم مسؤل وأفضل مأمول.