طار المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير علي حسن خليل وحطّ في العاصمة الفرنسية باريس. وزير المال الذي لا تهواه جادة "الشانزيليزيه" بقدر ما تجذبه عين التينة هبط في العاصمة الاوروبية رسولاً من "النبيه" علّه يخرج طبخةً رئاسيةً تعد على نارٍ هادئة. في بيروت، ثمة كلام عن حديث وإتصالات جرت بين رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل، والوزير خليل تمحورت حول مباحثات الربع ساعة الأخيرة في ملف الرئاسة. من جهة أخرى، ثمة حركة ناشطة في قطاع حارة حريك عمادها خليلٌ ثانٍ يسعى إلى بلورة المواقف وسط صمت مريب في الرابية والحمرا (حيث مقر الرئيس السنيورة) وتأنٍ هادئ على مستوى بنشعي وترقب حذر في معراب و"ناضور" يراقب عن كثب من أعالي بكفيا.. إنها صفقة الرئيس! في دهاليز السياسة، ثمة ما يقول أن يومي الثلاثاء والأربعاء حاسمين لناحية إعلان الحريري تبنيه ترشيح العماد عون، وللغرض، ثمة من يرمي مؤشرات التفاؤل على الوسط الإعلامي الذي ذهب حد رسم سيناريو عن كيفية إعلان الحريري للتبني! وفي نفس الدهاليز، هناك من يعتبر أن الأمر لا يغدو "أكثر من مناورة سياسية مضافة إلى المناورات الأخرى على مسافة أسبوعين من جلسة الانتخاب وسط توقعات ب"تأجيله، لأن الجو لا يشي بأن هناك رئيس قادم". في كل هذه الضوضاء يحيك الوزير خليل في فرنسا خيوط الصفقة، حيث تفيد معلومات "ليبانون ديبايت"، أن "خليل ذهب لإستطلاع رأي الحريري بالنسبة لترشيح العماد عون وبناءً على أية اتفاقات سيتم ذلك". وفي حين تطبخ الوجبة على نارٍ هادئة في باريس، هناك في بيروت خريطة طريق لحل, يعمل عليها, تنطلق من التزام الحريري تبني ترشيح عون كخطوة أولى ثم يتم الإنتقال إلى الثانية وهي فض الإشتباك بين عون والنائب فرنجية بعد أن يتم أخذ الموافقة المبدئية على الترشيح من الرئيس بري وهو ما سيفتح الباب أمام الخليل الثاني (المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل) من أجل تعبيد طريق زيارة عون إلى فرنجية أولاً من أجل تطييب الخواطر ومن ثم إلى بري ويختتم ذلك بعقد جلسة جامعة لكل مكونات الثامن من آذار من أجل إعداد خلاصة واضحة للسير وفق أحد المطلبين: إما الذهاب في خيار مرشح من بين فرنجية وعون، أي التوافق على أحدهما للسير به في الجلسة. إما الذهاب بمرشحين إلى المجلس (وهو ما طلبه فرنجية) وإنهاء المشكلة بخيار ديمقراطي صافٍ يخرج رئيس. وفي حين تجري الأمور بهدوء، ثمة من يقول أن جلسة ال31 من تشرين الأول لن تنتج رئيس على الرغم من كل هذا التفاؤل، لكن ما يستتبعها من أيام تسبق تاريخ السابع من تشرين الثاني ربما تنتج رئيساً يسبق وصول الوافد الجديد إلى البيت الأبيض