اليوم.. الأوقاف تفتتح 20 مسجداً جديداً بالمحافظات    «بعد الارتفاع العالمي الجديد».. أسعار الذهب اليوم الجمعة 30-5-2025 وعيار 21 الآن    قرصنة هاتف كبيرة موظفي البيت الأبيض و"انتحال شخصيتها"    ترامب يأمر بوقف التنسيق العسكري مع إسرائيل بشأن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية    «مكتب شكاوى المرأة».. مأساة «سمر» تتحول لقصة فيلم مُلهم لضحايا العنف    العجالي قائم ب 190 جنيها.. أسعار الأضاحي 2025 في أسواق الشرقية    «الجينوم الرياضي».. أولى الخطوات العلمية والعملية نحو مربع الدول العظمى    فوائد الزنجبيل، لتقوية المناعة وصحة الدماغ وجمال البشرة    "قبل ريفيرو".. ماذا قدم المدربين الإسبان مع النادي الأهلي؟    إنييستا: إنريكي موهوب.. وإنتر يمتلك لاعبين كبار    «قرار الأهلي».. رد مفاجئ من سيد عبدالحفيظ على مزاعم بيع زيزو    مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 الترم الثاني بالاسم في جميع المحافظات .. الروابط الرسمية للاستعلام الآن    هيشتغل إلى 2.30 صباحا، تعديل تشغيل قطار العاصمة الكهربائي اليوم بسبب حفل ضخم بالنهر الأخضر    كان نايم.. مصرع شاب دهسًا بسيارة والده في العاشر من رمضان    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    إمام عاشور يوجه رسالة ل حسام حسن    ياسر إبراهيم يسخر من احتفالات بيراميدز بالدوري    نجاحات متعددة.. قفزات مصرية في المؤشرات العالمية للاقتصاد والتنمية    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    مصرع تلميذ صعقاً بالكهرباء أثناء تشغيله التليفزيون بمنزله في سوهاج    ترامب: يجب تمكين الرئيس من حماية الاقتصاد الأمريكي    الحوثيون يعلنون مهاجمة مطار بن جوريون وسط إسرائيل بصاروخ فرط صوتي    بعد إمام عاشور.. (3) لاعبين ينتظرون عفو حسام حسن    «بنتلي» تشوق لنسخة جديدة من بنتايجا عالية الأداء مع وضع الانجراف    ترامب: يسعدني ترشيح بول إنجراسيا لرئاسة مكتب المستشار الخاص في الولايات المتحدة    أوروبا تضغط على إسرائيل لوقف مجازر غزة    إمام عاشور: زيزو هنأني بعد الفوز بالدوري.. وهذه رسالتي لميسي قبل كأس العالم للأندية    أسامة كمال: 600 يوم من الإجرام الإسرائيلي وغزة لا تزال تتنفس وتكتب التاريخ بالدم    روسيا تتهم حليفتها صربيا بالخيانة لتوريدها الأسلحة إلى أوكرانيا    بالأسماء، وزير البترول يصدر حركة تكليفات وتنقلات لبعض رؤساء شركات القطاع    حزب "الجبهة الوطنية" يطلق مؤتمرًا موسعًا لريادة الأعمال في بورسعيد    مصرع شاب في انقلاب سيارة على طريق أسيوط – الوادي الجديد    «الأرصاد» تكشف عن طقس اليوم الجمعة.. والعظمى في القاهرة 32    ديوان عام محافظة الجيزة يعلن توفر عدد من الوظائف    ريا أبي راشد: مسرحية «ريا وسكينة» سبب تسميتي بهذا الاسم (فيديو)    20 صورة ومعلومة عن الفنانة هايدي رفعت بعد خطوبتها    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    موعد أذان الفجر اليوم الجمعة ثالث أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن    4 أبراج «بيحبوا السيطرة».. قياديون يتمتعون بالكاريزما لكن ثقتهم الزائدة قد تتحول لغرور    والدة إبراهيم شيكا: "عايزة كل قرش في ورث ابني ومراته بصمته في المستشفى"    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 30 مايو 2025    "مصر الخير" تطلق جائزة ريادة العطاء 2025 لمحور المياه النظيفة    ضبط 3431 أسطوانة غاز و1000 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرة    مصرع شخص وإصابة آخرين فى حادث تصادم بالحوامدية    الإمساك.. الأسباب الشائعة وطرق العلاج بوصفات طبيعية    تجاهل تنظيف منطقة في الأذن قد يعرض حياتك للخطر.. تحذير خاص لأصحاب «النظّارات»    متحدث الأوقاف: صكوك الأضاحى بدأ فى 2015 ووصلنا إلى 10 ملايين أسرة    وكيل أوقاف الفيوم يشهد فعاليات كتاب مسجد على مفتاح.. صور    وزير الأشغال العامة الفلسطينى: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمارة يعقوبيان للكاتب العالمي:علاء الأسواني
نشر في شموس يوم 11 - 12 - 2015


أولاً: الكاتب علاء الأسواني:
ولد عام 1957م حصل على بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة 1980م، والماجستير من جامعة إلينوي، ويعمل طبيباً للأسنان في عيادة خاصة به، نشر العديد من المقالات وله 4 روايات: (أوراق عصام عبد العاطي شيكاجو، وعمارة يعقوبيان، وصدر له مؤخراً نادي السيارات، ومجموعتان قصصيتان)، نال عدة جوائز عالمية كبرى، يكتب مقالات أسبوعية في الصحف القاهرية.
ثانياً: الرواية:
رواية مصرية في 348 صفحة، وعمارة يعقوبيان عمارة موجودة فعلاً في شارع طلعت حرب بوسط القاهرة، بناها جاكوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمينية عام 1934م، وتعد من الأبنية الأثرية الشاهدة على تاريخ مصر، والرواية ترصد التغييرات التي طرأت على سلوكيات المصريين وأفكارهم في فترة ما بعد الانفتاح الاقتصادي، من خلال المبنى وساكنيه ومن خلال نماذج إنسانية غير سوية.
ثالثاً: الملخص:
1- زكي بك الدسوقي يصفه الكاتب كواحد من أقدم سكان شارع سليمان باشا، وأقام به منذ أواخر الأربعينيات، ومكتبه في عمارة يعقوبيان، ويقطع المسافة من منزله لمكتبة في فترة طويلة رغم قربهما لأنه يتوقف كثيراً لتحية المعارف والأصدقاء فهو شخصية فلكلورية محبوبة، ويواصل وصف الرجل ظاهرياً، وروحه المرحة، وما يحكيه للشباب من أشياء طريفة.
2- زكي الدسوقي الابن الأصغر للقطب الوفدي عبد العال باشا الدسوقي، وهو من أثرياء مصر قبل الثورة، كان يملك آلاف الأفدنة، تخرج زكي الدسوقي في كلية الهندسة بباريس، ولولا الثورة للعب دوراً سياسياً بارزاً، فقد اعتقل أبوه، ووزعت أرضه على الفلاحين، ومات الأب متأثراً بتلك النكبة، وقد فشل مشروع زكي فمكتبه الهندسي تحول إلى مكان لقضاء وقت الفراغ، ومن أسباب الفشل الكسل والاهتمام باللذات دون العمل، ومر من عمره 65 عاماً كانت تتمحور حول المرأة، فهي عالم من الغواية، ويسهب الكاتب في وصف حسي فج للنساء، وما يجذب الشواذ أمثال زكي الدسوقي فيهن، ويسرد نماذجًا من الساقطات اللاتي عرفهن، ويحكي أشياء خيالية أغلبها بعيد عن الواقع.
3- يوم الأحد إجازة للمحلات وازدحام للبارات ودور السينما، وها هو زكي الدسوقي يذهب لمكتبه للقاء صيد جديد هو رباب التي تعمل في إحدى البارات، والفراش أبسخرون يعد لوازم اللقاء، ويصف الكاتب الفراش، ويصف بالتفصيل ما يعده لمثل هذه اللقاءات، ويحكي عن كيفية تعرف زكي الدسوقي على رباب، وكيف وافقت على أن تقابله بمكتبه بعد مشقة كبيرة منه.
4- يُعَرِّف بعمارة يعقوبيان، ويصفها وكيف بناها مكتب هندسي إيطالي، ويستمر بناؤها عامين، ونقش يعقوبيان اسمه عليها، وسكن العمارة صفوة المجتمع، في الخلف جراج، وفي الأمام معرض لمنتجات الفضة التي تنتجها مصانع يعقوبيان، وقد تدهورت حالته، واشتراه الحاج محمد عزام وحوله إلى محل لبيع الملابس، وعلى السطح غرفتين للبواب، وحجرات صغيرة للسكان للتخزين أو لمبيت الكلاب ولم تستخدم في مبيت الخدم فلم يتصور الأجانب أنه يمكن أن يبيت إنسان في مثل هذه الحجرات، ولما قامت الثورة عام 1952م بدأت هجرة اليهود وكل شقة تخلو يستولي عليها واحد من ضباط الجيش فأصبحت نصف شقق العمارة يسكنها ضباط الجيش، ومع انفتاح السبعينيات بدأ الأثرياء في الخروج إلى المهندسين ومدينة نصر.
فصارت الشقق مكاتب وعيادات لأبناء الضباط، أو تؤجر مفروشة للسياح العرب، وسكن الغرف الحديدية فقراء قادمون من الأرياف، وكان موت كريكور وكيل العمارة الأرمني الذي كان يديرها بأمانة ويرسل الريع إلى ورثة يعقوبيان في سويسرا – كان موته سبباً في سهولة المتاجرة في الغرف وفي شقق العمارة بالتنازل للغير، وصار الوكيل الجديد فكري عبد الشهيد المحامي يفعل كل شيء مقابل المال، ونشأ مجتمع جديد منقطع عن العمارة أعلاها وكأنه حي شعبي في وسط القاهرة، ويصف بالتفصيل بعض السلوكيات والعلاقات بين النساء والرجال وزوجاتهم.
5- طه ابن الشاذلي بواب العمارة يستعد لكشف الهيئة في كلية الشرطة، ويتمنى أن يتحقق الحلم، ويتذكر ما حدث له في مسيرة التعليم حتى نجح بتفوق، وتلقي سكان العمارة لنبأ تفوقه، وسوء معاملتهم له، وكيف تحمل كل تجاوزاتهم دون أن يصطدم بهم، وأنهم يرون أن المناصب الحساسة لا يجب أن يتولاها أبناء الفقراء، وأن التعليم المجاني مفسدة، وقد صاروا يثورون عليه لأتفه سبب، وهو يتعامل بمرونة لكنه لا يهين نفسه، وهو ملتزم دينياً، وأحسن الاستعداد لكشف الهيئة بملابس جديدة، ودعاء الأم والأب لطه، ثم لقاء مع بثينة التي تعمل في دكان ملابس، وحكاية اللقاء وما تم فيه وعلاقة طه ببثينة منذ الطفولة، واتفاقهما على الزواج، وإحساسه أن بثينة قد تغيرت، وأن هناك شيئاً يبعدها عنه، ويتذكر وقائع تؤكد له هواجسه، ويصل طه إلى مبنى كلية الشرطة.
6- أبسخرون المعلومات عن شبابه قليلة، وطريقة عمله في مكتب زكي الدسوقي، وكيف توسطت له سناء فانوس(أرملة قبطية ثرية) عند زكي ليعينه فراشاً لديه، وكيف قبله زكي على مضض، وكيف كانت سناء تندم على نزواتها، وتكثر من عمل الخير، ويصف لنا الكاتب أبسخرون وعمله في المكتب وكيف كسب ثقة زكي الدسوقي وصار الرجل لا يستغني عنه أبداً، وكيف كان أبسخرون يسمسر ويختلس بعض الأموال، ومسئولياته نحو أسرته وأسرة أخيه، وهو مسيحي مؤمن لا ينام قبل أن يشكر ربه.
7- ملاك الشقيق الأصغر لأبسخرون والذي ينسق معه أبسخرون ويعد نفسه مسؤلاً عنه ، يصفه لنا قصيراً دميماً له كرش كبير، يلقى الناس بابتسامة، ويوافق الجميع على آرائهم مادامت لا تمس مصالحه الحيوية، وهو يجمع بين الشراسة والجبن، فهو يهاجم بأقصى ما لديه فإذا لقى مقاومة جدية انسحب فوراً، وهذه المهارات مع دهاء وحكمة أبسخرون كان لها فعل العجب، أبسخرون وملاك يذهبان إلى وكيل العمارة فكري عبد الشهيد، والرغبة الملحة في الحصول على الغرفة الحديدية التي خلت فوق السطح والتي لم يكن يوافق على تسكينها الوكيل إلا لمن يدفع ستة آلاف جنيه، يذهبان للمحامي في نادي السيارات، ويحكي كيف استطاعا أن يدفعا خمسة آلاف فقط وحصلا على عقد للغرفة.
8- وسط البلد في القاهرة كحي تجاري ومركز اجتماعي، وقد شيدته النخبة القديمة ليكون الحي الأوروبي في القاهرة ويوجد ما يشبهه في كل عواصم أوروبا، وظل حتى مطلع الستينيات محتفظا بطابعه، وفي السبعينيات بدأت وسط البلد تفقد هيبتها، وبدأت الأنظار تتجه إلى المهندسين ومدينة نصر حيث النخبة الجديدة، واجتاحت المجتمع موجة التدين التي لم يكن مقبولاً معها استمرار بارات وسط البلد، ويُفَصِّل الكاتب كيف تم التضييق على البارات وإحراق بعضها، وكيف استمر البعض بالتخفي والرشوة.
9- يصف الكاتب بار شينو وصفاً دقيقاً يجعلنا نحبه وهو يصفه وصفاً واقعياً كملتقى للشواذ ويصرح بذلك لأنه موجود في إعلانات السياحة الخارجية كذلك ويصف لغة الشواذ والتزام صاحب البار، والرشاوى الضخمة التي يدفعها.
10- يصف لنا حاتم رشيد واحد من رواد بار شينو الشواذ، ومعه شاب مثل الجنود، وحاتم رشيد شاذ سلبي، صحفي ورئيس تحرير جريدة تصدر باللغة الفرنسية، وأمه فرنسية، ويحكي لنا عن ترحيب عزيز صاحب البار بحاتم رشيد وصديقه المجند في الأمن المركزي، اختلاف حاتم رشيد مع صديقه ورحيل الصديق، وسخرية رواد البار.
11- يحدثنا عن بثنة ابنة محمد السيد مساعد الطباخ في نادي السيارات، وموته قبل الخمسين وحال الأسرة من بعده هي وسوسن وفاتن ومصطفى يوم الوفاة، وتخرجها من مدرسة التجارة ومعاناة الأم، وما تتعرض له من تحرش من أصحاب الأعمال، والاستقرار عند طلال ذلك السوري الذي يعتدي خارجياً على كل الفتيات اللاتي يعملن عنده بمقابل زهيد، ومن ترفض يطردها، وكيف فهمت المسألة، ولم تترك العمل عنده، ورأيها في كل الرجال.
12- علاقة بثينة بطلال وانعكاساتها عليها، وعدم اعتراض الأم رغم التلميح لها، وخلافاتها مع طه ورمي الدبلة الفضية له، وتغيبه عن موعدها، وذهابها إلى غرفته ولقائها مع أمه المنشغلة عليه فلم يحضر بعد كشف الهيئة.
13- الشيخ محمد عزام وصف كامل له كثري صاحب محلين للملابس ومكتب في عمارة يعقوبيان، ومعرضين لبيع السيارات وعدة عقارات بوسط البلد، وهو يبدو ملتزمًا والناس تشيع عنه أنه كان يتاجر في المخدرات وما زال، وأن نشاطه التجاري غسيل لأمواله من المخدرات، ورغم ذلك فهو كبير شارع سليمان باشا، ورغم ذلك شعر بشهوة مفاجئة للنساء، ورأيه في شرب الحشيش، وتفسير أصحابه «إنها حلاوة روح»، وشكوى زوجته من تصابيه المفاجئ، ولقائه بالشيخ السمان الفقيه المشهور ورئيس الجمعية الخيرية، والذي يحترمه الشيخ عزام ويعتبره مستشاره، وقد أقنعه الشيخ السمان بالزواج وتولى إقناع أولاده ووضع شروطًا للزواج ووقع الاختيار على سعاد جابر التي ذهب زوجها للعراق ولم يعد، ونالت الطلاق لطول غيابه، ويصفها الكاتب وصفاً دقيقاً، وتبدو شروط الشيخ عزام مجحفة.
14- لقاء الشيخ عزام بسعاد بعد الزواج وتأجير شقة فخمة لها في العمارة، ونيته في أن يرشح نفسه للبرلمان ليكسب ملايين من وراء عضويته.
15- كشف الهيئة وأسئلته وكيف أجاب طه، وأهمية ودور كشف الهيئة، وكيف اكتشفت اللجنة أن والده حارس عقار، وقد قدم في الأوراق أنه موظف.
16- الأم وبثينة تواسيان طه الذي لم يقبل في كلية الشرطة لأن والده حارس عقار، ولا يوجد معه 20 ألف يدفعها رشوة، وتقول له بثينة: (البلد دي مش بلدنا دي بلد اللي معاه فلوس). وطه يصر أن يقدم شكوى، ورباب الساقطة تخدر زكي الدسوقي وتسرقه وهو يخاف الفضيحة فلا يبلغ البوليس، ويخشى غضب أخته لسرقة خاتمها الماسي، ويتوقع هجومًا من دولت أخته.
17- زكي الدسوقي وأخته دولت التي تكبره بثلاثة أعوام والتي لا تمل الشجار معه، زواجها وموت زوجها الطيار بعد الإحالة للاستيداع، وإنجابها لهاني ودينا وزواجها مرتين وهجرة ابنها وبنتها ورفضها الهجرة، وانتقالها للإقامة مع زكي بعد تأجيرها لشقتها، كان زكي يعاني من تدخل أخته في كل شئونه، ولا تكف عن مهاجمة تصابيه، تسأله دولت: فين الخاتم يا زكي.
18- رسالة طه إلى رئيس الجمهورية يشكو فيها رفض قبوله في كلية الشرطة لأن والده حارس عقار، ويسوق طه حججه التي يحسبها مقنعة.
19- ملاك يذهب لتجهيز الغرفة لفتحها محلاً لتفصيل الملابس، علي السواق وحامد حواس يعترضان ويتشاجران مع ملاك، وذهاب الجميع لقسم الشرطة.
20- التعريف بالدكتور حسن رشيد كواحد من أعلام القانون وإتمامه للدراسة في فرنسا و العودة بجانيت وزواجه منها، وحياته ذات الطابع الفرنسي وإنجاب حاتم الذي عانى في الطفولة والصبا من انصراف الأبوين عنه، وكيف مارس الشذوذ لأول مرة مع إدريس السفرجي، وكيف بدأ حياة الشذوذ العامة بعد أن مات أبوه، واستغنت أمه عن الخدم ثم ماتت أمه، وحكايته مع جندي الأمن المركزي الذي يعاني من التجنيد الإجباري، والذي يعده حاتم بإيجاد واسطة له، وتحليل نفسي لشعور الشواذ.
21- رفض شكوى طه، وبعبارات قصيرة.
22- عراك دولت وزكي بسبب الخاتم ودولت تطرد زكي من الشقة، وهو يعتذر للسكان على الإزعاج.
23- كمال الفولي، ونشأته في أسرة فقيرة من شبين الكوم ونجاحه بتفوق في الثانوية، وانخراجه في العمل السياسي وانضمامه لكل التنظيمات، وهو مؤيد للموجود ورجل كل العصور، وتولى أرفع المناصب، والقدرة على الاحتفاظ بما يجعله يجهز بسرعة على الخصوم، وتقاضي الرشاوى والإتاوات، وقضائه على محافظ البنك المركزي ثم وزير الأوقاف الذي أوقفه عند حده لأنه يحارب الفساد وهو مفسد.
24- الشيخ عزام يذهب إلى كمال الفولي، ويتفاوض معه لكي يضمن نجاحه في الانتخابات، وكمال الفولي يطلب مليون جنيه ويصر عليها، ويخبره بطريقة الحصول عليها، ويضمن له النجاح.
25- الحاج أبو حميدة صاحب محلات الرضا والنور ينافس الشيخ عزام في دائرة قصر النيل، وإصرار كمال الفولي على أن يكون المرشح الوحيد الشيخ عزام، واختيار طه لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتعرفه على خالد عبد الرحيم من أسيوط، ولفت نظر طه إيمان خالد وحبه للإسلام وتمنى أن يكون مثله، طه يقرأ بعض الكتب الإسلامية، وخالد يدعوه ليعرفه بشيخ مسجد أنس ابن مالك.
26- امتلاء مسجد أنس بن مالك قبل الصلاة بساعتين ووصف ما يلبسه المصلون من أتباع ومحبي الشيخ محمد شاكر، ووصف للشيخ، ووصف لخطبة البداية، وأهم ما تناولته عن حياة الإنسان، وما يجب أن يفعله، والجهاد كفريضة، والقرآن الذي تلاه في الركعتين، ورأيه في الديمقراطية وأنها ليست من الإسلام في شيء، وإن الإسلام لا يعرف إلا حكم الله.
27- لقاء خاص بين الشيخ محمد شاكر والمقربين منه ومعهم طه، وحديثهم عن الرغبة في التظاهر، ورفض الشيخ لذلك، والحديث عن ضرب الكويت، وتعارف بين الشيخ وطه.
28- اشتداد المعركة في قسم البوليس بين ملاك وعلي السواق وحامد حواس تنتهي بتمكين ملاك من الحجرة وتحويلها لمحل لتفصيل القمصان.
29- ملاك يلقي شباكه على بثينة، ويسألها إن كان محل طلال يحتاج لقمصان يمكنه توريدها ويحفظ لها العمولة، ثم يعنفها لأنه تعمل عند طلال بمبلغ زهيد وإن عنده عمل لها ب600 جنيه.
30- زكي الدسوقي يذهب إلى بار مكسيم الذي يدقق الكاتب في وصفه، ويلتقي عشيقته القديمة كريستين نيقولاس، يخبرها عما فعلت دولت وهي تهدئه، وتعده بالتوسط بينهما، وتخبره إن دولت أصيبت بالجنون وإن عليه أن يتوقع منها أي شيء.
31- دولت ترسل ثياب زكي وتقوم بعمل عدة محاضر له كي لا يتعرض لها، والمحامي ينصحه بكسر باب الشقة وطرد دولت منها، وهو يرفض الإساءة لأخته رغم طردها وإهانتها له، ويتعجب كيف تفعل أخت بأخيها كل ذلك، يحزن على نفسه ويفكر في حاله، وفي أيامه التي فرت من بين يديه، وخادمه أبسخرون يعرض عليه أن تعمل بثينة سكرتيرة عنده، وهو يراها وينبهر بها.
32- التغيير الظاهري والداخلي الذي يصيب طه في اللبس، واللحية، والالتزام وعلاقاته بالسكان وعلاقته ببثينة التي لا تقتنع بالشيخ شاكر وترفض الحجاب، ومصارحتها لطه أنهما يجب أن ينفصلا.
33- طه يذهب للشيخ شاكر في دار السلام، ويصف شقته وأسرته، ويحدثه طه عن بثينة وتعلقه به والشيخ ينصحه بنسيانها، ويريه صوراً لمأساة العراق، ويحثه على المشاركة في مظاهرة ضد مشاركة مصر لأمريكا في الحرب على العراق.
34- فوز الحاج عزام بمقعد دائرة قصر النيل باكتساح وذبحه لثلاث عجول وتوافد الفقراء على محلاته لأخذ نصيبهم من اللحم، وأحلام الحاج عزام في الثراء والمناصب التي سيجنيها من وراء عضويته في مجلس النواب، وتفكيره في سعاد واستقبالها له.
35- علاقة سعاد بالحاج عزام والفرق الكبير بين حقيقة شعورها، وما تظهره، وحكايتها مع زوجها الأول الذي فُقِدَ في العراق، وشوقها لولدها.
36- الشواذ والمهن التي يبرعون فيها، وعلاقة حاتم رشيد بعبده مجند الأمن المركزي وتوصيته عليه، وأخذه لإجازات كثيرة وشراء كشك، ليعمل فيه بعد التجنيد وحديث عبده عن غضب الله على الشواذ، وتأكيد حاتم إن الله سيسامحهم وأن الشيوخ متخلفين.
37- تطور العلاقة بين زكي الدسوقي وبثينة، وسهرها معه وحديثها معه عن وحدته وعن الفقر، وعن رغبتها في ترك البلد، وأحوال الفقراء التي تجعلهم يكرهون كل شيء حتى أنفسهم.
38- ملاك يعترض طريق بثينة، ويسألها عن توقع عقد التنازل عن الشقة الذي يجب أن يوقعه زكي هذا الأسبوع.
39- احتجاج الطلاب على حرب الخليج واندلاع مظاهرات حاشدة في الجامعة، وتعامل الأمن معها بعنف وطاهر أمير الجماعة الإسلامية يقود المظاهرات، وترديد الجميع لشعارات إسلامية.
40- اشتراك طه الشاذلي في المظاهرات وهروبه عندما بدأ القبض على الطلاب، واللقاء مع الأمير في مقهى بالسيدة زينب وتقييم الموقف والإعداد لمظاهرة أخرى، واقتحام البوليس لمنزل طه، وضربه ضرباً مبرحًا والقبض عليه.
41- وصف لمطعم فندق الشيراتون، ولقاء كمال الفولي، الحاج عزام، وطلب كمال الفولي ربع أرباح توكيل السيارات الذي حصل عليه الحاج عزام تنفيذاً لأوامر الراجل الكبير.
42- الحاج عزام غاضب من بلطجة الفولي الذي سيأخذ ربع الأرباح دون أي تعب، ويذهب إلى سعاد وبعد النوم معها تخبره أنها حامل في شهرين.
43- اقتحام بيت طه والقبض عليه ثم نقل طه إلى مكان التحقيق، وكيفية النقل، والضرب والكلاب البوليسية، وبشاعة التحقيق، والتعذيب الجسدي الذي ختم بالاغتصاب.
44- انتهاء عبده من خدمته في الأمن المركزي، واستلامه للكشك وإحضاره أسرته، وإقامتهم على سطح عمارة يعقوبيان، وافتضاح أمر علاقة عبده بحاتم وتمنى الزوجة هدية أن يتوب الله على زوجها.
45- ملاك وحبه للتوسع وسيطرته على مساحة واسعة من السطح، ثم اتفاقه مع بثينة أن تجعل زكي الدسوقي يوقع عقد شراكة معه حتى يستولي على الشقة بعد وفاته ويدفع لبثينة 5000 جنيه.
46- أسباب موافقة بثينة على أن تجعل زكي الدسوقي يوقع عقد الشراكة مع ملاك، وكيف كان يعاملها وصراعها مع نفسها حول حسن المعاملة منه وخيانتها له.
47- زكي الدسوقي وبثينة في مطعم مكسيم، وهو يحكي لها ذكرياته، ورأيه في مساوئ ثورة 1952م ومساوئ عبد الناصر، ويطلب من كرستين أن تغني لهما، عودة زكي وبثينة وقد سكر تماماً، وعندما صعدا إلى الشقة أحضرت الأوراق ليوقعها، طلب الحمام فجأة وسمعت صوت ارتطام.
48- لقاء الشيخ شاكر مع طه، والحديث حول ما حدث له وما يفعله المحققون، والتعذيب والإهانة، وطه يوشك على الانهيار وهو يبلغ الشيخ أنه اغتصب عشرات المرات، والشيخ يطلب منه نسيان ما حدث، وهو مصمم على مطاردة معذبيه والانتقام منهم.
49- الحاج عزام يفشل في إقناع سعاد بالتخلص من الحمل، ويفشل في إقناع أخيها ويفكر في شخص يخلصه من هذه الورطة.
50- الحاج عزام يذهب إلى الشيخ السمان الذي كان مشغولاً بإعداد محاضرات ومقالات ليقنع الناس بشرعية استدعاء القوات الأمريكية لتحرير الكويت، ويأخذه الحاج عزام لشقة سعاد في عمارة يعقوبيان.
51- الشيخ السمان يفشل في إقناع سعاد بأن تتخلص من الحمل، وهي تسخر منه، ويصفعها الحاج عزام وينصرفا، وهي تفكر في كل ما حدث ويسعدها أنها واجهتهما ولم تستسلم، وخمسة يقتحمون شقتها ويشلوحركتها ويخدرونها.
52- صحيفة لوكير القاهرة باللغة الفرنسية أنشئت منذ مائة عام في نفس المبنى بشارع الجلاء، وقد رفع أعداد توزيعها حاتم رشيد منذ رأسها، والصحفيون في الجريدة يعرفون شذوذه، ومواجهة بينه وبين صحفي يريد نقله، ويرفض موضوعًا تعمد الصحفي إثارته وهو الشواذ والشذوذ، ويقول له إن التخلف نتاج الفساد والديكتاتورية والظلم الاجتماعي وليس نتيجة الشذوذ، وكيف حذر صحفيًا تحت التمرين حاول التحرش به ، أنذره بالطرد.
53- حاتم رشيد لم يكن مجرد مخنث بل شخص ناجح مهنياً يتحدث عدة لغات، له أفكار اشتراكية، له تجارب مؤلمة في الشذوذ، ويلقي باللوم على أبيه الذي أهمله وأمه التي لم ترعه، ويقنع نفسه أن شذوذه أمر شخصي لا ضرر منه على أحد، وتنال أمه أكبر قدر من السخط، ويحكي عنها عندما كانت مجرد عاملة في بار فرنسي وكان زواج والده منها نقلة اجتماعية كبيرة لها، كانت تتكبر على المصريين وتكره مصر وكان إهماله لها جزءًا من كراهيتها لمصر، ويستذكر انها كانت تخون أباه مع سكرتير السفارة، وهنا يبكي حاتم ويفكر في الانتحار لكنه لا يجرؤ عليه، وقد استقرت أحواله بعد طول مرافقته لعبده، وكان يلح عليه ليتعلم، ويبذل مجهوداً في إقناع عبده بذلك، وهدية زوجة عبده تحضر بولدها المريض مستنجدة.
54- بثينة تنقذ زكي الدسوقي الذي سقط في الحمام بلا حراك، وتنقله إلى الفراش وتبقى إلى جواره، وتتحول علاقتها به من مجرد علاقة مصلحة وتبادل منفعة إلى حب دق قلبها له وتمنت البقاء إلى جواره وأطالت مدة البقاء معه، وأبلغت ملاك أنها لن تستطيع أن تحضر توقيعه على عقد الشراكة.
55- الشيخ شاكر وطه يتجهان إلى حلوان وطه مُصِر على الانتقام ممن أذلوه وانتهكوا عرضه، ولم تفلح محاولات الشيخ معه، وعندما وجده مصممًا طلب منه أن يحضر حقيبة ملابسه ليذهب به إلى مكان اختاره له.
56- الشيخ يصطحب طه إلى طرة الاسمنت، ويستقلان سيارة ويذهبان ناحية بعض البيوت العشوائية، وهناك يلتقيان ببلال ويعرفه بطه، وبلال أمير المعسكر الذي سيعلِّم طه كيف ينتقم من الظالمين.
57- تفيق سعاد لتجد نفسها في مستشفى وقد أجهضت وتم تدبير كل شيء ليبدو طبيعياً وطلقها الحاج عزام، وأعطاها كل حقوقها وهددها هي وأخوها إذا عملوا أي شوشرة سيتم تأديبهم.
58- الحاج عزام يحاول نسيان سعاد، وينشغل بأعماله وتوكيل السيارات، والفولي يرسل له ليلقاه، وابن عبده يذهب للمستشفى في حالة متأخرة حمى وجفاف، ووقف حاتم مع عبده وزوجته حتى وضع الطفل في غرفة العناية المركزة.
59- وصف لقاء بين بثينة وزكي الدسوقي دون أية محاذير، وتمنيها السفر، وحكايتها عن الفقر ومفاجأة البوليس لهما وهما في الفراش فقد أحضرت شقيقته البوليس ليضبطه متلبساً ويساعدها المحضر في الحجر عليه.
60- طه يتقدم في معسكر التدريب ويتفوق على الكثيرين ويتعجل لحظة الانتقام وأخذ حقه ممن عذبوه وأمير المعسكر يستمهله، ويعرض عليه الزواج من أخت اسمها رضوى أبوالعلا استشهد زوجها وحضرت للإقامة معهم هي وابنها الصغير.
61- موت الطفل ابن عبده وهدية وعزاء أهل السطح لهما، وتعاركهما حتى الصباح وفي الصباح حضرت سيارة لتحمل أثاث حجرتهما وتمضي.
62- لقاء عاصف بين كمال الفولي والحاج عزام ينتهي بطلب الحاج عزام لقاء الرجل الكبير.
63- تحديد موعد للحاج عزام مع الرجل الكبير لتنتهي هواجسه بأن الفولي يستغل اسمه.
64- أحكمت دولت الخطة لكي يهان زكي الدسوقي وقامت برشوة الضباط لكنه استطاع الاتصال بأحد أصدقائه المستشارين الذي أتى وأخرجه وبثينة من القسم لكن هناك محضر سيعرض على النيابة، ويلوم نفسه زكي على استسلامه لإهانات الضباط، وعدم حماية بثينة.
65- لقاء طه برضوى وإعجابه بها وإبراز جانب من العنف غير المبرر ضد الإسلاميين، وزواجهما وطقوس زواج الإسلاميين وكيف يكفرون من ليس منهم.
66- حاتم رشيد يفاجأ برحيل عبده وترك مفتاح الغرفة والكشك، وبعد فترة من المعاناة والتفكير يذهب إلى إمبابة وفي قهوة الصعايدة يعثر على عبده.
67- نجاح زواج طه برضوى، وتفاصيل بداية حياتهما معًا، وطه يتذكر سبب وجوده في المعسكر وتقنعه رضوى أنها لن تعوقه عن الجهاد، وتتمنى أن تخرج إليه معه.
68- الحاج عزام يلتقي الرجل الكبير دون أن يراه ويؤنبه أنه يريد تخفيض النسبة ويخبره بعمله السيء الذي يربح من ورائه وأنهم يعلمون عنه كل شيء وعليه أن يوافق على الربع صاغراً.
69- حاتم ينجح بإغراء المال في استدراج عبده ليبيت معه آخر ليلة ويغريه بعمل راتب 500 جنيه وعبده كان يعاني لمدة ثلاثة أشهر، وعندما يريد عبده الانصراف يرفض حاتم ويصر عبده فيهدده حاتم ، فيقوم عبده بقتله.
70- الشيخ بلال يرسل لطه وهواجس طه تصور له أن رضوى أخبرت الشيخ بحديثهما عنه، ولكنه يجد تكليف له ولعبد الشافي ومحجوب بمهمة عاجلة سعدوا بها وكبروا، العملية الساعة الواحدة ظهر اليوم.
71- نجاح خطة قتل ضابط أمن الدولة وقد تخفى طه وزميله في زي عمال توزيع أنابيب بوتوجاز، ولأن طه خالف التعليمات فقد أصيب برصاص الحراس ومات.
72- حفل زواج زكي الدسوقي وبثينة في مطعم مكسيم ووصف الاستعدادات للحفل، ووصف العروس وطقوس الحفل.
رابعاً: عناصر الرواية:
1-الزمان: القاهرة في بداية التسعينيات، ويمتد الزمان أحيانًا بالعودة إلى الثلاثينيات عندما بنيت عمارة يعقوبيان.
2-المكان: المكان الرئيسي عمارة يعقوبيان، الشقق والمكاتب والسطح، وسط القاهرة، شارع سليمان باشا، شارع طلعت حرب، البار، معسكر الجماعات الإسلامية، قهوة الصعايدة بإمبابة .. وتلعب الأماكن دوراً غاية في الأهمية حتى أمكن أن تتحول عمارة يعقوبيان رمزيًا إلى مصر كلها، ويرسم علاء الأسواني الأماكن بدقة وواقعية تجعلنا نحيا معه فيها، وتتغير الأماكن مع تغير الزمن، فوسط البلد قبل الثورة وحتى مطلع الستينيات يختلف عنه في الستينيات وأوائل السبعينيات ثم التغير الكبير في الثمانينيات، وقد قلد الكاتب السابقون في ارتباط الشخصية بالمكان أو بأماكن محددة طوال الرواية، ومن خلال المكان وما تدور فيه من أحداث أبرز الكاتب مشكلات مصر والمصريين عبر عشرات السنين، دكان طلال السوري، ومستشفى الأطفال، والمستشفى التي أجهضت فيها سعاد، وبارات وسط البلد عكست جانباً سلبياً فيه من الواقعية مالا ينكر، سطح العمارة وتحوله إلى حي شعبي، والسكن في غرف حديدية، وكيف يعكس المكان المستوى الاجتماعي، والتحول من وسط البلد إلى مدينة نصر والمهندسين.
3-الشخصيات: شخصيات علاء الأسواني بلا استثناء شخصيات مثيرة للجدل تعكس كمًا كبيراً من عدم الاتزان، والفوضى، وعدم الاستقرار، زكي الدسوقي ابن الإقطاعي الذي أطاحت ثورة يوليو 1952م بأحلام طبقته في استمرار الثراء الفاحش وحيازة كل الملذات يحيا حياة مرفهة، ويتزوج في النهاية تلك الفتاة المصرية الفقيرة التي يضطرها الفقر إلى بيع جسدها بعشرة جنيهات مع طلال صاحب محل الملابس ثم معاشرة زكي الدسوقي لفترة قبل الزواج منه، ولا أحسب في ذلك واقعية، وعلاقة زكي الدسوقي بأخته المتسلطة دولت وعدم الرغبة في إيذائها رغم تسلطها، وحياة السكر والمجون التي لا يعرف غيرها، وطه ابن البواب المتفوق الذي يفشل في الالتحاق بكلية الشرطة بسبب أنه ابن بواب، وتأسلمه ثم تعذيبه بوحشية ثم إصراره على الانتقام، وقتله لمن عذبه ووفاته، الحاج عزام الذي يغلف تجارته في المخدرات بكثرة الإحسان للفقراء، وعلاقته بالشيخ السمان الذي يفتي فتاوى عجيبة، وزواجه بسعاد، وإجهاضها عندما تحمل منه، وطلاقها منه، حاتم رشيد وكيف يصور الشذوذ وكأنه أمر شخصي لا يجب أن يلام عليه الإنسان، والمشكلات التي سببها له الشذوذ، حتى كانت نهايته على يد عبده ذلك المجند الذي جعله الفقر يبيع جسده، ولا يفيق حتى يموت طفله، ويتواصل خلافه مع هدية زوجته التي لا تكف عن تأنيبه، ويقتل حاتم رشيد ليتخلص مما يعتقد أنه وزر، وأبسخرون وملاك والمحامي وكيل العمارة، وكيف تستغل هذه الشخصيات الانتهازية الظروف لتثري على حساب غيرها، وأم حاتم رشيد الفرنسية ووالده عالم القانون وكيف كانا سبب تعاسته.
*هذه الشخصيات تمثل قطاعات عريضة من الشعب بكل تناقضاتها، ويثير الأسواني من خلالها قضايا اجتماعية واقتصادية كان ومازال يعاني منها المجتمع المصري؛ الديكتاتورية، والظلم الاجتماعي، والتخلف في كثير من مناحي الحياة. الشيخ شاكر، والشيخ بلال وكيف يفكر أمراء الجماعات الإسلامية، وكيف يزيد العنف من انتشار هذا الفكر، ويفتح الباب لمزيد من العنف والانتقام، سعاد وكيف اضطرت أن تبيع جسدها بصورة شبه مشروعة، وتبتعد عن ابنها الوحيد، ولن نجد في شخصيات الأسواني شخصية سوية سوى كريستين اليونانية التي تحتفظ بنقائها رغم فشلها مرتين، فحتى كمال الفولي صاحب المنصب الرفيع يحوله إلى شخص يفرض إتاوات على رجال الأعمال، ويعمل سكرتيرا للرجل الكبير الذي لا يجد حرجًا من التعامل مع تاجر مخدرات وقسمة الأرباح معه.
4-العقدة: تبدو حبكة الرواية في المشكلات المزمنة التي تواجه شخصيات الرواية من خلال تشابك الأحداث والتي ظلت دون حل كامل فإن كانت بثينة قد تزوجت زكي الدسوقي فهناك الكثيرات مثل بثينة يحوجهن الفقر لسلوكيات أسوأ، وإن كان طه أخذ بثأره ومات فهناك الكثيرون يتحينون فرصة الثأر ممن تمادى في ظلمهم، وإن كان حاتم رشيد قُتِلَ فهناك شواذ كثيرون لا يجدون من يعالجهم من الشذوذ علمياً، وإن كان عبده قد أراح نفسه من هواجس خطايا حاتم رشيد فهناك آلاف مثله من الفقراء الجهلة يتم استغلالهم أسوأ استغلال.
لقد نجح الأسواني في تفجيره مشكلات كثيرة وكأنه فتح جرحًا تقيح بفعل الزمن ويحتاج لجهد خارق لتطهيره، وقد كانت عبارة حاتم رشيد قمة في تحديد المرض عندما قال للصحفي الذي أراد فضحه: «إن تخلف البلاد ليس بسبب الشواذ ولكن بسبب الديكتاتورية والفساد والظلم الاجتماعي» لذلك برزت العقدة من خلال لوحات واقعية.
5-الحل: لم يفرض علينا حلاً بل تركنا نفكر هل نستطيع حل تلك المشكلات التي بالغ الأسواني في إبرازها وإلقاء الضوء بقوة عليها.
وبعد، فالرواية رغم الترحيب الواسع بها قد شابتها بعض المثالب مثل:
وجود شخصيات لها شبيه في الواقع مثل: كمال الفولي، والحزب القومي، والحاج عزام….
الوقوع في تعميمات خاطئة حتى لو كانت على لسان بثينة مثل «كل الرجال مهما كان مظهرهم وقوراً لا يصمدون أمام إغراء المرأة»
، ثم قول ضابط كشف الهيئة في كلية الشرطة لطه أنه رفض لأنه ابن بواب هذا غير واقعي.
وضع خلطة في الرواية ليتم الاحتفال والاحتفاء بها وتلقى أكبر توزيع على كل مستويات الناشرين في الداخل والخارج وهي:
-الإسهاب في الحديث عن الجنس بصورة فجة من بداية الرواية لنهايتها وهذه سمة الأفلام التجارية التي تعرض ما يرغبه جمهور السينما من المراهقين ولا تبرير للغوص في مشاهد الجنس حتى عندما تزوج طه من رضوى.
-الحديث عن الخمر والبارات والسكر بإسهاب غير مبرر.
-الحديث عن اليهود في أكثر من موضع.
-الحديث عن المؤمن المسيحي وإيراد نصوص الصلوات.
-السباب في ثورة 1952م وفي شخص عبد الناصر دون واقعية حتى لو جاءت من ابن واحد من الإقطاعيين فهي تعكس ما يريده المؤلف وهو لم يورد أي رد عليه من الطرف الآخر ليكون واقعيا.
-الإسهاب في الحديث عن الشذوذ واعتباره شيء عادي ومن خصوصيات الإنسان التي يجب عدم التدخل فيها.
وأخيرا كم كان مؤثراً وواقعياً أن تظهر بثينة رغبتها في هجر مصر، فماذا قدمت مصر لها، وأن يظهر زكي الدسوقي أكثر حباً لمصر فرغم التأميم والمصادرة مازال يرفل في نعيمها ،وقولها:
«مصر ليست بلدنا إنها بلد اللي معاه فلوس».
………………………………………….
بقلم :صالح شرف الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.