يحكون فى السير الشعبية الأوروبية ؛ أنه كانت تقع مملكة هادئة بين البحر والجبل ؛ بسكانها الذين لم يتجاوزوا السبعة ألاف ؛ وأرضها المحدودة .. التى لو قسموها على أهلها ؛ لم يكن الفرد فيهم لينال منها فدانا واحدا . وكان لها ملك متوج على عرشه ؛ منذ سنوات ليست بالقليلة ؛ وقصر وحاشية ؛ مع وزراء وقضاة .. وجيش عدد جنوده ؛ لم يتجاوز ال 500 فرد ؛ بسلاحه من العصى ؛ وضرائب كانت يتم تحصيلها ؛ من نادى للقمار ؛ كان الوحيد فى أوروبا كلها ؛ التى كانت تحرم لعب القمار ؛ أوأقامة نواد له فى ذلك العهد . وكانت الضرائب تلك ؛ تكفى حاجة الملك وحكومته وجيشه وشعبه. وعاشت المملكة فى أمان ؛ حتى وقعت جريمة قتل ؛ كان بطلها شخص غريب ؛ خسر كل نقوده فى نادى القمار ؛ ولما يأس من أستعادته ؛ قتل صاحب النادى . وأجتمع قضاة المملكة ؛ وبدعوة من الملك ؛ ليقرروا بعد بحث طويل ؛ الحكم عليه بالأعدام بأى شكل من أشكال الأعدام ؛ المهم أن يتخلصوا منه فورا. وذهبوا بالحكم للملك ؛ الذى صدق على الحكم . ولكن كيف ينفذوه ؛ وليس بالمملكة مقصلة لأعدام الجانى ؛ ولا جلاد لديه خبرة_ ولو بسيطة _ فى القتل ؟! أجتمعوا .. وقرروا بعد أخذ ورد ؛ ومشاورات مطولة ؛ أن يرسلوا لملك فرنسا ؛ لكى يبعث لهم بمقصلةمجربة وجلاد لديه من الخبرات الكثير . وجاء الرد : لامانع لدينا على الأطلاق . ولكن الثمن هو 16000جنيه ! الثمن غالى جدا لايستحقه القاتل ؛ ولا تتحمله خزينة المملكة. أرسلوا لملك ايطاليا. وجاء الرد : لامانع . ولكن الثمن هو 12000 جنيه . القاتل لايستحق ذلك . أبحثوا عن جندى أو جزار أوحتى حلاق ؛ ينفذ الحكم ولو بسكين بارد . لم يوافق أحد على التنفيذ ؛ ولو ب 500 جنيه ! ولكن ما العمل ؟ قرروا بعد أجتماع لساعات ؛ أن يبدلوا الحكم .. بالسجن المؤبد . ولكن أين يضعوا القاتل وحارسه ؟ أقترحوا مكانا بالقصر فى حجرة ؛ تقع تحت أنظار الملك . و مرعام والقاتل وحارسه بالسجن ؛ أرسل وزير المالية للملك كشفا بمصروفاتهما : 750 جنيها فى عام واحد ! أنتفض الملك فى مجلسه : هذا فساد .. وأهدارا للمال العام ! أجتمعوا وقرروا صرف الحارس ؛ وترك السجين بمفرده ؛ لعله يختار الهروب ؛ فيستريحوا من عبئه ؛ ولكن ذلك لم يحدث ؛ فعندما أستيقظ السجين ؛ ولم يجد حارسه ؛ ذهب للمطبخ الملكى ؛ وتناول كل ما لذ وطاب ؛ ثم عاد لمحبسه.. وأغلق الباب من خلفه ! ماذا نفعل ؟ أقترح وزير ؛ أن يعطوا للسجين معاشا مدى الحياة ؛ على أن يترك المملكة نهائيا؛ وسيصله معاشه الى حيث يختار العيش . السجين لم يعجبه هذا الحل ؛ لأن الملك ووزرائه قد شوهوا سمعته ؛ فلم يعد له عيش ؛ فى أى مكان بالكون . أقترحوا عليه الزواج ؛ وترك المملكة نهائيا . قال لهم : أتريدوننى أن أترك سجنى ؛ لسجن أشد ؟! وفى القصة .. أنه أقترح أن يترك المملكة بلا مال ولارجعة ؛ بشرط أن يتوجوه ملكا ؛ ولو ليوم واحد . وعندما لبوا طلبه ؛ كان أول قراراته ؛ أن يأتوا أليه بالملك ؛ فلما أتوا له به ؛ أمرهم أن يقبضواعليه ؛ وينفوه لخارج المملكة ؛ وأستقر هو فى الحكم ؟!