ما سيُكتب في السطور أدناه من معطيات ووقائع وأرقام أشبه بفضيحة ستهزّ الرأي العام عمومًا، وذوي الأطفال خصوصًا، ولعلّها كارثة آن الوقت للحديث عنها علنًا، دون الاختباء والتخفي وراء القشور، خوفًا ممّا؟ لا ندري إذا كان هناك أفظع من معلومات هذا التقرير وما سيكشفه تباعًا. ما يُقارب ال45 طفلاً، أعمارهم (ن) تترواح ما بين ال6 سنوات وصولاً الى ال15 سنة، وقعوا ضحية التحرش الجنسي على أنواعه ومراحله. أما المتحرشون، فتتراوح أعمارهم ما بين ال 13 وصولاً الى ال60 سنة، لبنانيو الجنسية (النسبة الأكبر) والمُفارقة أن قلّة منهم من السوريين، أي ليس كما يُشاع إعلامياً، ولا زالوا يقبعون جميعهم خلف القضبان. ووفق الإحصاءات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، والمُستندة على الشكاوى والمحاضر التي سُطرت عن عدد حالات التحرش في هذا العام، يتضح التالي: كانون الثاني: 5. شباط: 1. آذار: 12. نيسان: 17. وحوالي ال 10 أطفال بين شهري حزيران وأيار. وهنا الحديث فقط عن الحالات التي انكشف أمرها، اي أن الأرقام قد تتخطى ما ذُكر أعلاه بكثير، ولكن لم يتم تقديم شكاوى بها، وتُرجح أن تكون حالة التحرش لفظية هنا او نتيجة تدخل الواسطات للتكتم عن الأمر. للعودة الى المُتحرشين، معلومات "ليبانون ديبايت" تُحدد هويتهم، والحديث هنا عن أكثر من أب، شقيق، جار وأطفال يتحرشون بمن هم أصغر سنًا!! لن نغوص في الأسماء احترامًا للضحايا، إلا أن حالات وطرق التحرش شبيهة ببعضها. الفتيات والشبان أرقامهم مُتقاربة جدًا، البعض منهم كاد يقع ضحية الإغتصاب، لكن القدرة الإلهية أنقذتهم واقتصرت الأمور على التحرش العدائي وشبه المُمارسات. بالانتقال الى المدارس، من بينها جبل لبنان، نروي بعض الحالات: – ابن ال 13 افتعل بابن ال8سنوات في الحمام أكثر من 15 مرة، وحاول في احدى المرات اغتصابه لولا صراخه وتمكن الأخير من الفِرار. أوقف التلميذ واعترف بما ارتكبه. – الاستاذ افتعل بتلميذه، تحرش كلامي واجباره على ممارسة العادة السرية. – حالات تحرش عدة في المدارس وتحديدًا في نطاق كسروان والجوار. الضحايا ما بين ال 7 وال12عامًا، المرتكبون سوريو الجنسية ويتم التكتم عن أفعالهم خوفًا على "صيت" المدرسة، وبحجة أن الأمر سيتم معالجته ومُعاقبة المُرتكب، خصوصًا أن التحرش يكون في بداية مراحله. امتعاض وهلع لدى الموظفين وأوساط الأهل والمعلمين. – التحرش بطفلين منذ فترة، والأهل لم يتقدموا بشكوى لتلقيهم وعودًا من إدارة المدرسة. – تحرش استاذ رسم بطفلة وقد تم طرده. – موظف لبناني بتلميذة عمرها 11 سنة، لم يفتح محضر أو تسجل شكاوى لتلقيهم وعودًا أيضًا باتخاذ اجراءات بحق المُفتعل. اذًا، عشرات الشكاوى أو التسريبات، وحتى كُتب المعلومات تصل بشكل شبه يومي الى الأجهزة الأمنية المختصة، تُفيد وتكشف عن حالات تحرش واعتداء يتعرض لها الأطفال. حسنًا، جرم التحرش ليس بجديد، ولكن ذوي الأطفال باتوا مؤخراً يتجرأون على البوح بفضل الدور الذي يلعبه الإعلام من جهة، ومكتب حماية الآداب العامة في مخفر حبيش في بيروت من جهة أخرى، وذلك في توقيف الفاعلين وسوقهم الى العدالة. باختصار أطفالنا بخطر، انتبهوا عليهم قبل فوات الآوان، هذا اذ لم يفت.. ستيفاني جرجس | ليبانون ديبايت