الجزائر ليست دولة حديثة ولكنها دولة قديمة قدم التاريخ ذاته 0 حيث أسهمت فى مراحل تاريخية عديدة بنصيب حضارى وافر0 كما كانت فى فترات أخرى قوة بحرية وسياسية مؤثرة إمتدت علاقاتها وصلاتها إلى الصين وإلى الولاياتالمتحدةالأمريكية واستقبل سفرائها بإحترام فى عواصم تلك الدولل وغيرها 0 وهذا مما يجعلنا نقول بأنه مما لاشك فيه أن الخيط الأساسى الذي يمتد عبر حقب التاريخ المختلفة ويربط النهضة الجزائرية الحديثة بمراحل الإزدهار التاريخية للجزائر يتمثل فى قدرة القيادة الجزائزية على تحقيق وحدة وطنية وبناء قدرة ذاتية وإقامة إقتصاد قوى على أساس متطور فى قطاعاته الإقتصادية المختلفة ومن هذه القطاعات قطاع الصناعة والتجارة والسياحة0 الأول: قطاع التجارة : يعد قطاع التجارة من أكثر قطاعات الإقتصاد الوطنى أهمية ليس فقط لأنه يلعب دورا حيويا متزايدا وملموسا فيما يتصل بتنويع مصادر الدخل الوطنى 0 وأيضا لأنه يأتى فى مقدمة القطاعات الإقتصادية الأخرى من حيث معدلات النمو وإمكانيات التطور المتوقعة خلال السنوات القادمة0 ومن هنا يجب أن يحظى هذا القطاع بكثير من العناية فى إطار الرؤية المستقبلية للإقتصاد الجزائرى هذا من جهة 0 ومن جهة ثانية فإن هذا القطاع هو مصدر أساسى للقوة التقليدية التى يستند إليها الإقتصاد الجزائرى 0 كما أنه قطاع بالغ الأهمية فى عملية التطوير والتنويع الإقتصادى بحكم قدرته وقابليته للتطوير والنمو السريع بما يتوفر عليه من مقومات فاعلة 0 ومن هنا أقول يجب العمل على إيجاد بنية أساسية لهذا القطاع والسعى الى تطويره واستثمار الإمكانيات المتوفرة للإستفادة أكثر بمختلف المقومات الإقتصادية ومزايا الموقع الإستراتيجى الذى تتمتع به الجزائر على نحو يعزز قدراتها الإقتصادية من ناحية ويحولها إلى مر كز نشط من مراكز التجارة والترانزيت على المستوى الإقليمى والدولى من ناحية ثانية0 وفى هذا الإطار يجب العمل على تطوير الموانئ الجزائرية وفق رؤية متكاملة 0 كما أنه يجب أن يتكامل هذا فى الواقع مع حركة نشطة للترويج للجزائر كمنطقة جذب إستثمارى من جهة وللمنتجات الجزائرية التى يجب أن تتميز بالحفاظ على مستويات جودة قياسية تسمح لها بالنفاذ إلى المزيد من الأسواق على المستوى الدولى من جهة ثانية0 لذا يجب أن تزداد الأهمية بالنسبة لهذا القطاع وعلى نحو متواصل وملموس ليس فقط للتغييرات الهيكلية التى ستطرأ على الإقتصاد الجزائرى لامحالة ومايرافقها من تزايد عناصر ومجالات التجارة 0 ولكن أيضا للإدراك المتزايد لأهمية هذا القطاع الحيوى والعمل فى نفس الوقت على إستثمار المزايا النسبية للجزائر فيه 0 ولهذا أقول يجب أن تزداد الأهمية بهذا القطاع وهذا نتيجة للتغييرات الهيكلية التى ستطرأ عليه مستقبلا من ناحية ونتيجة لسياسات وخطوات الإندماج المتزايد للإقتصادالو طنى إقليميا ودوليا من ناحية ثانية0 ولزيادة عناصر ومجالات التجارة الخارجية من ناحية ثالثة 0 وهذا مما يتطلب إفساح المجال بشكل واسع أ مام القطاع الخاص الجزائرى للعمل والإستثمار فى مختلف المجالات وتطوير القوانين الخاصة بالتجارة واستثمار رأس المال الأجنبى والضرائب على الشركات التجارية والإلتزام الصارم بالجودة والمواصفات القياسية 0 هذا مع العلم بأن الجزائر تتوفر على مختلف المقومات الإقتصادية والجيو بوليتكية التى تمكنها من إستعادة دورها النشط فى حركة التجارية الإقليمية ونقطة تماس مع حركة التجارة الدولية0 ثانيا: قطاع الصناعة: ليس من المبالغ فى شئ القول بأن القطاع الصناعى هو من القطاعات الواعدة فى الإقتصاد الجزائرى ليس فقط لدوره فى فى مجال إحلال الوردات وزيادة الإمكانات التصديرية للمنتجات الجزائرية وفتح أسواق جديدة 0 ولكن أيضا لمعدل النمو الإقتصادى الجزائرى ومن هنا يمكن القول بأن هذا القطاع يأتى فى مقدمة القطاعات الواعدة للإقتصاد الجزائرى 0 لذا يجب أن تسير إستراتجية التنمية الصناعية فى الجزائر بخطى ثابتة نحو غاياتها المتمثلة فى إيجاد عدة مناطق جذب صناعية فى مختلف مناطق وولايات الوطن تسمح بإستغلال الخامات المحلية ناحية وتتكامل مع بعضها البعض من ناحية ثانية 0 بحيث تمثل جميعها جهدا صناعيا إيجابيا وقادرا على النمو والتطور0 وهذا يتطلب اليوم توفير سبل الدعم المختلفة للمشروعات الصناعية الصغيرة والكبيرة بما فى ذلك الإسهام من طرف الدولة ى توفير الدرسات التقنية0 وهذا عن طريق منح القروض المسيرة وتخفيض الضرائب ثم إعتماد إستراتيجية تنموية صناعية تعمد إلى إنشاء مجموعة من المناطق الصناعية الجديدة فى مناطق مختلفة من الجزائر بحيث تتحول كل منها إلى منطقة جذب وتنشيط صناعى وتنموى للمنطقة المحيطة بها من ناحية 0 وعلى نحو يسمح بإستغلال الخامات المحلية فى الصناعة بقدر الإمكان0 كما أنه يجب تحقيق خطة تنموية صناعية تنطلق وفق إستراتيجية واضحة حيث تشجع فى البداية على إنشاء صناعات صغيرة خاصة بمجال إحلال الواردات 0 والإتجاه من ناحية ثانية إلى إنشاء صناعات ضخمة تمتد على الغاز الطبيعى فى تشغيلها وتقوم على أساس التصنيع للتصدير 0 ومن ناحية ثالثة تعمل على صناعة لخدماتها0 كما لا ننسى فى هذا الإطار بأنه يجب أن تبذل الدولة جهودا ضخمة لتشجيع القطاع الصناعى والأخذ بيد القطاع الخاص لإرتياد مجالاته المختلفة حيث تحظى المشروعات الصناعية المتوسطة والصغيرة بدعم كبير ومباشر 0 وهذا كله من أجل إيجاد نظرة إقتصادية جزائرية قائمة على أساس تنويع المصادر والموارد وبناء القدرات البشرية التى توفر للإقتصاد الجزائرى القوة والمتانة وتتيح لمختلف فروعه النمو الصحى والتكامل الطبيعى والتفاعل الحيوي من أجل تنمية شاملة تواكب العصر وتستشف آفاق المستقبل0 ثالثا: قطاع السياحة: إن قطاع السياحة فى بلادنا من المفروض أن يمثل مصدرا من المصادر الأساسية للإقتصاد الوطنى 0 فهو فى الحقيقة قطاع بالغ الأهمية فى عملية التطوير والتنويع الإقتصادى بحكم قدرته و قابليته للتطوير والنمو السريع نظرا نظرا لما يتوفر عليه هذا القطاع الحساس من مقومات فاعلة 0 لذا أصبح من المفروض أن يحظى هذا القطاع بأهمية بارزة فى إطار الرؤية المستقبلية للإقتصاد الجزائرى 0 وعلى نحو يتم التعويل عليه فى تحقيق مزيد من الإندماج بين الإقتصاد الجزائرى والإقتصاد العالمى 0 وهذا مما يتطلب خطوة تنموية لهذا القطاع الهام 0 وهذا طبعا بتنشيطه بصورة سريعة وعلى نحو يحافظ على تقاليد المجتمع الجزائرى وطبيعته من ناحية ومن ناحية ثانية بما يسمح فى نفس الوقت بتحويله إلى إحدى مصادر تنويع الدخل الوطنى سواء من خلال الحصول على حصة مناسبة فى النشاط السياسى الإقليمى أمن خلال تنشيط السياحية الدولية0 لذا يجب الإسراع فى العمل على تطوير هذا القطاع واستثمار الإمكانيات المتوفرة له للإستفادة أكثر بمختلف المقومات الإقتصادية ومزايا الموقعالإستراتيجى الذى تتمتع به الجزائر على نحو يعزز قدراتها الإقتصادية من ناحية ويحولها إلى مركز نشط من مراكز السياحة على المستوى الإقليمى والدولى من ناحية ثانية 0 وفى هذا الإطار لابد من الإنطلاق فى عملية المناطق السياحية الجزائرية وفق رؤية متكاملة لجعل هذا القطاع رافدا من الروافد الأساسية للإقتصاد الوطنى خاصة وأن الجزائر تمتلك العديد من المقومات السياحية الطبيعية والتراثية و الحديثة تجعل منها منطقة جذب سياحية لشرائح عديدة من السائحين وعلى إمتداد العام وفى مناطق عديدة 0 لذا يجب الإهتمام بإستثمار هذه المقومات وإعطاء دفعة قوية لصناعة السياحة التى تسسهم بنصيب متزايد فى الدخل الوطنى للجزائر والدخل القومى لكثير من الدول0 لذا يجب العناية بقطاع السياحة فى بلادنا إعطائه أهمية كبرى 0 كما أنه يجب أن يتحول بسرعة إلى صناعة تتكامل مع مقوماتها وتتظافر الجهود لدفعها للأمام0 كمالا ننسى فى هذا الإطار بأن المواقع الأثرية فى بلادنا تشكل مجموعة من القلاع والحصون والمساجد الأثرية والأسوارالتاريخية 0 بالإضافة إلى مراكز الجذب السياحية الحديثة0 هذا إلى جانب الشواطئ الجزائرية الجميلة الممتدة والتى تزخر بمناظر خلابة 0 كما لا يخفى علينا بأن هذه المواقع الجزائرية السياحية توجد فى العديد من المناطق 0 منها منطقة جنوبنا الكبير التى تجذب السياح على مدار السنة0 وهذا مما يتطلب تزويدها بفنادق وتوفير تسهيلات سياحية متنوعية0 ومن هنا يمكن القول بأنه نظرا للأعداد الضخمة للمواقع الأثرية التاريخية من قلاع وحصون ومساجد تاريخية بل ومدن بكاملها 0 يجب العمل على الإسهام فيها والدخول إلى إستثماراتها بما يتكامل مع جهود الدولة والعمل على تهئية أكبر عدد من المواقع لجذب السياح واستقبالهم وتوفير الخدمات المناسبة لهم 0 إلى جانب مواقع الجذب السياحية التاريخية والمعاصرة 0 كما أنه فى نفس الوقت يجب اتعريف بهذه المقومات السياحية على المستوى العالمى0 وهذا من خلال المشاركة فى المعارض والمؤتمرات السياحية الدولية بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية و تكوينية وتأهيلية للعاملين فى مجال السياحة والسفر فى دول مختلفة0