يبدو أن 31 أكتوبر سيحسم أمر شغور مقعد الرئيس اللبناني والذي استمر شغوره لأكثر من عامين ونصف العام، حيث من المرجح اكتمال النصاب اللازم لانتخاب الرئيس في جلسة مجلس النواب اللبناني المنعقدة في 31 أكتوبر الجاري. كل الترقبات التي ينتظرها المشهد اللبناني خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة باتت تؤكد أن النائب سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل والذي كان حجر عثرة في طريق استكمال النصاب اللازم لترشيح "عون" هو نفسه الذي سيعلن رسميا خلال 24 اكتمال النصاب. جاء ذلك بعد تصريح وزير المال على حسن خليل من أنهم في كتلة التنمية والتحرير سيؤمنون النصاب في الجلسة لكنهم سيصوتون ضد "عون" وسيكون الرئيس نبيه بري في المعارضة، وقد فسر هذا الكلام على أنه تأكيد على ما سرب من أن "الحريري" سيتبنى ترشيح "عون" وأن الأمور ذاهبة نحو انتخاب جنرال الرابية، وأن الأمر قد انتهى وبتنا في لحظات الإعداد الأخيرة للمشهد وهو ما زاد من تأكيده تغريدة للوزير السابق وئام وهاب الذي قال حرفيًا: "إنقضى الأمر عون رئيسًا للجمهورية". ومع تأكيد المؤكد، تشير مصادر "ليبانون ديبايت" أن البحث الحالي قد تجاوز مسألة الرئاسة التي باتت تحصيل حاصل وان الحديث الحالي يجري على بحث موضوع حكومة العهد العتيدة وكيفية توزيع الاحجام والحقائب بين جميع الأطراف، ما يؤشر إلى أننا تجاوزنا حقبة التبني نحو رسم شكل العهد القادم. أما عن موعد الجلسة، فتجمع أوساط سياسية، أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن الجلسة ستعقد في ال31 من أكتوبر، وأن المؤشرات التي تلتقطها تذهب نحو إعتماد تاريخ 17 نوفمبر موعدًا لجلسة الانتخاب. من ناحيته غرد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" قائلًا: "يبدو أن الفرج قريب". وأرفق جنبلاط تغريدته بصورة عريس وعروس متعانقان وسط أجواء من الهدوء، إلا أنّهما لا يدركان ما ينتظرهما من خطر محدق بهما (الشلال المجهول). هذا وتأتي تغريدة "جنبلاط" في ظل التطورات الأخيرة التي تسود الملف الرئاسي وإمكانية رسو الفرقاء على انتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون رئيسًا للجمهورية. ولكن ماذا قصد جنبلاط من إيحاءات في صورته المرفقة هذه؟ فيما قال رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في تغريدته عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "إنقضى الأمر ميشال عون رئيسا للجمهورية". وقد سبق أنصار الآلف من أنصار النائب في البرلمان اللبناني العماد ميشال عون، الأحد الماضي، في مظاهرة ببيروت، مطالبين بانتخاب زعيمهم رئيسًا للجمهورية، بعد مضي نحو سنتين ونصف على الفراغ الرئاسي. ورفع المشاركون بالمظاهرة التي جرت عند مداخل القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، شرقي العاصمة، صور "عون" وإعلام تياره، وشعارات تطالب بانتخابه رئيسًا للبلاد "كونه الأكثر تمثيلًا عند المسيحيين في لبنان". وحملت المظاهرة التي حشد لها "التيار الوطني الحر" منذ أسابيع، عنوان "يكون الميثاق أو لا يكون لبنان". وقد أعلن وزير التربية اللبناني زياد بو صعب، الذي ينتمي للتيار الوطني الحر، على هامش مشاركته: "المظاهرة ليست رسالة لأحد، بل هي وفاء لشهدائنا الذي سقطوا من أجل أن يبقى لبنان". وأضاف "القضية مازالت مستمرة، وتكبر يومًا بعد يوم". ورأى أنه "عندما يتكلم "عون" عن رئاسة البلاد، فذلك لأنه حريص على الجمهورية اللبنانية وعلى الرئاسة".