موسوعة (شعراء العربية ) م 4 ج2 بقلم – د فالح الحجية هو ابو طالب عبد السلام بن الحسين المأموني قيل كني ب (المأموني ) لرجوع نسبه الى الخليفة المأمون بن هارون الرشيد فهو من ذريته . ولد في بغداد ونشأ فيها وغادرها في صباه متجها ناحية الشرق حتى وصل الى بخارى حيث حط المقام بها وتحسنت حالته وكثر رزقه يقول : الأرض ياقوتة والجو لؤلؤة والنبت فيروزج والماء بلور عن شم طيب رياحين الربيع فقل لا المسك مسك ولا الكافور كافور مدح الوزراء والامراء وفخر بنفسه وقومه العباسيين ووصف كل ما وقع في نفسه وبصره حتى اصغر الاشياء فامتدح الصاحب بن عباد ويقول في مدحه : ليسافر ربع لو كنت دمعا فيك منسكبا قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا لا ينكرن ربعك البالي بلى جسدي فقد شربت بكأس الحب ما شربا عهدي بربعك للذات مرتبعا فقد غدا لغوادي السحب منتحبا ذو بارق كسيوف الصاحب انتضيت ووابل كعطاياه إذا وهبا وعصبة بات فيها القيظ متقدا اذ شدت لي فوق أعناق العدا رتبا إني كيوسف والأسباط هم وأبو ال أسباط أنت ودعواهم دما كذبا وأقام عند الصاحب بن عباد مدة في أرفع منزلة فحسده ندماء الصاحب وسعوا فيه إليه بالأباطيل، فشعر بهم أبو طالب، فاستأذن الامير الصاحب بن عباد بالسفر فأذن له فانتقل إلى نيسابور ثم إلى بخارى. ولقي فيها بعض أولاد الخلفاء كابن المهدي وابن المستكفي وغيرهما . يقول في نفسه : لي على الناس فضل نظم وعلم من أباه هجوته وأباه وإذا ما أتى صفعت قفاه وقفا من أعانه وقفاه رحم اللَه من أراد محالا فنهاه عن المحال نهاه كان المأموني طموحا يمني نفسه بالخلافة – وكأنه في حلم راوده كثيرا الا انه لم يتحقق – حيث كان يمني تفسه في قصد بغداد بجيوش تنضم إليه من خراسان يتقدم بها الى بغداد ليفتحها ويكون خليفة فيها الا أنه عاجلته المنية بعلة الاستسقاء. مات قبل أن يبلغ الأربعين. وذلك سنة \383 هجرية — 993 ميلادية قال الثعالبي فيه : (رأيت المأموني ببخارى سنة\ 382 وكان يسمو بهمته إلى الخلافة وكان همه الرجوع الى بغداد مدينة صباه على راس جيش ليفتحها وينصب نفسه خليفة عليها ). وقال فيه ابن النجار: (بديع النظم ، مدح الملوك والوزراء ، وامتدح الصاحب ابن عباد فأكرمه ، فحسده ندماء الصاحب وشعراؤه ، فرموه بالباطل ، وقالوا : إنه دعي ، وقالوا فيه : ناصبي ورموه بأنه هجا الصاحب ) . يتميز شعره الجودة وحسن اختيار اللفظ وغلب عليه الصناعة اللفظية اسوة بغيره من اغلب شعراء العصر. ومن لطائف شعره : الطيب يهدى وتستهدى طرائفه وأشرف الناس يهدي أشرف الطيب والمسك أشبه شيء بالشباب فهب شبه الشباب لبعض العصبة الشيب اشتهر بالمدح والوصف ومن قوله يصف اسطرلا با : – وشبيه الشمس يسترق الاخبا ر من بين لحظها في خفاء فتراه ادرى واعرف منها -وهو في الارض – بالذي في السماء واختم بهذه القصيدة له بالمدح : أنا بين أحشاء الليالي نار هي لي دخان والنجوم شرار فمتى جلا فجر الفضاء ظلامها صليت بي الاقطار والامصار بي تحلم الدنيا وبالخير الذي لي منه بين ضلوعها اسرار فبكل مملكة علي تلهف وبكل معركة الي أوار يا أهل ما شطت برحلي رحلة الا لتسفر عني الاسفار لي في ضمير الدهر سر كامن لا بد أن تستله الاقدار حقنت يداه دم المكارم مذ غدا دم كل ما حوتاه وهو جبار طبعت مزينة منه عضبا ماله في غير هامات الاسود قرار اراؤه بيض الظبا وحديثه روض الربا ويمينه تيار ضمت على الدنيا بدائع لفظه فكأنها زند وهن سوار خصت به كل المكارم والعلا فكأنها حقا له أسوار د وإذا العلوم استبهمت طرقاتها فذووه اعلام لها ومنار عزماتهم قضب وفيض اكفهم سحب وبيض وجوههم أقمار ختم الرياسة بالوزارة فيهم أسد له السمر الذوابل زار يا من إذا اطرى القبائل شاعر صلت على آبائه الاشعار فازحم بمنكبك السماء فما يرى لسواك في خطط النجوم جوار والارض ملكك والورى لك غلمة والدهر عبدك والعلا لك دار وخلائق كالخمر در فعاله حبب لهن وما لهن خمار لمحمد بن محمد كف بها يحيى الرجاء ويقتل الاعسار اميرالبيان العربي د.فالح نصيف الكيلاني