هذا أبو عمَّارُ في الأنْظارِِ حجْمُ السماءِ ورِفعَةُ الاقْمارِ . في كلِّ أشجارِ البلادِ عَبيرُهُ عَبِقٌ وفي الجُدْرانِ والأسْوارِ . ما هابَ يوماً مِنْ كؤوسٍ مُرَّةٍ لَوَانَّها كانتْ كُؤوسَ النارِ . إن ماتَ مُغْتالاً فنَفْسٌ حُرّةٌ لا تنْحَني ودَمٌ زَكِيٌّ جارِ . لكنُه يحْيا بَعيداً راضياً بِنضالِهِ في صُحْبةِ الأبْر ارِ . ما كُل ُّ عَيْشٍ تُسْتَطابُ ثِمارهُ لا عيْشُ إلا عَيْشَةُ الأحْرارِ . يا ياسرٌ المقدامُ في أرض الوغى ترضى الحصارَ ولا قبول َ العارِ . كُنتَ الكبيرَ بنا وكلُّ كبيرةٍ دَهْياءَ تَصْغُرُ في نُفوسِ كِبارِ . كمْ كُنْتَ تلقاني أباً مُتَبَسِّماً تَحْنُو بِعطْفٍ مُشْرِقٍ مِدْرارِ . كمْ كنتَ ظِلّ المُتْعَبينَ مُواسِياً يا ظِلَّ حُبٍّ يا أبا عَمّارِ . لم نفْتَقِدْكَ فأنت حيٌّ ها هُنا في القلبِ والوِجْدانِ قَبْلَ الدّارِ يسقى ثراك الزائرونَ بأعْيُنٍ بخلتْ إذا ما كنَّ كالأمطارِ . ولتَبْكِ إن ْ كانت عيونٌ قصَّرَتْ كل القلوبِ على ثرى الختيار . ِ # على ثرى الختيار القدس ايمان مصاروة