الفوضية ا إن الإنسان يتميز عن بقية المخلوقات بأنه يعرف تجارب الجيل الذي سبقه ويستفيد منها وأنه بهذه الميزة وحدها طبعا يتطور0 لأنه طبعا أن تعرف حوادث التاريخ لكي تحسب أنك قد تعلمت التاريخ بل الأهم هو أن تستخلص من هذه الحوادث عبرتها على أي شيئ تدل ؟ وفي أي طريق يمضي التريخ ؟ فإن ذلك يجعل الإنسان الجزائري يعلم ما سوف يحدث وما لا يمكن أن يعود فيجنبه أن يكون رجعيا ويحميه من السير وراء دعوات براقة فات وقتها 0 فالتاريخ هو الفرق بين الإنسان الجزائري الواعي وغير الواعي وست أعرف شيئا يجدر بالجزائريين أن يصنعوه الآن أكثر من أن يقرأوا التاريخ لأن العاقل من يستفيد من مصيبته والكيس من يستفيد من مصيبته ومصيبة غيره والحكيم من يبهج بالمصائب ليقتطف منها الفوائد 0 لذا أقول بأن قضية الشعب الجزائري اليوم قبل كل شيئ هي قضية نظام يتزم به الحاكم ولا يستطيع أن يخرج عليه وقضية دستور يضعه ممثلوا الشعب الجزائري بأغلبية أرائهم ولا يمكن الخروج على أحكامه ولا تقوم الشرعية إلا على أساسه 0 دستور جزائري يحدد إختصاصاتالحاكم ماله وما عليه وتكون نصوصه هي الحكم على تصرفاته ولا يترك الحكم عليه للإلهام أو الإيمان0 لأن وحي السماء لا يهبط على الحكام والإيمان لا يعصمهم من الزلل لذلك فإن الإلهام يجب أن يأتي من روح الدستور والإيمان يجب أن يكون بنصوصه فهذا هو دور الحاكم لمن لايدرك هذا في الجزائر اليوم 0أما لفوضية فهي لفظ مشتق من مفردة إغريقية بمعنى لا حكومة وهي طبعا مذهب يناهض قيام الحكومة ويدعوا إلى إنشاء مؤسسات إجتماعية واقتصادية بمحض إختيار الناس وإرادتهم الحرة وقد بهذا لأول مرة برودونمابين عام 1806 وعام 1865 وعرف يومها مذهبه هذا بالفوضوية النفعية مقابل فوضوية شتيرون والفوضوية الجماعية لباكونين والمشاعية لكروبوتوكين والفوضية المسالمة لتولستوي0 هذا طبعا ويبقى القول بأن هناك بونا شاسعا بين الفوضوية والفاشية من بين كافة المذاهب والأنظمة السياسية إذ أن كلا منهما في جانب معاكس لما يحتله الآخر في خارطة الإتجاهات السياسية 0 هذا ويمكن القول بأن الفاشية قد إنبثقت من صميم الفوضوية لأن الفاشية تعني مصادرة سائر الحريات وتحديد الأشياء من أعلى إضافة إلى حشد كافة الطاقات في صياغ أهدا ف شخص واحد يطلق مصطلح الد كتاتور وهذا مما تجلى نموذجه في دول القسم الغربي من الكرة الأرضية 0 بينما تعني الفوضوية رفض أي لون من ألوان السلطة وإطلاق القوى المختلفة وهذا مما يؤدي إلى الفوضى التي تنبثق عنها الفاشية بشكل طبيعي0 كما أن القوة المتناهية ذات النزعة الفاشية تخلق لونا من سوء الظن إزاء كافة أشكال النظم والضوابط ويحتمل دوما أن تنبثق عنه الفوضية 0 هذا طبعا ويبقى القول بأن الحرية لا تعني الفوضى كما أن الحدود التي توضع للحريات لا تعني الدكتاتورية 0 فالمجتمع المدني الذي يصبوا إليه الشعب الجزائري اليوم وإدراك العقل الإنساني طيلة التاريخ أن بناءه يصب في مصلحة بني البشر هو المجتمع الذي تتوافر فيه الحريات في ظل القانون غايته أن ذلك القانون يعترف بالحريات 0 ودستور البلاد هو القانون الأم والأساس الذي يقوم عليه النظام في الجزائر0 وهو قد إعترف بسيادة الشعب الجزائري على مقدراته كما أقر الحريات الرئيسية 0 فالريات في ظل القانون الذي يتولى بدوره حمايتها0 وهذا الفرض وحسب يمكن تأسيس الحرية المطلوبة والمشروعة في المجتمع الجزائري 0 لأن الحرية هي أعز القيم التي طالما طمح إليها الإنسان الجزائري وأغلاها والتضحيات التي قدمتها الإنسانية في هذا السبيل هي بالحجم الذي ربما لم تقدمه في سبيل أي شيئ آخر0أما الفاشية هي تعبير عن الأيديولوجية التي إستولت على السلطة في إيطاليا عام 1922 بزعامة موسوليني ومنظرها طبعا هو جيوفاني جنتيله الفيلسوف الإيطالي المثالي هيغلني النزعة ويعرفها كحركة بعث قومية تناهض الرأسمالية والشيوعية والإشتراكية كما أنها ضد الفردية فالأمة هي فوق الأفراد وتؤكد على قوة الدولة تحت إمرة زعيم واحد 0 وهي ضد الحرية التى دعت إليها الثورة الفرنسية فهي فلسفة قوة مثالية قومية0 هذا طبعا ويبقى القول بأن هناك فرقا شاسعا بين الفوضية والفاشية لذا طبعا فإننا نرى بأن تطبيق القانون في الجزائر يعاني معوقات كثيرة ومن أهمها طبعا العائق الكامن في الثقافة الجزائرية مما يمتلك طبعا جذورا تاريخية فلقد كان الشعب الجزائري على المستوى الثقافي معرضا للقانون لأسباب تاريخية إستعمارية 0 لأن قانون الإستعمار لم يكن يشكل في الفترة الإستعمارية ضمانا لمصالح الشعب الجزائري وإنما كان ضمانا للمصالح الإستعمار الفرنسي لمدة زمنية طويلة تقدر بأكثر من قرن وثلاثة عقود من الزمن 0 أما اليوم وبعد أكثرمن خمسة عقود من إستقلال الجزائر فيلاحظ أن القانون اليوم يخدم مصلحة فئة مهيمنة على الشعب ولم يكون هناك دور للشعب الجزائري في صياغة القانون الذي لم يتماش مع مصالحه 0 وهذا مما يتطلب أول مكسب يجب على الشعب الجزائري تحقيقه طبعا هو أن يمتلك الشعب الجزائري القدرة على أن ينبثق من إرادة الشعب الجزائري بأن يتولى أبناء الشعب الجزائري صياغته وأن يتحول القانون بعد ذلك إلى قيمة ذاتية و يتعاون الجميع على تحقيق هذه القيمة على المستوى العلمي 0 نقول طبعا لأننا الشعب إذا إستطاع تحقيق هذا فإنه بعد ذلك يستطيع أن يوفر الحرية ويستطيم أن يعمل على تعميمها وتكريسها في البلاد وعلى مختلف المستويات0 على أن الشعب الجزائري بأن الحرية لا تعنى الفوضى بل تتطلب إطارا 0 وعندما نتكلم عن الحرية فإننا يجب أن يكون كل الجزائريين متفقين على النظام في الجزائر يجب أن يقوم على الدستور0 لأن الحرية دون قانون طبعا تعنى الفوضى والقانون دون الحرية يعني الهيمنة الأحادية والتسلط 0كما أنه أية ثورة في العالم حققت إستقلالها قد مرت بعد إستقلالها بثلاث مراحل 0 فالمرحلة الأولى هي مرحلة السعي إلى الإحتفاظ بالثورة المنجزة وهذا طبعا ببذل الجهد الشامل الذي بذله الشعب من أجل الدفاع عن كيان الفتي ووجوده0 أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تحديد توجهات النظام والثورة ومستقبلها وهي طبعا تبدأ بنهاية الحرب وتعبر بمعزل عن نتائجها وآثارها عن تويه هذا النظام الذي تمت صيانته بالأرواح نحو الإعمار والبناء أي إنه يتحرك نحو المستقبل حيث هذه المرحلة تتولى تحديد توجهات النظام والشعب 0 أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة إستقرار النظام وتعزيزه وأعتقد أن الجزائر اليوم تعيش هذه المرحلة بدليل أن هناك بعض أبرز مؤشرات بدتها ورسوخها وتواصلها0 وينبغي خلال هذه المرحلة أن يتم إقرار النظام وتعزيزه في إطار محدد على أساس وثيقة وطنية وشرعية التي هي وثيقة الدستور0 لإن إقرار النظام يعني تحويل المرتكزات السياسية والإقتصادية والعلمية والقافية والإجتماعية للجزائر إلى واقع مؤسساتي في إطار دستور البلاد وعلى أساسه 0 هذا طبعا وتبقى هذه العملية تتطلب إطارا مناسبا وهذا هو طبعا فرض تديون الدستور الجزائري لأنه يمثل الوثيقة القانونية والوطنية التي يتطلبها تكوين النظام الذي يطمح إليه ل الجزائريين0 كما أنه علينا اليوم أن لانتجاهل المالك الأصلي للجزائر وهو الشعب الجزائري الذي مالك البلاد ومالك الثوره الجزائرية لذا طبعا تحليل نقوم بتقديمه هو في الحقيقة يعود إلى الشعب الجزائري 0 ومما لاشك فيه بأن الأحزاب المعارضة منطقيا يؤدي تواجدها في الساحة السياسية الجزائرية إلى إنعاش الشعب الجزائري ويمثل كل حزب معارض من هذه الأحزاب شريحة شعبية تمتلك حقا في التعبير عن رأيها بكل حرية وبكل ديموقراطية في مختلف القضايا الوطنية وتحليلها لكن طبعا لا يجب تناسي المالك الحقيقي وهو الشعب الجزائري 0 أقول هذا في وقت هناك من دول الجوار من تعمل على تشويه صورة الجزائر حيث هؤلاء الجيران هم يريدون التوسع على حساب الجزائر نتيجة لهذه السياسات العقلانية 0 فإنه لم يتقلص حجم الحملات التي يشنها علينا هؤلاء 0 بل تزايدت إلى حد كبير في السنوات الأخيرة 0 لذا لابد من صيانة التراب الجزائري وصيانة المنجزات التى تحققت منذ الإستقلال إلى اليوم 0 وهذا طبعا لا يتم إلا بالإعتراف بحقوق الشعب الجزائري 0 وإلا ممكن أن نتسبب في إعراض الفئات الشعبية عن المشاركة العامة 0 خاصة وأن الشعب الجزائري معروف أنه يتسم بالنبل وهو بحاجة إلى الشعور بالإحترام 0 وأن يدرك بأن الحكومة هي مسئولة عن تقديم خدماتها له0 على أن لاتعبر عن مجموعة أشخاص يهيمنون عليها0 لأنه قد يأتي يوما ما يمكن أن يقوم شخص من هؤلاء بإصدار الأوامر فلن يجد لاطاعة ولا سمعا أو تفهما 0 إن الشعب الجزائري هو قام بثورة التحرير ودفع الثمن غاليا من إستقلال الجزائر0 وهو اليوم يمكنه أن يقف سدا أمام أية مناورة خارجية أو داخلية تهدف إلى المساس بوحدته ووحدة ترابه 0 كما أنه هو الذي يساند الجزائرية ويقف إلى جانبها على إكتساب قوتها ورفعتها 0 كما أن الشعب هو الذي يؤدى تواجده في ميدان المشاركة العامة إلى معالجة الأزمات الإقتصادية والسياسية والأمنية والإجتماعية والثقافية0