بقلم الناقد " سيد جمعة – مصر" والإعداد للباحث الناقد " محمود فتحي – مصر" السريالية ، كمذهب أو إتجاه فني تزامن مع ظهور كتاب " تفسير الحلام " لسيجموند فرويد في بدايات القرن العشرين ، وجد فيها الفنانون ، أن الأحلام تستطيع شرح اللاوعي ( العقل الباطن ) ، فجاءت السيريالية لتجميل الواقع أي جعله أفضل من الواقعي أو اكثر من الحقيقي ، وكان ابرزهم " اندريه برايتون " 1926م ، بإعلانه أول ما نفيستو سيريالي ، لكن يبقي سليفادور دالي أبرز نجوم هذا الفن ، وحقق مدرسة دانت بإسمه ، وتخرجت منها أجيالا لا زالت تثري العالم بهذا الفن ، ومن سمات هذه المدرسة ( دمج الموضوعات أو الأشياء معا بشكل غير واقعي في لوحة واحدة ) . وقد قال برايتون .. عن .. دالي " فن دالي هو اكثر هلوسة عُرفت " . بهذه المقدمة القصيرة وعلي ضوئها نمضي مع فناننا المغربي القدير / عبد الرحيم غزالي لنجد تجربة ربما ليست فريدة حيث تمكن من خلال تغربه عن بلده وإقامته بإيطالية ودراسته وتمكنه التقني والفني ، وإستيعابه للمدارس الفنية وهضمه الجيد لتراثه العربي والشرقي ، تمكن بأقتدار أن يحقق نموذجا جيدا للفنان المبدع ، داعما ذلك بأيقونات متلازمة بصورة أو أخري في كل تكوين لعمل لتكون له بصمة واضحة تحمل إسمه . من هذه السمات أو الأيقونات التي تحت ايدينا من مجمل اعماله ، نجد التعبير بالرومانسية الشرقية متمثلة في المراة مبرزا حصارها المر بين رغباتها وطموحاتها ن والقيود الشرقية التراثية التي تكبلها وتخنق بل تئد بقسوة حتي احلامها في العلم والمعرفة والفن ، وذلك من خلال ادوات أو اشياء تحمل الدلالات التي تتيح للمتلقي ، إستدعاء مماثلات لها كتفاعل حيّ بين العمل والمتلقي وهذا من خصائص السريالية ( إعمال فكر المتلقي ، بعد صدمه بمكونات من الواقع عليه أن يحملها ، ويُكملها وفق مخزونه الفكري والبصري ) ، يأتي وضع مكونات العمل علي مسطح اللوحة ، كأحد ابرز تقنيات المبدع فنجد الفراغ المحسوب بدقة لتجسيد المكون الرئيسي للعمل ، ودفعه لصدارة اللوحة من خلال اللوان والظلال والإضاءة اللونية الناصعة التي تنشئ الإبهار المطلوب ، لجذب المتلقي ومده بإولي أشرعة الإبحار بحثا عن مكنون فكري وبصري ، تعكسه مفرادات أهتم برمزيتها فناننا المبدع عبد الرحيم غزالي .