– تعتبر التجربة المغربية في مختلف الميادين تجربة رائدة تستحق الإشاد بتقدم البلد الملحوظ بما يتماشى مع الدول النامية إلى حد كبير . أما القضية المرأة فهي معروفة مكامنتها في المجتمع المغربي وفي التاريخ الطويل حيث أن المرأة شاركت دورها لأجل وطنها وأسرتها وكانت حاضرة بأكثر مما تستطيع فعله في وقت كان لها حضور ضيق لا يتجاوز حدود البيت وعند فترة الاستعمار أكدت المرأة قدرتها على إنجاح مسيرة الكفاح غداة استرجاع المغرب لسيادته، في عهد الملك الراحل محمد الخامس ومن وقتها تم إنشاء مدنة للأحوال الشخصية سنة 1958 بحيث أن هذه الأخيرة شكلت تشجيعا قويا لخوض المرأة غمار مجالات عديدة مثل : التعليم، الإقتصاد، والمجتمع … وبعد تولي الملك الحسن الثاني رحمه الله العرش سنة 1961 واصل في نفس النهج التنموي لرعاية حقوق المرأة كعنصر أساسي في المجتمع ومساهم بجهد كبير في نجاح مسار التنمية المستدامة . لتفتح لهمن أبواب جديدة وسلك تخصوصات كانت مقصورة على الرجال حتي وقت قريب كميدان : الطيران مثلا . خصوصا بعد مراجعة مدونة 1958 ، وتعديل عدة بنود منها سنة 1993 . وبعد اعتلاء الملك محمد السادس العرش أسلافه المنعمين بتاريخ 20 يوليو 1999 إتباعا للفصل 20 من الدستور . كان هذا الحدث بمثابة ولادة جديدة لمسار المرأة في ظل تزايد الحركة النسائية لمواجهة كل التحديات التي تجلت معظمها في الأفكار والتقاليد التي تحصر عمل المرأة داخل البيت، واستمرار عقلية التحايل وتجاوز القوانين، وعدم التحلي بفضائل السلوك الإسلامي في المعاملة الأسرية المبنية على الرحمة والمودة . – في العهد الجديد تم إعطاء عناية خاصة للمرأة ومساعدتها على بلوغ أسمى مراتب التفوق و ذلك كان مؤشرا على نهج مسار تنموي هادف يرعى كل مكونات المجتمع . كما تم إنجاز مدونة جديدة سميت " مدونة الأسرة " يتعاهد فيها المغرب وفق أسلوب قانوني فقهي حديث، يراعي التزامات المغرب الدولية، والتحولات التي يعرفها المجتمع خلال العقود الأخيرة، على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تجمع هذه المدونة بين رفع الحيف عن النساء وحماية حقوق الطفل وصيانة كرامة الرجل . وخير مثال على ذلك : المرحومة الدكتورة زليخة الناصري التي أصبحت في مارس 2000 ، أول امرأة تشغل مهمة مستشارة للملك . وفي ميدان و فتيحة بنيس التي أصبحت مديرة بورصة الدار البيضاء سنة 1998 ، ليتم تعيينها من طرف جلالة الملك محمد السادس، نهاية سنة 2000 مديرة للمكتب الوطني المغربي للسياحة، وكذلك أمينة بنخضرة التي عينها جلالة الملك سنة 2000 على رأس المكتب الوطني للأبحاث الطاقية والنفطية 3 ، كما شغلت منصب وزيرة الطاقة والمعادن في الحكومة السابقة . كما أسندت إلى النساء ثلاث حقائب وزارية في حكومة 2002 ، وسبع حقائب في حكومة 2007 ، وحقيبة واحدة في الحكومة الحالية . – إن السلك التنموي المغربي شهد حضور مهم للعنصر النسوي وشارك منذ عهد الاستقلال إلى جانب الرجل في كل نواحي الحياة رغبة التعاون والتأسيس و ترسيخ القيم الإسلامية وإعطاء مجال للمرأة في تحقيق هويتها وذاتها رغم المعيقات التي لا زالت ترافقها إلى حد اليوم . فتحية للمرأة المغربية في كل مكان . توقيع / سمية مسرور